القاهرة – جمال المجايدة :
زرت المتحف المصري في القاهرة مرات عدة وهو من أشهر المتاحف على مستوى العالم وأكثرها ثراءً ، لما يحتويه من عدد ضخم من الآثار المصرية على مر العصور، حيث يتيح للزائر أن يتعرف على تاريخ مصر القديمة عبر خمسين قرناً من الزمان
أكثر ما لفت نظرى داخل المتحف، كنوز الملك الفرعوني “توت عنخ آمون”، وهو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، والتي صُنعت أغلبيتها من الذهب بمنتهي الدقة والبراعة، وهو الأمر الذي يثير إعجاب ودهشة كل من تقع عينه عليها.
وهذا الملك، “هو أشهر ملوك مصر الفرعونية مع أنه ليست له قيمة تاريخية. فقد حكم تسع سنوات وتوفى في الثامنة عشرة من عمره، ولم يكن ضرس العقل قد ظهر في فمه بعد! ولكن شهرة الملك توت عنخ آمون ترجع إلى مقبرته وتابوته ومخلفاته الرائعة التي اكتشفها هوارد كارتر سنة 1922”
وقد تم اكتشاف مقبرته كاملة في “وادي الملوك” بالبر الغربي للأقصر، تلك المقبرة التي ضمت كنوزا أثرية ليس لها مثيل.
وتم إعداد، بعد وفاة الملك المفاجئة، أربعة مقاصير ضخمة من خشب وضع بعضها في بعض وزخرفت حوائطها في الداخل والخارج بنصوص وصور من كتاب الموت.، احتوت أصغر هذه المقاصير تابوتا مستطيلا من الكوارتزيت بغطاء من الجرانيت، في قلبه وضعت ثلاث توابيت ذات أشكال آدمية بعضها داخل بعض، أصغرها من الذهب الخالص، والذي احتوى على مومياء الملك وقناعه الذهبي مع الزخارف الخاصة بالمومياء .
حضارة عريقة !
وزعت الآثار على طابقين داخل المتحف
، الطابق السفلي منها يحوي الآثار الثقيلة مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية. أما الطابق العلوي فيحوي عروضا ذات موضوعات معينة مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأواني العصر اليوناني الروماني وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى وغيرها
المتحف المصري بالقاهرة. يحتوي على أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة، وإن نافسه المتحف البريطاني واللوفر ومتحف متروبوليتان (نيويورك). ويقبع المتحف المصري بميدان التحرير بقلب القاهرة منذ عام 1906، يحتوي معرض المتحف على 136 ألف أثر فرعوني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآثار الموجودة في مخازنه.
بدأت قصة تأسيس المتحف مع الاهتمام العالمي الكبير بالآثار المصرية بعد فك رموز حجر رشيد علي يد العالم الفرنسي شامبليون. • وكانت النواة الأولي للمتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة حيث أمر محمد علي بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة لمتحف الأزبكية وذلك عام 1848م. • بعد وفاة محمد علي عادت سرقة الآثار مرة أخري وسار خلفاءه علي نهج الإهداءات فتضاءلت مقتنيات المتحف. • وفي عام 1858م تم تعيين (مارييت) كأول مأمور (لإشغال العاديات) أي (ما يقابل حالياً رئيس مصلحة الآثار). وقد وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره (مثل آثار مقبرة إعح حتب). • وفي عام 1863م قام الخديوي إسماعيل بإقرار مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفي بإعطاء مارييت (عر بخانة) أمام دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه. • في عام 1878م حدث ارتفاع شديد في فيضان النيل مما تسبب في إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته. • في عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي نفس العام توفي مارييت وخلفه (ماسبيرو) كمدير للآثار وللمتحف. • في عام 1891م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلي سراي الجيزة. • وعندما جاء العالم (دي مورجان) كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة. • وفي الفترة من 1897 – 1899م جاء لوريه Loret كخليفة لدي مورجان. • ولكن عاد ماسبيرو مرة أخري ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 – 1914م وفي عام 1902م قام بنقل الآثار إلي المبني الحالي للمتحف (في ميدان التحرير) وكان من أكثر مساعديه نشاطاً في فترة عمله الثانية العالم المصري أحمد باشا كمال والذي كان أول من تخصص في الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف. • أما أول مدير مصري للمتحف فكان هو (محمود حمزة) وتم تعيينه عام 1950م. • هذا وقد كان للمتحف دليل موجز من وضع ماسبيرو يرجع إلي عام 1883م إلا انه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م وحتى الآن (ولكن مع مجموعة من التعديلات). أهم مقتنيات المتحف:• يتكون المتحف من طابقين خصص الأرضي منها للآثار الثقيلة أما العلوي فقد خصص للآثار الخفيفة والمجموعات الكاملة (مثل مجموعة توت عنخ آمون). • ويضم المتحف عدد هائل من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتي نهاية العصر الفرعوني بالإضافة إلي بعض الآثار اليونانية والرومانية. ونذكر علي سبيل المثال من مقتنيات المتحف:1- مجموعة من الأواني الفخارية (من عصور ما قبل التاريخ). 2- صلاية نعرمر (عصر التوحيد). 3- تمثال خع سخم (الأسرة 2). 4- تمثال زوسر (الأسرة 3). 5- تماثيل خوفو/خفرع/منكاورع (الأسرة 4). 6- تمثال كاعبر/تماثيل الخدم (الأسرة 5). 7- تمثال القزم سنب (الأسرة 6). 8- تمثال منتوحتب نب حبت رع (الأسرة 11). 9- تماثيل أمنمحات الأول/ الثاني/ الثالث (الأسرة 12). 10- تمثال الكا للملك حور (الأسرة 13). 11- تماثيل حتشبسوت/ تحتمس الثالث (الأسرة 18). 12- مجموعة توت عنخ آمون (الأسرة 18). 13- مجموعة كنوز تانيس
قسمت الآثار حسب اهميتها او كمية توفرها كالقسم السادس والسابع، اما الترتيبات الثاني والثالث والرابع فكانت على اساس الترتيب الزمني و روعي ضم أهم الاثار في قسم والفترات الرئيسية الاخرى في قسم اخر،وعلى النحو التالي[1]:
• القسم الاول :اثار الملك توت عنخ امون وهي حصيلة اكتشاف مقبرة واحدة لفترة زمنية واحدة بلغت الاثار فيها أكثر من 3500 قطعة اثرية من الذهب بالاضافة إلى المومياوات.
• القسم الثاني : الدولة القديمة وهي احدى الفترات المزدهرة في تاريخ مصر القديمة وهي فترة بناء الاهرامات وفترة الملك خوفو وهي الفترة التي حكم فيها اربع اسر حاكمة” من الثالثة ـ السادسة “.
• القسم الثالث : الدولة الوسطى.
• القسم الرابع :الدولة الحديثة وهي فترة الامبراطورية العظيمة فترة رمسيس الثاني و توت عنخ امون ومرنبتاح واخناتون وتحتمس
• القسم الخامس: من الاسرة” 21 إلى 30 “ اي وصولاً لدخول الاسكندر الأكبر إلى مصر.
• القسم السادس: قسم البردي والعملة، والتي جمعت فيها فيها كل البرديات.
• القسم السابع : قسم” الجعارين
•
ويقبع المتحف المصري بميدان التحرير بقلب القاهرة منذ عام 1906، ويحتوي المتحف على 150 ألف قطعة بخلاف مئات الآلاف الأخرى من القطع الأثرية والموجودة بالمخازن .
ولإقامة المتحف المصري قصة بدأت خلال فترة حكم سعيد باشا، الذي كلف العالم الفرنسي المسيو “مارييت”، الذي عُرف فيما بعد بمارييت باشا، بجمع الآثار الفرعونية وتصنيفها والاهتمام بها وعرضها في متحف يحكي تاريخ مصر منذ بدايته،
فبدأ مارييت في جمع بعض القطع الأثرية الهامة من معابد الأقصر وأسوان، وأودعها في أحد الأبنية ببولاق سنة 1858م إلى أن ضاق هذا المتحف بقطع الآثار، فأمروا بنقلها إلى قصر إسماعيل بالجزيرة ومنه إلى المتحف المصري بميدان التحرير .






