بازل – د.جمال المجايدة :
يُعد Rathaus بازل، أو مبنى البلدية، واحدًا من أكثر المباني شهرةً في المدينة، ليس فقط بوظائفه الإدارية، بل أيضًا بكونه معلمًا تاريخيًا وفنيًا يعكس عمق الثقافة والهوية المحلية للمدينة.
تجولت في هذا المبنى العريق الذي يقع في قلب ساحة السوق (Marktplatz)، وهي الساحة الحيوية التي شكّلت مركز التجارة والحياة العامة في بازل منذ العصور الوسطى. ويتميّز المبنى بلونه الأحمر القرمزي اللافت، وزخارفه الجدارية الذهبية والنقوش التفصيلية التي تحكي قصة المدينة على مدى قرون.
تاريخ يمتد إلى أكثر من 500 عام
بدأ بناء Rathaus الحالي في أوائل القرن السادس عشر، بعد انضمام بازل إلى الاتحاد السويسري عام 1501، كرمز لاستقلالها وهويتها السياسية الجديدة. تم تصميم المبنى على الطراز القوطي المتأخر، وتمت توسعته وتزيينه لاحقًا بإضافات من عصر النهضة، ما يجعل منه تحفة معمارية تمزج بين الفخامة والدقة الفنية.
واجهة غنية بالرموز
تُزيّن واجهة المبنى شعارات كانتونات سويسرا، إلى جانب تماثيل ونقوش تجسّد مفاهيم العدل والحرية والحكم الرشيد. كما يعلو المبنى برج الساعة الشهير، الذي أصبح جزءًا من أفق المدينة، وتحته نقوش ملونة لأساطير وشخصيات من التاريخ السويسري.
ساحة داخلية مزخرفة
عند دخول المبنى، يندهش الزائر من الفناء الداخلي المزيّن باللوحات الجدارية والجداريات الرمزية التي نفذها فنانون سويسريون في القرنين السادس عشر والسابع عشر. الفناء مفتوح للزوار مجانًا، ويمنحهم لمحة عن فن العمارة والزخرفة في تلك الحقبة.
على الرغم من عمره الذي يزيد عن خمسة قرون، لا يزال Rathaus يؤدي دوره السياسي، إذ يحتضن مجلس كانتون بازل، وهو ما يمنحه حياة وظيفية متجددة ويزيد من رمزيته لدى السكان. يمكن ترتيب جولات سياحية داخل المبنى (بمرافقة مرشدين) للاطلاع على القاعات المزينة بالنقوش الخشبية، وغرف الاجتماعات التاريخية. يمثل Rathaus نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المدينة القديمة، حيث تحيط به المحال التجارية، والمقاهي، والأسواق، والأزقة المرصوفة التي تنبض بالحياة. كما يُنصح بالتوقف قليلًا أمام المبنى لالتقاط الصور، خصوصًا في الصباح حين تنعكس أشعة الشمس على جدرانه الحمراء .





