بازل – د.جمال المجايدة :
يُشكّل نهر الراين (Rhein) العمود الفقري لمدينة بازل السويسرية، إذ يشق طريقه وسط المدينة بهدوئه الأخّاذ، ليمنحها طابعاً فريداً يجمع بين سحر الطبيعة وحيوية الحياة الحضرية. ويُعد التنزه على ضفاف النهر من أمتع الأنشطة التي يمكن للزائر أن يقوم بها لاكتشاف بازل من زاوية شاعرية ومليئة بالتفاصيل.
ممشى ينبض بالحياة
يمتد الممشى النهري على طول الضفتين، ليُقدّم مسارات مخصصة للمشاة والدراجات، مروراً بعدد من الجسور التاريخية مثل Mittlere Brücke، أحد أقدم الجسور الحجرية على النهر. ومن هناك يمكن الاستمتاع بمشاهد بانورامية خلابة للمدينة القديمة، مع أبراج كاتدرائية مونستر وهي تلوح في الأفق.
مناظر خلابة وأجواء رومانسية
سواء في الصباح الباكر أو عند غروب الشمس، توفّر ضفاف الراين مشاهد لا تُنسى. ينعكس ضوء النهار على سطح الماء بهدوء، فيما تجلس العائلات والسياح على المقاعد الحجرية أو العشب الأخضر على طول الضفة، يتأملون حركة القوارب الصغيرة أو يستمتعون بنزهة هادئة وسط أصوات الطبيعة.
تجربة السباحة الشهيرة
في أشهر الصيف، يتحوّل النهر إلى مَعلم شعبي محلي، حيث يقوم السكان بنشاط فريد من نوعه: السباحة مع تيار الراين. يحمل المشاركون أغراضهم في حقيبة مقاومة للماء تُعرف باسم “Wickelfisch”، ويتركون أنفسهم تنساب مع التيار لمسافات طويلة، في مشهد يعبّر عن روح المدينة المنفتحة وعلاقتها الفريدة بنهرها.
مقاهٍ ومطاعم تطل على الماء
على طول الضفة، يمكن العثور على مجموعة من المقاهي والمطاعم التي توفّر جلسات خارجية بإطلالات مباشرة على النهر. من هناك، يمكن الاستمتاع بفنجان قهوة أو وجبة خفيفة، وسط أجواء مريحة بعيداً عن صخب المدينة.
الفنون والثقافة على ضفاف النهر
إلى جانب الطبيعة، تضم المنطقة القريبة من النهر مؤسسات ثقافية بارزة مثل متحف الفنون (Kunstmuseum)، كما تحتضن الفعاليات الموسمية مثل عروض المسرح المفتوح، ومعارض الهواء الطلق، ومهرجانات الصيف التي تضيف طابعاً فنياً للمنطقة.
بازل من ضفة إلى أخرى
تتوفر خدمة عبّارات تقليدية (Fähri) بلا محركات، تعبر النهر من ضفة إلى أخرى باستخدام التيار فقط. هذه الرحلات القصيرة والهادئة تمثل تجربة مميزة، وتمنح الزائر فرصة للاستمتاع بالمنظر من منتصف النهر.
نزهة لا تُنسى
يُعد التنزه على ضفاف نهر الراين في بازل تجربة لا يجب تفويتها، سواء كنت تبحث عن لحظة تأمل، أو نزهة عائلية، أو لمحة عن أسلوب حياة السكان المحليين. إنها ببساطة رحلة في قلب المدينة… على وقع المياه .







