بازل – سويسرا – د.جمال المجايدة : زرت متحف التاريخ في بازل (Historisches Museum Basel) والذي يُعد واحدًا من أبرز المعالم الثقافية في سويسرا، ووجهة لا غنى عنها لعشاق التاريخ، حيث يأخذ الزائر في رحلة عبر العصور، من القرون الوسطى وحتى العصر الحديث، في أجواء تغمرها الرمزية والفن والتراث الأوروبي العريق.
موقع تاريخي استثنائي
يقع المتحف الرئيسي في مبنى كنيسة بارفوس (Barfüsserkirche)، وهي كنيسة قوطية تعود إلى القرن الثالث عشر في قلب المدينة القديمة. هذا الموقع وحده يمنح المتحف طابعًا مميزًا، حيث تندمج العمارة الدينية القوطية مع العرض المتحفي الحديث في تناغم بديع يجذب الأنظار.
كنوز فنية وتاريخية
يضم المتحف مجموعة مذهلة من المقتنيات التي توثّق الحياة السياسية والدينية والثقافية في بازل والمنطقة المحيطة بها. من أبرز المعروضات:
مجموعة الأثواب الدينية والمذبح القوطي، والتي تُظهر تطوّر الفن الكنسي في أوروبا.
أسلحة ودروع من العصور الوسطى، تعكس حياة الفرسان والنبلاء في تلك الحقبة.
قطع أثاث ومفروشات قديمة، تُظهر تفاصيل الحياة اليومية في بازل خلال العصور المختلفة.
ميداليات، عملات معدنية، وأختام، تؤرّخ لحياة التجارة والسلطة في المدينة.
الكرة الأرضية من العصور القديمة، وخرائط نادرة تُوثّق تطور الفهم الجغرافي للعالم.
تجربة متعددة الفروع
يتكوّن متحف تاريخ بازل من عدة مواقع، إلى جانب المبنى الرئيسي في كنيسة بارفوس:
Haus zum Kirschgarten – يعرض الحياة البرجوازية الراقية في القرن الثامن عشر.
Musikmuseum – مخصص لتاريخ الموسيقى والآلات الموسيقية، ويحتوي على واحدة من أهم مجموعات الآلات الموسيقية القديمة في أوروبا.
Münster Treasure – يعرض كنوز كاتدرائية بازل، ويقع بالقرب من كاتدرائية مونستر.
مركز للتعليم والتفاعل
يتميّز المتحف بعروض تفاعلية ووسائط متعددة تُسهم في إيصال المعلومة بطريقة جذابة، ما يجعله مكانًا مناسبًا لجميع الأعمار، بمن فيهم الأطفال والطلبة. كما يُنظم المتحف ورش عمل، جولات موجهة، ومحاضرات ثقافية على مدار العام.
رمز لهوية المدينة
لا يقتصر دور المتحف على كونه مستودعًا للآثار، بل يُعد مؤسسة حية تواكب تطورات المجتمع، وتسلّط الضوء على الأحداث التاريخية التي ساهمت في تشكيل بازل، وجعلتها المدينة الثقافية المزدهرة التي نعرفها اليوم.
زيارة لا تُنسى
يُشكّل متحف التاريخ في بازل رحلة مثالية لعشاق التاريخ والفن، ومصدر إلهام لكل من يسعى لفهم الماضي لقراءة الحاضر. سواء كنت سائحًا أو مقيمًا، فإن زيارة هذا المتحف ستمنحك نظرة عميقة وممتعة إلى قلب سويسرا الثقافي .





