بازل – سويسرا – د.جمال المجايدة : زرت كاتدرائية مونستر (Basler Münster) في المدينة القديمة , وهي واحدة من أبرز المعالم التاريخية والدينية في مدينة بازل السويسرية، كما تعتبر من الصروح المعمارية التي تجمع بين الجمال الروحي والروعة الفنية، وتُجسّد عراقة المدينة التي تقع على ضفاف نهر الراين.
تم تشييد الكاتدرائية في الأصل في القرن التاسع الميلادي، لكنها دُمّرت جرّاء زلزال قوي عام 1356، ليُعاد بناؤها لاحقًا خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، على طراز القوطي المتأخر، مع لمسات من الطراز الرومانسكي. وبهذا، أصبحت مونستر واحدة من الكنائس القليلة في أوروبا التي تمزج هذا الأسلوب المزدوج بشكل متناغم.
روعة التفاصيل المعمارية
تتميّز الكاتدرائية بواجهتها المبنية من الحجر الرملي الأحمر، وببرجيها التوأمين الذين يهيمنان على أفق المدينة، إضافة إلى نوافذها الزجاجية الملونة وزخارفها النحتية الدقيقة التي تروي قصصًا توراتية وتاريخية. ومن أبرز معالمها الداخلية ضريح دير إيراسموس (Erasmus of Rotterdam)، العالم الإنساني الشهير، الذي دُفن في الكاتدرائية عام 1536.
إطلالة بانورامية ساحرة
يُعد تسلّق أحد برجي الكاتدرائية تجربة لا تُنسى؛ فبعد صعود أكثر من 200 درجة، يُكافأ الزائر بمنظر بانورامي رائع للمدينة القديمة، وجسر الراين، والمناطق الريفية المحيطة ببازل، مما يجعل من الكاتدرائية نقطة جذب ليس فقط لعشاق التاريخ، بل أيضاً لهواة التصوير والطبيعة.
التجوال في قلب بازل القديمة
بعد زيارة الكاتدرائية، يُنصح بالتجوّل في أزقة المدينة القديمة المحيطة بها، والتي تُعد من الأجمل والأكثر حفاظًا على طابعها التاريخي في سويسرا. هناك ستجد منازل عتيقة من القرون الوسطى بألوانها الهادئة ونوافذها المزخرفة، وواجهات تحمل نقوشًا قديمة تروي قصص الحرفيين والتجار الذين عاشوا هناك.
بعض هذه البيوت يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وقد تم ترميمها بعناية لتبقى شاهدة على تراث المدينة. كما تنتشر في الأزقة الصغيرة ينابيع مزخرفة، وساحات مرصوفة بالحجر، تعزز من الطابع الرومانسي والهادئ للمنطقة.
موقع نابض بالحياة
تقع مونستر على مرتفع مطل على نهر الراين، في قلب المدينة القديمة، وتحيط بها ساحة فسيحة تُعرف بـ “Münsterplatz”، وهي نقطة تجمع للسكان المحليين والزوار على حد سواء، حيث تقام العديد من الفعاليات الثقافية والموسيقية على مدار العام.
رمز للهوية الثقافية
رغم مرور قرون على بنائها، لا تزال كاتدرائية مونستر تحتفظ برونقها وأهميتها، حيث تُعد رمزًا للهوية الثقافية والدينية في بازل، وتُستخدم اليوم في المناسبات الدينية والاحتفالات الرسمية، إلى جانب كونها مزارًا سياحيًا بارزًا .










