سان لوي – فرنسا – جمال المجايدة : أوقف إبراهيم إبن أخى الراحل جميل محرك سيارته بجوار مقهى تركي مطل على نهر الراين الخلاب من الجانب الالماني , واقترح ان نمشي سوياً فوق الجسر للاستمتاع بمنظر النهر الهادئ , ذو المياه الزرقاء , وماهي الا بضع دقائق , إلا ونحن في مدينة سان لوى الفرنسية , واصلنا المشى في اتجاه وسط المدينة الصغيرة الوادعة للتعرف علي بعض معالمها والتقطنا الصور التذكارية لتوثيق تلك اللحظة الجميلة التي يمكننا التنزه بين المانيا وفرنسا مشياً على الاقدام .
تقع مدينة سان لوي (Saint-Louis) في أقصى شمال شرق فرنسا، ضمن إقليم الألزاس، وتُعد من المدن القليلة في أوروبا التي تجمع في موقعها بين ثلاث دول: فرنسا، ألمانيا، وسويسرا. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها مركزاً حضارياً وسياحياً يزخر بالتنوع الثقافي والطبيعي، ويُشكل نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف قلب أوروبا.
جسر بين ثلاث ثقافات
يقول إبراهيم جميل المجايدة الذي يعمل في لوراخ المجاورة لهذه المدينة الفرنسية ” تُعد سان لوي بوابة فرنسية على مدينة بازل السويسرية، حيث لا يفصل بينهما سوى دقائق معدودة بالسيارة أو القطار. كما تقع على بُعد مرمى حجر من الحدود الألمانية، ما يمنحها طابعاً فريداً يجمع بين الرقي السويسري، والتراث الألماني، والروح الفرنسية الأصيلة” .
يظهر هذا التنوع جلياً في أسلوب الحياة، والطعام، والهندسة المعمارية، وحتى في اللهجات المحلية. كما أن سكان المدينة يتحدثون غالباً أكثر من لغة، ما يعكس حالة التعايش الثقافي الراقي.
بوابة سياحية استراتيجية
بفضل قربها من مطار EuroAirport Basel-Mulhouse-Freiburg الدولي، تُعد سان لوي محطة جذب للمسافرين من جميع أنحاء العالم، حيث يمرّ منها سنوياً مئات الآلاف من الزوار في طريقهم إلى سويسرا أو الغابة السوداء الألمانية أو منطقة الألزاس الفرنسية. ومع ذلك، فإن المدينة تستحق التوقف والاكتشاف، لا المرور فقط.
انطلاقة مثالية لاكتشاف المنطقة
من سان لوي، يمكن للزائر في يوم واحد فقط أن يتجوّل في ثلاث دول، ويستمتع بتجارب سياحية غنية: من متاحف بازل السويسرية، إلى كروم العنب في الألزاس، وصولاً إلى الغابة السوداء الألمانية، وكلها على بُعد أقل من ساعة.
سان لوي: مدينة صغيرة بموقع عالمي
ليست سان لوي وجهة سياحية تقليدية، لكنها جوهرة حدودية تحتضن مزيجاً نادراً من الثقافات الأوروبية، وتوفّر تجربة سياحية هادئة، أصيلة، ومتكاملة. إنها نقطة تلاقٍ وليست فقط نقطة عبور، ومكان يستحق أن يُكتشف بهدوء .
رغم طابعها الحضري، تحتفظ سان لوي بمساحات طبيعية واسعة، من أبرزها:
Parc de la Petite Camargue Alsacienne: محمية طبيعية رائعة تحاكي بيئة الكامارغ الفرنسية، وتُعد مكاناً مثالياً لمراقبة الطيور والمشي وسط الغابات الرطبة.
مسارات نهر الراين: حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بجولات دراجات أو نزهات مشي بين المناظر الخضراء والأنهار المتعرجة.
تتميّز المدينة بأسواقها الأسبوعية التي تعكس تنوع منتجات المزارع الإقليمية، من الجبن الفرنسي إلى النقانق الألمانية إلى الشوكولاتة السويسرية. كما تنتشر المقاهي والمخابز التي تُقدّم الكرواسون الألزاسي الشهير، والمأكولات المستوحاة من التراث الألماني والفرنسي معًا.
فعاليات ثقافية على مدار العام
رغم صغر حجمها، تستضيف سان لوي العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، من أهمها:
مهرجان الكتاب (Foire du Livre) الذي يُعد من أبرز الأحداث الأدبية في المنطقة.
عروض فنية ومعارض تشكيلية تقام بالتعاون مع مؤسسات ثقافية من بازل ومولوز وفرايبورغ.





