أبوظبي – د.جمال المجايدة : على هامش الاحتفال الذي اقامته السفارة الليتوانية في أبوظبي باليوم الوطني لجمهورية ليتوانيا , التقيت مع اعضاء فرقة سوناتا وروكاس زوبوفاس اللذين قدما عرضا موسيقيا مذهلا بعنوان “في سعينا وراء المناظر الطبيعية“،
حدثني الموسيقار الشهير روكاس زوبوفاس عقب الحفل الذي اقيم في جامعة نيويورك ابوظبي , انه يحرص على إحياء إرث تشورليونس الموسيقي والفني وهو احد اجداده الراحلين , وقال انه سعيد باحياء هذا الاحتفال في ابوظبي والذي تزامن مع الذكرى الـ150 لميلاد الموسيقار والفنان الليتواني الشهير ميكالوجوس كونستانتيناس تشورليونس، الذي يعد أحد رواد الفن التجريدي والموسيقى الكلاسيكية في ليتوانيا. وقد حمل الحفل طابعًا خاصًا يهدف إلى إحياء تراث تشورليونس الفني عبر تقديم أعماله الموسيقية بطريقة معاصرة تجمع بين الفن والموسيقى والشعر، وذلك بأداء عالمي المستوى من قبل عازفي البيانو الشهيرين سوناتا زوبوفين وروكاس زوبوفاس.
برنامج فني فريد يجمع الماضي بالحاضر
تميز العرض الموسيقي بتقديم مجموعة من المقطوعات التي استعرضت الجوانب الروحية العميقة في أعمال تشورليونس، من حب الوطن الليتواني وأغانيه الشعبية، إلى تأملاته العميقة في الطبيعة والكون، بالإضافة إلى استكشاف دوره كفنان وتأثيره على المشهد الثقافي العالمي.
وتخلل الحفل عزف منفرد ومزدوج على البيانو، حيث شملت المقطوعات المختارة أبرز أعمال تشورليونس، مثل قصيدتيه السيمفونيتين “في الغابة” و”البحر“، اللتين تجسدان رؤيته الفلسفية للعالم من خلال الموسيقى والفن. كما تم عرض لوحاته الفنية المميزة بالتوازي مع الأداء الموسيقي، مما أضفى بعدًا بصريًا غامرًا على التجربة.
الثنائي زوبوفاس: سفراء الموسيقى الليتوانية عالميًا
يعد الثنائي سوناتا وروكاس زوبوفاس من أشهر العازفين الليتوانيين، وقد قدما عروضًا في أبرز المسارح العالمية في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وآسيا، حيث يمثلان جزءًا أساسيًا من المشهد الموسيقي الكلاسيكي في ليتوانيا. وقد شاركا في العديد من المهرجانات الدولية وتعاونا مع فرق أوركسترا مرموقة، مما عزز مكانتهما كأحد أبرز الفرق التي تسهم في نشر الإرث الموسيقي الليتواني.
دعوة لاكتشاف عالم تشورليونس الفني
يشكل هذا الحفل انطلاقة مميزة لعام 2025، حيث يمثل بداية سنة تشورليونس، التي تهدف إلى تعريف العالم بموسيقاه وإرثه الثقافي العريق. وكان الحفل بالنسبة لي بمثابة محاولة لاكتشاف هذا الإرث الغني من خلال عروض موسيقية مماثلة ستُقام خلال العام، احتفاءً بمسيرة هذا الفنان الاستثنائي.
بهذا، يواصل تشورليونس، الرجل الذي سبق عصره، التأثير على الأجيال الجديدة من خلال لغة الموسيقى والفن، حيث تبقى أعماله جسراً يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس جوهر الثقافة الليتوانية في أبهى صورها.


