حوار –د. جمال المجايدة: قال البرفيسور ميخائيل بيوتروفسكي، مدير متحف ارميتاج في مدينة سانت بيترسبورغ الروسية ان ساحل المتاحف في جزيرة السعديات بابوظبي سيكون الاهم في منطقة الخليج والشرق الاوسط .
واوضح عالم المتاحف الروسي الشهير في لقاء معه بقصر الامارات انه شاهد السعديات علي الطبيعة وافتتن بها واكد ان الجزيرة الوداعة بصدد التحول الي احتضان متحف موسوعي عالمي كانت المنطقة والعالم العربي بحاجة اليه .
وقال البروفيسور بيوتروفسكي وهو استاذ الفنون في جامعة سانت بيترسبورغ ان المتاحف مهمة جدا لاستقطاب ملايين الزوار من كل انحاء العالم, كما انها تلعب دورا اساسيا في تنشئة الاطفال وتربيتهم , مشيرا الي اهمية دور المتاحف في تعزيز التعاون الدولي علي مر العصور .
وردا علي سؤال حول التحديث في الارميتاج قال ” اننا نتابع مهمة زيادة مواردنا المالية لان الدولة تسهم فقط بنسبة 60% من ميزانية هذا المتحف العملاق .
وقال ان هناك مليوني ونصف المليون سائح يزورون المتحف سنويا مشيرا الي انه يلعب دورا هاما في صناعة السياحة التي تجلب 15 مليار دولار بصورة مباشرة وحوالي 60 مليار دولار بشكل غير مباشر للدولة الروسية سنويا .
و يقول مدير المتحف ميخائيل بيوتروفسكي”نريد أن تبقى مدينتنا نافذة تطل على العالم وبالطبع اوروبا لكننا لا نريد أن نصبح جزءا من الغرب”.
وحول مكانة الارميتاج في بين المتاحف العالمية قال انه واحد من اهم اربعة في العالم , هي متحف اللوفر في باريس والمتروبوليتان في نيويورك وبريتش ميوزيوم في لندن .
وقال انه المتحف يسعي لتزويد موارده الذاتية لان عناية الدولة للمتاحف ليست كافية في حين ان الثقافة هي من واجب الدولة .
وتوجد في المتحف أفخر لوحات الرسامين الفرنسيين الانطباعيين مثل مونيه ورينوار والمحدثين مثل ماتيس الشهير بلوحاته وفيها وجوه من الجزائر والمغرب والفنانين التشكيليين الروس في اوائل القرن العشرين مثل كندنسكي وكذلك بعض لوحات دافنشي. وهناك قسم يتعلق بحضارات الشرق الأوسط وايران على وجه الخصوص والحضارة الفرعونية في مصر.
و من أشهر معروضات المتحف ساعة الطاووس وغيرها من النفائس التي تجعل من قصر فرساي في فرنسا مكانا متواضعا .
وتأسس متحف الأرميتاج في النصف الثاني من القرن الثامن عشرعهد ازدهار الإمبراطورية الروسية زمن القيصرة الشهيرة كاترين الثانية فخلال أقل من عشر سنوات أنجز المعماري الإيطالي المعروف راستريللي بناء هذا القصر الشتوي
لكن مبنى هذا القصر الذي استخدم مقرا للأسرة القيصرية لم يكن كافيا لاستيعاب ذلك الكم الهائل والمتزايد باطراد من التحف الفنية فشيد الإرميتاج الصغير ثم ظهر الإرميتاج القديم فالإرميتاج الجديد.
وفي عام 1764 – عام تأسيس الإرميتاج – اشترى القصر الشتوي 225 لوحة، يعود معظمها إلى المدرسة الفلاماندرية والهولندية، ومنذ ذلك التاريخ بدأت النفائس والتحف الفنية تتدفق بغزارة على الإرميتاج من مختلف البلدان الأوربية والشرقية عن طريق الدبلوماسيين الروس أو عن طريق المبعوثين الخاصين الذين كان القياصرة يوفدونهم لهذه الغاية.
ولم يقتصر الأمر على اللوحات بل بدأ مخزون الإرميتاج يرفد بالصور المحفورة والتماثيل والمنحوتات القديمة والجواهر الثمينة والكتب والمخطوطات النادرة يكفي أن نقول إن مكتبة المتحف التي تأسست منذ مائتي عام تضم الآن قرابة نصف مليون مجلد من الكتب القيمة في تاريخ الفن والثقافة.
ومع مطلع القرن التاسع عشر بدأ الإرميتاج يكتسب بالتدريج ملامح المتحف، لكنه لم يتحول إلى متحف عام إلا في أواسط القرن التاسع عشر وإن كان أغلب زواره من فئة المثقفين.
ويقول مدير المتحف ” اليوم يوجد في الإرميتاج ما يربو على 2.5 مليون تحفة فنية بما فيها أكثرمن 15 ألف لوحة و 12 ألف تمثال و 600 ألف قطعة أثرية، ومليون قطعة من المسكوكات والميداليات”.
ويحتوي الإرميتاج على قسم للفن الأوربي ويضم ايضا فنونا ونفائس اسلامية حيث يحوي علي اول نسخة ترجمة للقرآن الكريم من العربية الى الروسية ثم من نسخة فرنسية عام 1616
وفي عام 1790 عن نسخة فرنسية ايضا و عن نسخة انجليزية
أما في عهد كاثرينا الثانية وبأمر منها تم طباعة مصحف باللغة العربية 1787 اما اعظم مخطوطة عربية فهي تلك التي باللغة الروسية التي ترجمت عن نسخة مصحف عربية عام 1871.