الدار البيضاء – د. جمال المجايدة : مدينة الدار البيضاء تخيم عليها روح البهجة لاتشعرك بالملل او الكآبة , مدينة تشيع الفرح لكل زائريها , يسميها المغاربة بـ”كازا”، اما اولئك الذين يحبذون التمسك بتقاليد التراث والتاريخ فيطلقون عليها اسمها القديم ” أنفا ” وهو الاسم الذي كانت تعرف به في فترة ماقبل دخول الاسلام اليها علي يد الادارسة .
الدار البيضاء , هي إحدى عرائس المحيط الأطلسي، وبوابة الشمال أيضا، فهي العاصمة التجارية للمملكة المغربية وتعد أكبر مدن المغرب ،
وتحفل المدينة بالترفيه والرياضة والاستجمام والتسوق والتجوال وتناول أشهى الأطعمة, ويمكن القول بانها مدينة لاتنام .
وتحفل مدينة الدار البيضاء، بالميادين الجميلة والحدائق العامة والنوافير والمباني التقليدية والحديثة، وهي مدينة بديعة تجتمع فيها الثقافة والتاريخ والهندسة المعمارية ضمن أسلوب فريد، ومن ابرز معالم المدينة مسجد الحسن الثاني، بينما يتميز حي الحبوس في المدينة القديمة بساحاته المظللة وأزقته الضيقة وأسواقه الشعبية التي تعرض الهدايا التذكارية والمنتجات الحرفية العالية الجودة.
وتقع البلدة القديمة في المنطقة الداخلية مقابل الميناء، وهي عبارة عن متاهة من الأزقة الضيقة والمنازل المصبوغة باللون الأبيض، وتعتبر فردوسا للمتوقين والباحثين عن المنتجات الفنية والحرفية المغربية الأصيلة.
شواطئ الدار البيضاء الجميلة تتيح للزائر فرصة الاسترخاء الذهني فامواج الاطلسي لاتكف عن العزف علي سلسلة من الصخور المتلاصقة وتحدث المرء عما يجيش في صدره من ذكريات , ويمضي العديد من السكان اوقاتا طويلة علي الشاطئ اما للصيد ام لممارسة رياضة المشي او قضاء الوقت في الاستراحات المنتشرة علي الشاطئ ، و يمكن للزائر التوجه إلى الشرق من مركز المدينة القريب من الكورنيش، وهي منطقة راقية تنتشر فيها الفنادق والمطاعم التي تمتزج فيها فنون الطهي المغربية والفرنسية.
مسجد الحسن الثاني
أما المعلم الرئيسي بالمدينة البيضاء فهو مسجد الحسن الثاني، وهو من أكبر وأجمل المساجد في العالم، ويتسع لحوالي 25 ألف مصل، ويتضمن هذا المسجد الذي تم تدشينه عام 1993، متحفا وحمامات بخار ومكتبة ومدرسية لتعليم القرآن ومرافق للمؤتمرات،
وهناك كذلك المدينة القديمة، وهي المدينة العربية الأصيلة التي تقع داخل سور قديم وتضم طرقات ضيقة وبيوتا من الفخار الأبيض أو الحجر ومحلات كثيرة وبضائع متنوعة. وفي الجانب الآخر ستجد ميناء الدار البيضاء، وهو الأكبر والأكثر حركة في القارة الإفريقية، ويعج بكل أنواع السفن من ناقلات النفط وحتى السفن السياحية، وتكثر عند الميناء أيضا مراكب صيد السمك والمراكب الخاصة، والزيارة الي ميناء الصيادين في الصباح الباكر تعطي انطباعا قويا حول قدرة الانسان المغربي علي التعامل مع البحر حتي لوكان محيطا هائجا والعودة منه بافضل انواع الاسماك , هناك في الميناء اصوات تتعالي وتختلط ببعضها البعض , حياة تعج بالحركة , باعة ومشترين , صيادون محترفون وقد حفرت علي جباههم معالم الزمن وايقات البحر , وقد يمضي المرء بضع ساعات دون ان يشعر بالملل , ليقرر بعدها الانتقال الي مطعم الميناء المطل علي البحر حيث يقدم السمك الذي قد وصل للتو من مراكب الصيد الخشبية .
ميدان محمد الخامس
وقت العصر تحلو الزيارة الي ميدان محمد الخامس، وهو عبارة عن ساحة في قلب المدنية، تزينها مبان على الطراز المعماري الفرنسي وتضم مكاتب حكومية وعامة تتوسطها نافورة ماء تنثر المياه الملونة في كل صوب على أنغام موسيقى ساحرة ووسط أسراب من الحمام الأبيض. ويقبل سكان المدينة وزوارها علي تلك الساحة لقضاء بعض الوقت طلبا للراحة والتنزه , مثل اطعام الحمام بشراء الذرة من الباعة المتجولين او تبادل الاحاديث الاجتماعية او لقاءات العشاق وسط الاشجار الباسقة حول الميدان . حي الحبوس
أما المدينة الجديدة فتقع في جنوب الدار البيضاء، وتعرف باسم حي الحبوس أو منطقة القديسين، وقد بناها الفرنسيون في محاولة لحل مشاكل السكن في الثلاثينات، ومع اختلاط الهندسة الغربية التقليدية بالتخطيط الحديث ازدادت المدينة جمالا بازدياد الأشكال والألوان والأنوار .