ملبورن – جمال المجايدة : اخيرا .. هانحن , في ملبورن تلك المدينة الجميلة التي تنبض بالحياة في النصف الجنوبي من الكرة الارضية , لقد وصلنا الي المدينة قادمين اليها من العاصمة الاسترالية كانبيرا في رحلة استشكافية.
ليس صعبا علي الزائر وخاصة اذا كان كثير الاسفار ان يكتشف للوهلة الاولي ان ملبورن، تعتبر من أكثر مدن العالم حيوية ونشاطاً وحركة على الإطلاق.
يقول لنا المرشد السياحي ان ملبورن تحظى بشهرة عالمية مميزة لما توفره من تشكيلة مدهشة من الخيارات. ولهذا، تتنافس شركات الطيران في الوقت الحاضر على تسيير العديد من رحلات الطيران المنطلقة من جميع المطارات في المنطقة الى هذه المدينة الجذابة والساحرة.
وتعتبر مدينة ملبورن مميزة كونها زاخرة بمقومات سياحية وحياتية فريدة لا تضاهى من قبل أي مدينة أخرى، وتتباهى ملبورن بمناخ معتدل طوال العام، ولذلك فهي تتميز بطقس معتدل في كل الفصول.
كما تتميز بنسائم بحرية تسهم في جعل هوائها نظيفاً ونقياً وعليلاً بشكل معتاد. إن ملبورن تحظى بدرجة كاملة (10 على 10) في ما يتعلق بنقاوة وصفاء الهواء مقارنة بالمدن الأخرى في العالم.
وتمتلك تلك المدينة نظام مواصلات فعالاً للغاية، فهناك شبكة متكاملة من وسائل المواصلات العامة والطرق الحرة المفتوحة والسريعة والمباشرة. وبالنسبة للمناطق الإقليمية، فإن كل أنحاء ولاية فيكتوريا سهلة الوصول من مدينة ملبورن سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو.
حديقة الاسواق :
وتمثل ولاية فيكتوريا حديقة الأسواق بالنسبة لأستراليا وآسيا. فجودة المنتجات الغذائية في فيكتوريا تعتبر الأفضل على مستوى العالم وإن كثيراً من الأطعمة والمنتجات الغذائية الطبيعية المميزة متوافرة هناك. وتقدم المطاعم العالمية المنتشرة في ملبورن تشكيلة واسعة من الوجبات الشهية التقليدية التي تعكس التنوع الثقافي في أستراليا.
وتعتبر ملبورن عاصمة الموضة في أستراليا، وسوف يفاجأ الجميع بالعروض المغرية والجذابة التي تقدمها المجمعات والمراكز التجارية المدهشة فضلاً عن المنتجات العالمية الراقية التي تباع بأسعار تنافسية للغاية.
وتتباهى ملبورن بتشكيلة واسعة جداً من وحدات وتسهيلات الإقامة الدائمة وشبه الدائمة التي تناسب مختلف الميزانيات بدءاً من وحدات الإقامة المناسبة للميزانيات المنخفضة الى الفنادق العالمية درجة خمس نجوم.
وتزخر تلك المدينة أيضاً بأفضل المطاعم والمرافق الترفيهية والأسواق، فضلاً عن سكانها الذين يتميزون بروح المحبة والمودة والصداقة تجاه الآخرين. ويعيش في ملبورن أكثر من 110 جنسيات مختلفة من كل أنحاء العالم، الأمر الذي يجعلها المدينة العالمية المتميزة التي تلبي مختلف المتطلبات الثقافية العالمية، فهي غنية بالتاريخ والمسارح والمهرجانات والفعاليات الثقافية.
إن ملبورن وولاية فيكتوريا عموماً زاخرتان بالمواقع السياحية المدهشة التي تسحر الألباب وتخطف الأبصار. فهناك المقاهي القديمة التي تبرز عبق التاريخ والمهرجانات التي تقام في الشوارع والمطاعم العالمية التي تقدم أفضل الوجبات الشهية، فضلاً عن المرافق والمواقع الترفيهية المثيرة
مدينة متعددة الاعراق
ويقال انها مدينة متعددة الاعراق، متقدمة وجديدة تتميز باستضافة المؤتمرات والمعارض والالعاب الدولية، اوروبية السمات وانيقة.. وبدأت فيها مشاريع سياحية تحتضن نغمات التقدم والتفاؤل بالاضافة الى ثقافة خاصة بها ساهم بها المهاجرون الجدد الذين وفدوا اليها من اوروبا واسيا، ما اضفى عليها طابعا فكتوريا وزاد من تألقها.
فاذا زرت لندن واحببتها فسوف تغرم بملبورن لانها تتميز بطراز اوروبي وفي نفس الوقت تتميز بجغرافية مختلفة مما يساعد على تعدد النشاطات والرياضات.
مدينة ملبورن، لا تعرف الاحتفالات فيها الكلل فلن يكون لديك الوقت للملل، وتعتبر مدخلا للوصول الى ولاية فكتوريا حيث تتعدد الفرص في منطقة محدودة الارجاء، سواء كانت هواياتك صحراوية او جبلية حيث توجد منتجعات التزلج والانهر والبحيرات، الى جانب الحياة البرية وكروم العنب، وشواطىء يؤمها هواة ركوب الامواج وممارسة هواية التنس والفروسية والكريكت وركوب الزوارق الشراعية. ومشاهدة التشكيلة الرائعة من فنون السكان الاصليين (الابوريجينال) ومشاهدة الفنون العالمية في معرض «فكتوريا الوطني للفنون» و«متحف الهجرة».
وتعتبر ملبورن مناسبة جدا لزيارات العائلات نسبة لتعدد الاماكن التي تهم الاطفال مثل حديقة الحيوانات ومسرح ايماكس وحديقة ملبورن للاحياء المائية والمشغل العلمي والقبة السماوية وحديقة سوفيرين الترفيهية والاكواريم.
الحياة الريفية !
عندما تزور المزارع في ملبورن لا بد ان تعيش الحياة الريفية بكل حذافيرها ففي مزرعة وورك كاتل يمكن ان تختبر حياة الفلاحين الحقيقيين وتأكل المأكولات الخالية من المواد الحافظة، ستكون على مقربة من جميع الحيوانات مثل البقر والاغنام والماعز والدجاج… بالاضافة الى فرصة حقيقية لاطعام الكنغر والطيور وحلب البقرات وركوب العربات التي تستعمل في نقل التبن والشعير ومشاهدة عملية جز الخرفان.
محمية حيوان الكوالا
تم انشاء هذه المحمية لحماية الكوالا من الاحتكاك بالانسان وتعرضها بالتالي لخطر الانقراض، فعندما تزور المحمية سوف تفاجأ بطول الاشجار الشاهق، حيث يرقد هذا الحيوان الغريب الاطوار الذي يقضي 20 ساعة من يومه غارقا في النوم على جزع شجرة في العلالي، ولا يستيقظ الا عند شعوره بالجوع، ولكنه لا يتعب نفسه فهو يأكل فقط أوراق الشجرة التي ينام عليها. وفي المحمية ايضا يمكنكم التعرف اكثر وعن كسب بحياة الكوالا من خلال عرض نماذج ملونة تفيد الزائر.
وخلال المشي في هذه الغابة ترى لافتات كتب عليها «انا هنا انظر الي» وهذا يشير الى مكان نوم الكوالا الذي يقبع على علو مرتفع ولا يستيقظ ابدا على الرغم من أي ضجة يطلقها الزوار.
مع طريق البطريق !
في جزيرة «فيليب» ايضا يوجد استعراض تقوم ببطولته مجموعات منظمة من طيور البطريق تخرج من مياه البحر في وقت معين من المساء «عند غروب الشمس» لتعود الى البحر مجددا عند شروق الشمس.
يقع مكان الاستعراض على بعد 140 كلم جنوب شرق مدينة ملبورن وهو تابع الى محمية «فيليب ايلاند» الطبيعية. ويعتبر هذا المكان ايضا محمية انشئت هي الاخرى لحماية تلك الطيور ويجري الاستعراض على مدار ايام السنة ولكنه ينصح بالمجيء عند غروب الشمس عندما تخرج الطيور من البحر باتجاه «سامرلاند بيتش» بعد نهار كامل تقضيه في الصيد في المياه المحيطة بجزيرة «فيليب» ويمكن مشاهدة هذا الاستعراض الشيق من منصة خشبية قريبة جدا من الشاطئ،
تذكر ان تأخذ معك معطفا سميكا ضد الماء وقبعة وقفازات تهيئا لبرد الليل القارس في جميع الفصول. انها فعلا تجربة جميلة لن تنساها ابدا خاصة عندما تعود الى بلادك وتتذكر انك كنت على مقربة من هذا الطائر ورأيته عن كثب وواكبته في طريقه الى بيته المحفور بين الكثبان الرملية
معلومات اساسية
مــلــبــورن عاصمة فكتوريا، وثانية المدن الكبرى في أستراليا، ويقدر عدد سكانها بنحو 3,02 مليون نسمة، ويشكل سكانها 66% تقريبًا من سكان فكتوريا. وتبلغ مساحة مدينة ملبورن نحو 1,850كم² وتصل مساحة منطقتها الحضرية إلى 6,100كم²، وهو ما يعرف بملبورن الكبرى، حيث تمتد الضواحي الشمالية والغربية عن مركز المدينة بنحو 20كم، وتمتد الضواحي شرقًا إلى 40كم، ويصل أقصى امتداد لها صوب الجنوب الشرقي إلى 50كم. السكان. يزيد عدد سكان ملبورن سنويًا بمعدل 30 ألف نسمة، ويعيش نحو 2,500 نسمة من السكان الأصليين في المدينة، وثلث السكان المهاجرين إلى المدينة منذ عام 1945م هم من بريطانيا وأيرلندا، أما بقية المهاجرين فمن بقية أقطار أوروبا ودول جنوب شرقي آسيا.