لندن – د.جمال المجايدة : خلال اجازتي الصيفية بصحبة العائلة الاسبوع الماضي زرنا منطقة كناري وارف لندن.. وأمضينا فيها يوماً كاملاً , وهي بصراحة واحدة من اجمل المناطق الصاخبة والمذهلة في لندن , فهي تعبر عن روح المدينة المبتكرة وتطورها لتصبح بذلك نقطة جذب شهيرة. من معالمها السياحية إلى أهميتها التاريخية .
واحة حضرية
تقع Canary Wharf، المشهورة بناطحات السحاب، في قلب دوكلاندز في لندن لتكون شاهدة على مرونة المدينة وروحها المبتكرة. كانت هذه المنطقة الشهيرة ذات يوم مركزًا صاخبًا للتجارة البحرية ومن ثم تحولت إلى مدينة حديثة تتعايش فيها الهندسة المعمارية المتطورة والمؤسسات المالية ذات المستوى العالمي في وئام تام.
لاحظت خلال تجوالنا في القلب النابض بالحياة للعاصمة البريطانية ، ان تلك المنطقة تعبر نسيج غني بالثقافة والتاريخ والترفيه.
حسب قراءاتي فان منطقة كناري وارف تعتبر اليوم أحد أشهر منطقة المال والأعمال في لندن حيث أنشئت منذ أواخر الثمانينيات، بها أبراج وناطحات سحاب تضم مقرات شركات عديدة ومراكز تسوق، يضم مركز تسوق كناري وارف Canary Wharf أكثر من 200 متجر ومطعم ومقهى .
ماهو سر تسميتها بهذا الاسم ؟
لقد اكتسب اسم “كناري وارف” جذوره رسميًا في عام 1937 بسبب الروابط الوثيقة بين تاريخ دوكلاندز Docklands في المنطقة وجزر الكناري. كما وتم تفريغ فواكه وخضروات من جزر الكناري في ميناء في المنطقة مما زاد من ترسيخ وتمتين العلاقات أكثر فأكثر.
ودوكلاندز هي منطقة على طول نهر التايمز في لندن تغطي ما يقرب من 9 أميال مربعة (22 كيلومترًا مربعًا) من واجهة النهر وتتركز في أحياء تاور هامليتس، ونيوهام، وساوثوارك، ولويشام وغرينيتش.
تاريخيًا، كانت دوكلاندز هي المحور الرئيسي للتجارة البحرية البريطانية. ولعدة قرون، لعبت دورًا مهمًا في نمو وتطور اقتصاد لندن. اليوم، تم تحويل Docklands إلى منطقة تجارية وسكنية مزدهرة مع التطورات الحديثة مثل Canary Wharf التي تعد الآن مركزًا ماليًا رئيسيًا في لندن .
وجهة أساسية
بفضل ماضيها المذهل وتحفها المعمارية وحاضرها المبهر والبنية التحتية الحديثة، أصبحت Canary Wharf رمزًا لالتزام لندن الراسخ بالتميز والتقدم. ومع استمرار ازدهار المنطقة، فما هي إلا إشارة إلى المرونة والطموح اللذين يميزان المدينة مما يجعل من كناري وارف وجهة أساسية للمسافرين من رجال الأعمال والسياح على حد سواء.
حسب المراجع التاريخية يقال انه منذ عهد الرومان، ظلت لندن الميناء الأهم الذي يخدم جنوب شرقي إنجلترا، وبفضل نهر التايمز وأهميته التي تخطت وسط لندن، فقد استمرت السفن في السير تجاه أعلى النهر حتى وإن لم تكن الرياح كافية لتسييرها، وذلك بالسير في اتجاه المد. وشهد القرن التاسع عشر ظهور السفن التي تعمل بالبخار وانتشار أحواض السفن والمستودعات القريبة من النهر. وحتى الستينات من القرن الماضي، كانت لندن تمثل الميناء الأكبر في إنجلترا نظرا لوجود أحواض السفن بطول سبعة أميال، بدءا من وسط لندن إلى نيوهام شرقا. كانت «كناري وارف» في الأساس جزءا من أحواض سفن لندن حيث كان يجري استقبال البضائع المستوردة من «كناري أيسلاندز». ونتيجة لذلك، نشأت مجتمعات كاملة واستمرت لأجيال كثيرة، فكان هناك من يعمل في تحميل السفن ومن يعمل في إمداد السفن وفي إصلاح المراكب.
في البداية، كانت المنطقة الواقعة شرق جسر «تاور بريدج» المعلق مهجورة بعد أن خلت من أي نشاط، وكان هذا هو الوصف الدقيق للمنطقة التي اختيرت لتصوير مشاهد من فيلم العصابات الشهير «لونغ غود فرايداي» (الذي قام ببطولته بوب هوسكنز وهيلين ميرين) الذي أنتج في نهاية السبعينات. وكان قرب الموقع من وسط لندن من الأسباب التي سهلت من عمليات إعادة تطوير الميناء، ولذلك لم يستمر مهجورا لفترة طويلة، ولذلك أصبحت منطقة «وابنغ» أغلبها، المنطقة الأقرب إلى جسر «تاور بريدج»، سكنية وإلى جوارها يقع عدد من المستودعات التي تحولت إلى نشاطات أخرى، لكن المنطقة كانت تخلو من قطارات الأنفاق أو السكك الحديدية. كانت النظرة المبدئية للمنطقة هي بناء مستودعات ومكاتب إدارية وشقق سكنية على نطاق محدود وكلفة منخفضة. وجرى بناء خط «للسكك الحديدية الخفيفة» يسير عليه قطاران تبدأ رحلتهما من محطة «تاور هيل» وتنتهي عند محطة «أيلاند غاردنز» المواجهة لمحطة غرينويتش. غير أنه عند منطقة «تاور هيل»، لم يكن هناك اتصال مباشر مع محطة قطار الأنفاق. وفي نهاية فترة السبعينات، كان أكبر مشروع في المنطقة سوق «باينلغوسغيت» للأسماك، الذي انتقل خارج مدينة لندن نظرا لحاجته إلى التوسع وبسبب رخص أسعار الأرض خارجها آنذاك.
وفي الثمانينات، منحت الحوافز لتشجيع الإنشاءات الجديدة بمنطقة «أيل أوف دوغز»، وبالفعل أنشئ هناك عدد من البنوك منها «إتش إس بي سي»، و«باركليز»، و«كريدي سويس»، حيث افتتحت جميعها فروعا في لندن حول منطقة «كناري وارف» في أبراج جديدة اعتبرت الأكثر ارتفاعا في لندن. والآن تضم هذه المنطقة مكاتب إدارية تغطي مساحة تبلغ نحو 1.5 مليون متر مربع، يعمل بها نحو مائة ألف عامل وموظف في مجال تجارة التجزئة.
أنشطة يمكنكم القيام بها
ابدأ يومك باستكشاف المجموعة الرائعة من الفنون المتواجدة في منطقة كناري وارف حيث تعكس المنحوتات والمنشآت المذهلة الروح الإبداعية للمنطقة.
بعد ذلك، يمكنك الغوص في التاريخ الغني لـ Docklands من خلال زيارة متحف London Docklands الذي يؤرخ للماضي البحري الرائع للمنطقة.
وأما لعشاق التسوق، فيمكنك الانطلاق إلى شراء ما تريد من مركز تسوق كناري وارف الراقي والذي يضم مجموعة منتقاة من العلامات التجارية الفاخرة الشهيرة.
وإذا شعرت بالجوع، دلل نفسك بتجربة طهي رائعة في أحد المطاعم الفاخرة أو اختر وجبة خفيفة من إحدى متاجر أسواق الطعام الصاخبة في الشوارع.
أخيرًا، استرخِ في رحلة تنزه في المتنزهات والحدائق الهادئة أو شاهد فيلمًا في السينما الأكثر حداثة .
معلومات وحقائق عن منطقة كناري وارف لندن
تقع Canary Wharf في London Docklands وتفخر بكونها العاصمة المالية للندن.
كانت Canary Wharf، كانت سابقًا أكثر موانئ الشحن ازدحامًا في العالم في عام 1802، موطنًا لـ 14 مليون قدم مربع من مساحات البيع بالتجزئة والمكاتب ويعمل بها حوالي 105000 شخص بمتوسط رواتب يبلغ 100000£.
تضم المنطقة ثلاثة مراكز تسوق: Canada Place و Cabot Place و Jubilee Place.
تشتهر Canary Wharf أيضًا بمساحاتها الخضراء، مثل Jubilee Park، وتستضيف أكثر من 100 حدث فني سنويًا.
من خلال مطارها الدولي الخاص، مطار لندن سيتي الذي يخدم أكثر من 30 وجهة، ظلت كناري وارف جزءًا ديناميكيًا ومزدهرًا في لندن.
كان One Canada Square في Canary Wharf أطول مبنى في بريطانيا من 1991 إلى 2010 .
تضم Canary Wharf أكثر من 65 منحوتة ومنشأة
معالم منطقة كناري وارف لندن
تعد منطقة كناري وارف موطنًا للعديد من المعالم السياحية الشهيرة والعجائب المعمارية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ومنها:
One Canada Square: ناطحة سحاب يبلغ ارتفاعها 244 مترًا بمثابة نقطة محورية في المنطقة حيث كانت أطول مبنى في بريطانيا منذ عقدين وترمز إلى التطور الحديث للمنطقة.
متحف دوكلاندز: يقع في مكان تاريخي وينقل التاريخ البحري للمنطقة للزوار.
Jubilee Park: واحة ذات مناظر طبيعية خلابة توفر ملاذًا هادئًا بعيدًا عن أفق المدينة الصاخب وتضم نوافير ومساحات خضراء.
Crossrail Place Roof Garden: معلم جذب مذهل يضم نباتات وأشجار متنوعة داخل سقف شبكي من الخشب مما يوفر مزيجًا فريدًا من الطبيعة والعمارة .