مونتينيغرو – د.جمال المجايدة : ضمن الجولة الممتعة التي قادتني لزيارة منطقة البلقان أمضيت رحلة صيفية جميلة في جمهورية”مونتينيغرو” – الجبل الأسود وأحسست هناك بأنني في عالم آخر وسط الجبال داكنة الاخضرار والبحار الزرقاء والسماء الصافية .
لقد تجولت بالسيارة في انحاء البلاد لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة، والشواطئ والمناطق الجبلية والبحرية الأخاذة، فهذه الجمهورية التي تبلغ مساحتها 13 الف كليو متر مربع ويمتد شريطها الساحلي على 295 كيلومتراً على طول البحر الأدرياتيكي، ما يمنح جبالها ومناطقها الداخلية إطلالات خلابة على البحر. وتمثل الجبال نحو 70% من مساحة البلاد، مشكلة حوارية طبيعية بين البحر والأعالي، إذ يصل ارتفاع الجبال إلى 800 متر عن سطح البحر.
وحينما تجولت في انحاء البلاد لاحظت ان ساحل الجبل الأسود المطل على البحر الأدرياتيكي يلتقي بالمضيق الجنوبي الأقصى في أوروبا، خليج كوتور، وتزدان شواطئها بشجر النخيل، وترسم الجبال الخضراء كثيفة الشجر وراءها لوحة ساحرة، تجسّد قلب أفضل أماكن التجوال في حوض البحر المتوسط. والخليج، المصنُف قاعدة بحرية منذ أيام الامبراطورية الرومانية، قائم منذ قرون. أما اليوم، فهو معروف بجماله الطبيعي وكنوزه التاريخية والثقافية، من بينها بلدتان هما بيراست وكوتور اللتان تُصنّفان من المواقع التراثية العالمية في قائمة منظمة اليونسكو، وجزيرتان تاريختان هما “سيدة الصخور”، و”سان جورج”.
أماكن سياحية رائعة !
تعتبر قرية زبلجك المكان المناسب للوصول إلى الغابات الكثيفة في هذه الحديقة المحمية والتي تعتبر الوجهة المثالية لعشاق الطبيعة، خصوصا وأنها تضم عددا من القمم المرتفعة البحيرات ونهر تارا الشهير.
وخلال الجولة توقفت طويلا في ” كوتور ” ،المدينة التاريخية المطلة على الخليج الجميل والمحاطة بالجبال الخضراء . ” كوتور ” التي بناها الايطاليين والعثمانيين هي مدينة ساحلية تقع على مصب نهر سكوردا، تعد من أهم مراكز الجذب السياحي في الجبل الأسود بفضل طبيعتها الخلابة وخليجها الرائع، وتضم هذه المدينة عددا من الجدران والتحصينات التي يعود تاريخ بنائها لأكثر من ألف سنة. وتجولت في أسواق كوتور وارتشفت فنجان القهوة الطازجة مع نسمات الهواء البارد في الصباح تم نزلت من اعلى عبر سلالم مشيدة من الصخور الغرانيتية وذهبت الى السوق الصغير على مدخل البلدة القديمة لشراء التين الطازج والعنب وبعض التوابل والفاكهة المجففة .
كما مررت في مدينة بودفا، وهي مدينة قديمة تعود للعصور الوسطى، مرصعة كأنها جوهرة على شبه جزيرة صغيرة، تتميز برونق الأزقة الضيقة وبحيوية الحياة الليلية. ولعل قلعة بودفا من أهم معالمها التاريخية فهي تشهد على تاريخها وأحداثها على مر التاريخ.
وتعرف مدينة أولسيني، بانها عاصمة القراصنة وهي مدينة حدودية تقع جنوب الجبل الأسود بالمحاذاة مع دولة ألبانيا وهي ذات أغلبية مسلمة، كانت تعرف قديما باسم عاصمة القراصنة، وهي اليوم من أكثر المدن شهرة في مونتنيغرو، خصوصا مع كورنيشها الجميل وشواطئها الرائعة
موقع خلاب وسط الطبيعة !
تقع الجبل الأسود “مونتينيغرو” في جنوب أوروبا ، وكانت إحدى الدول الاثنتين المشكلتين لاتحاد صربيا وفي21 مايو 2006 جرى استفتاء لانفصال الجبل الأسود عن صربيا ، وقد أيّد الانفصال 55.5%.تحدها من الغرب دولة كرواتيا ، ومن الشمال البوسنة والهرسك ، ومن الشرق صربيا وكوسوفا، ومن الجنوب ألبانيا .
ويجب ان تعلم عزيزي القارئ ان الجبل الأسود دولة فتية، أعلنت استقلالها عن صربيا عام 2006، ويبلغ عدد المسلمين فيها أكثر من 120 ألف نسمة، بنسبة خمس العدد الإجمالي للسكان البالغ 660 ألف نسمة. وتمثل المنطقة التاريخية في العاصمة بورغوريتشا شاهداً على ذاكرة المسلمين في الجبل الأسود، إذ كانت تضم تلك المنطقة سبعة مساجد ومنزلاً يعود تاريخ بنائه إلى عام 1826، كان يمثل مجلساً للقاء الناس، خصوصاً في شهر رمضان، إذ يشهد البيت توزيع طعام الإفطار والسحور على الفقراء.