دوبروفنيك – د.جمال المجايدة : خلال جولتي في دول البلقان زرت مدينة دوبروفنيك في كرواتيا على الساحل الأدرياتيكي , وتعد واحدة من الوجهات السياحية الأكثر بروزًا على البحر الأدرياتيكي . حينما تجولت في الوسط التاريخي القديم لمدينة دوبروفنيك ايقنت سبب ضمها إلى قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. نظرا لم تحويه من اثار عريقة وفنون من عصر النهضة , وكانت تعرف سابقًا بالإيطالية باسم راغوزا وكانت عاصمة جمهورية راغوزا البحرية حيث بناها اهل مدنية فينسيا الإيطالية قبل اكثر من 800 عام.
لؤلؤة البحر الأدرياتيكي
تُعرف دوبروفنيك بأنها “لؤلؤة البحر الأدرياتيكي” بسبب تراثها المعماري الذي لا يضاهى، فشوارعها التي تتكون من الرخام اللامع يصطف فيها المباني المشيدة على الطراز الباروكي التي يتخللها نوافير جميلة منحوتة من عصر النهضة، أما جدرانها فقد بقيت سليمة ومثيرة للإعجاب على مستوى البحر الأدرياتيكي، وحدث ولا حرج عن القائمة الطويلة من المشاهد الرائعة لذلك لم يكن من العجب أن تضمها اليونسكو إلى مواقع التراث العالمي سحر فريد من نوعه في جوانبه
تقع في أوروبا الشرقية على الساحل الجنوبي لكرواتيا، تشتهر بالعديد من المعالم السياحية والفرص الترفيهية المتنوعة، بما في ذلك المدينة القديمة التاريخية والهندسة المعمارية القديمة المحفوظة جيدا، حتى أنها تعد واحدة من أجمل مدن السياحة في كرواتياالسياحة في كرواتيا
تتأثر وجبات الطعام على طول الساحل الدلماسي بشدة بالطعام الإيطالي، حيث يعتمد المطبخ بشكل كبير على الأسماك الطازجة والمأكولات البحرية التي يتم شويها عادة، ويتم تقديمها مع زيت الزيتون المحلي والثوم وبعض من الليمون الحامض. مع العلم أن المطاعم الموجودة في المدينة القديمة هي أغلى أماكن المطاعم في المدينة. ومع ذلك، فإنها تمتاز بتشكيلة طعام رائعة لا تقارن.
تتميز دوبروفنيك بتاريخ مذهل، يمكنك اكتشافه في البلدة القديمة المميزة التي تحيط بها بجدران حجرية بيضاء ضخمة تم الانتهاء منها في الأصل في القرن السادس عشر ، ومن المؤكد أن السير على أعتابها سيكون أبرز معالم رحلتك.
شارع سترادون
على الرغم من أن المدينة القديمة بأكملها في دوبروفنيك هي فقط للمشاة، إلا أن شارع سترادون الذي يؤدي إلى المركز التاريخي للمدينة ويمر عبر دوبروفنيك من الشرق إلى الغرب هو الشارع الرئيسي في المدينة، حيث توجد العديد من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي في هذا الشارع وهناك أيضا بعض العمارة الرائعة
تعتبر أسوار المدينة من أجمل الأماكن السياحية في دوبروفنيك، حيث سيعطيك المشي حول تلك الأسوار فكرة جيدة عن حجم المدينة وتخطيطها، مع اكتشاف التاريخ الغني
من المؤكد أن القيام بجولة في البلدة القديمة سيساعد في اكتشاف بعض السياق التاريخي للتاريخ المعقد والمذهل لهذه المدينة، وذلك عبر الاستمتاع بجولة سيرا على الأقدام ما بين الشوارع المرصوفة بالحصى واكتشاف المناطق الأكثر هدوءا في المدينة.
لا يعتبر السياح زيارة دوبروفنيك كمحطة سياحية فحسب، ولكن بوصفها خيار سياحي متكامل، فمناخها معتدل بسبب موقعها الاستراتيجي من الطرف الجنوبي من الشاطئ الكرواتي، وفيها تنتشر كذلك المساحات الخضراء كما تملأ الغابات المكسوة بأشجار السنديان جنباتها، ويعود سحر المدينة لأكثر من 1300 عام مضت، فمع بزوغ الفجر يظهر جمال المدينة الآخاذ حيث تبدأ أشعة الشمس بالتسلل من فوق الأفق وببطء شديد نحو قلعة “سان جان” ثم المرفأ القديم إلى أن تصل إلى برج الجرس وسط المدينة.
ما أروع السير على الأقدام في دوبروفنيك عند الظهيرة وأبدع ما يكون وعلى وجه التحديد داخل الأحياء القديمة، والأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة، انتهاءً بالميناء ثم الشواطئ المحيطة، كما يمكنك زيارة قصر سبونزا، واحد من أجمل قصور أوروبا التي تعود للحقبة الوسطى ويبدو فيها جلياً أثر الفن القوطي .
بداية عهد السياحة
ويرتبط بداية عهد السياحة في دوبروفنيك مع بناء فندق امبريال في دوبروفنيك في عام 1897. و تعد من بين الأفضل 10 مدن مسورة في العصور الوسطى في العالم. على الرغم من انها كانت منزوعة السلاح في 1970 لحمايتها من الحرب، في عام 1991، و تعتبر ديبروفنك واحدة من مراكز تطوير اللغة الكرواتية والأدب، وموطن لكثير من الشعراء، الكتاب المسرحيين والرسامين والرياضيين والفيزيائيين وعلماء آخرين
جديرٌ بالإشارة أن مدينة دوبروفنيك وصل بها الحال أن نافست مدينة “البندقية” الإيطالية في جمالها وسلطتها وثروتها، حيث وصلت إلى أوج ازدهارها خلال القرن الخامس عشر، وجذبت خلال تلك الفترة أفضل النحاتين والمعماريين لتزين وسط المدينة بأسلوب عصر النهضة، بيد أن عصرها الذهبي تبدد مع زلزال 1667 الذي أصابها ولكنها لملمت جراحها وضمدتها وعادت من جديد مدينة ساحرة، لكن قوتها البحرية تراجعت تدريجياً.
مع بداية القرن العشرين، هبت دوبرفنيك من كبوتها، حيث تدفق عليها السياح والزائرين لمشاهدة دررها السياحية، إلا أنها تعرضت لقصف القوات اليوغسلافية عام 1991، مما جذب انتباه العالم بأسره، والذي ساعد في إصلاح الأضرار قبل نهاية العقد ثم عادت دوبرفنيك من جديد في الوقت الراهن لتبهر العالم لما تكتنزه من اثار وتاريخ عريق .