تيرانا – د.جمال المجايدة : وصلت الى البانيا عصراً قادماً اليها من موتينغرو , وتناولت الغذاء في منطقة سكودرا على ضفاف البحيرة والخيار كان مابين تناول الأسماك او لحوم الأغنام المشوية !
بالطبع فضلت الأسماك المشوية التي يتم اصطيادها من البحيرة المجاورة للمطعم وكان الغداء شهياً بالفعل . مع غروب الشمس كنت في وسط العاصمة تيرانا وتوجهت الي الفندق مباشرة لقضاء ليلتين لاستشكاف العاصمة التي ظلت معزولة عن العالم لمدة 50 عاماً في عهد الزعيم الشيوعي الراحل أنور خوجة .
لطالما حلمت بزيارة تيرانا ذلك لكونها مدينة جميلة لها تاريخ عريق وتتربع وسط الطبيعة الزاخرة بالجمال والتي تتمثل في الجبال العالية التي يحيط بها المياه والأشجار، كما تكتنز مواقع الاثار التي تشهد على علاقتها بكثير من الدول ففيها الاثار الإسلامية والاثار المسيحية والكنائس والمتاحف، لذلك تعد مدينة تيرانا من اجمل المدن في البانيا.
سكودرا تتميز بالمناظر الطبيعية والآثار الفريدة في ألبانيا، وهي اول مدينة زرتها عقب إجتياز الحدود من الجبل الأسود، وتُعد من أهم المراكز الثقافية والتاريخية في منطقة البلقان. كما انها هي بوابة لزيارة جبال الألب وبحيرة “سكادار” التي تُعد الأكبر في جنوب أوروبا، وتشتهر المدينة بالآثار والمزارات التاريخية وأهمها قلعة Rozafa التي تمتاز بمناظرها وأجوائها الرومانسية الحالمة،
مزيج حضاري !
لاحظت خلال جولتي في الصباح ان تيرانا تمزج بين المزارات الدينية والثقافية وكذلك المناظر الطبيعية الخلابة، فهي تضم العديد من المتاحف والمساجد والكنائس الجميلة، ويجد فيها الزائر طابع العمارة والثقافة العثمانية بشكل واضح، أمّا أشهر أجزاء المدينة فهي الساحة أو الميدان المعروف بإسم Skanderbeg، في حين يتمتع الزوّار بأطول رحلة تلفريك في منطقة البلقان والتي تستمر لمدة 15 دقيقة وصولا إلى منتزه وجبل Dajti الخلاب،
كما زرت منتجع دوريس قرابة 38 كم غرب العاصمة تيرانا، للتمتع بمنظر البحر الخلاب والأجواء المرحة، ومدينة دوريس هي إحدى أكبر وأقدم المدن والمنتجعات الشاطئية على ساحل البحر الأدرياتيكي، كما تُعد ميناء هاما في ألبانيا. تجمع المدينة بين الآثار والمتاحف والشواطئ الخلابة ، وتضم العديد من الآثار الرومانية العريقة مثل “المدرّج الروماني” أحد أكبر المدرّجات في منطقة البلقان، إضافة إلى الشواطئ التي تمتد عشرات الكيلومترات .
مدينة بيرات الجميلة، توصف بانها المدينة الهاربة من الزمن والتي تشبه إلى حد كبير العاصمة الجورجية تبليسي، تبعد قرابة 103 كم جنوب العاصمة تيرانا، وهي إحدى أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، حيث تعود بعض الآثار فيها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد تم وضع الأحياء القديمة فيها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
تُعد بيرات وجهة مثالية لعشاق الآثار والهدوء، وتضم العديد من المتاحف والمساجد والكنائس الأثرية، أشهر معالمها السياحية هي “قلعة بيرات” المبنية على هضبة عالية بجوار نهر Osum، تعود القلعة إلى القرن الثالث عشر وتملك إطلالة خلابة على المدينة
وتملك فلورا سواحل وشواطئ تجمع البحرين الأيوني والأدرياتيكي من خلال ما يُعرف ب “خليج فلورا”، وتتمتع المدينة بطقس دافئ ومشمس معظم أيام السنة،
في وسط تيرانا
اكثر مالفت نظري وانا اتجول في المنطقة المركزية لتيرانا هو متحف البانكرز الذي شيد في عهد أنور خوجة ، وهو عبارة عن ملجأ محصن تحت الأرض وكان مقرا لوزارة خارجية البانيا خلال الحقبة الشيوعية وامضيت في البانكرز وهو حصن دفاعي قوي تحت الأرض اكثر من ساعتين لفهم قصة تلك الحصون الدفاعية التي بناها خوجة ويبلغ عددها 60 الف حصن عسكري تحت الأرض موزعة على انحاء البانيا . وحسب المعلومات التي حصلت عليها فان تلك الحصون كلفت الشعب الالباني حياته لانها شيدت على حساب قوته وعاني الامرين من الفقر والحرمان من كافة مقومات الحياة الكريمة لكي يشيد خوجه له حصونا تصد أي هجوم نووي امريكي او سوفياتي !
لفت انتباهي في هذه الوجهة العريقة إلى جانب المتاحف والمعالم الأثرية والمباني التاريخية والحدائق، تلك المباني الملونة في المدينة والتي شعرت عند زيارتها وكأنها لوحات جميلة رسمت بيد فنان .
فوق جبل داجتي توجهنا بالسيارة الى جبل داجتي حيث الطبيعة الساحرة والجو المائل للبرودة ، هناك تناولنا الغذاء في مطعم ريفي فوق قمم الجبال وسط مزارع الفاكهة واستمتعنا بلحوم الأغنام المشوية والتي يندر ان نجد لها مثيلاً إضافة الي الاجبان والعسل الأصلي والفاكهة والخضار الطازجة . إضافة الي الاطلالة البانورامية من اعلى الجبال .