سيؤل – د.جمال المجايدة : عندما تطأ قدمك أرض كوريا الجنوبية ستشاهد عالما آخر. فيها أربعة فصول تظهر جمالا طبيعيا متناسقا، والتاريخ والتقاليد الممتدة لـ5,000 سنة، والناس الذين يحترمون القيم العائلية وآداب السلوك، والثقافة والفن اللذين يشكلان جذور “هليو” الموجة الثقافية الكورية. كوريا البلد الإقتصادي الثاني عشر والأكبر في العالم من ناحية حجم التجارة الدولية وتقنية المعلومات المتقدمة والمدن المتقدمة. كوريا أرض ذات الطعام التقليدي والذوق المتميز. كوريا تعطيك إحساسا جميلا وسرورا أكثر مما تتصور.
تتجسد فيها الثقافات الآسيوية، وبخاصة الثقافة التقليدية الكورية، فهي ثقافة متميزة عن الثقافات الأخرى في العالم. في كوريا ستجد قصورا ملكية قديمة وبنايات خشبية رائعة و ثقافة بوذية ممتدة على مدى 1,700 سنة، وفن الخط التصويري الذي يدهش الزوار الغربيين. وستستمع للموسيقى التراثية الملكية، “جونغميو جيرياك” التي استخدمت في أداء الطقوس التراثية و”سامولنوري” ، وكذلك سترى الخزف الأزرق لمملكة كوريو والخزف الأبيض لمملكة جوسون. لقد اعترفت اليونسكو بقيمة هذه التقاليد الكورية واختارتها تراثا ثقافيا عالميا ، والثقافة الكقصر تشانغ دوك : بني هذا القصر الملكي في عام 1405، وهو مشهور بجماله المعماري الفريد من نوعه والتصميم الطبيعي والفني.
الاثار الثقافية السبعة
* قلعة هواسيونغ في مدينة سو أون: بنيت هذه القلعة لحماية العاصمة عام 1796 ، باستخدام الرافعات والتقنيات المتقدمة الأخرى في ذلك الوقت.
* كهف سيكغورام ومعبد بولغوكسا : بني معبد بولغوكسا في عام 774 ، وكهف سيكغورام كهف حجري منحوت من قطع الجرانيت الأبيض ويحتوي على قرابة 39 قطعة من التماثيل البوذية، ويعد أحد الأعمال البوذية المنحوتة والممتازة في شرق آسيا.
* ثمانون ألف صحيفة خشبية في معبد هاينسا: وهي مجموعة من الكتب البوذية المنقوشة على ثمانين ألف صحيفة خشبية في القرن الثالث عشر. والمخزن “جانغ غيونغ بان جون” مخزن مصمم لتهوية طبيعية للسيطرة على الرطوبة.
* ضريح جيونغ ميو : بني هذا الضريح الملكي في عام 1395 تكريما للملوك والملكات في عصر مملكة جوسو. وقد تم اختياره تراثا ثقافيا عالميا في عام 1995، وكذلك اختيرت الموسيقى التي تستخدم في أداء الطقوس تراثا ثقافيا عالميا من قبل اليونسكو.
* مناطق غيونغ جو التاريخية – مدينة “غيونغ جو” ،عاصمة مملكة شيلا القديمة ( 57 ق.م~ 935 م)، كلها تشكل متحفا مفتوحا حيث تفتخر بالآثار التاريخية والثقافية المجيدة.
* مواقع الدلمن: الأضرحة الحجرية لعصرما قبل التاريخ، منتشرة في “غز نشانغ”، و “هواسون”، و”كاونغ هوا” وتعد مركز ثقافة الصخور التراثية في الع
كوريا ذات أربعة فصول متميزة تظهر جمالا متناسقا طيلة السنة حيث إن 70 % من أرضها مغطاة بالجبال ذات الطقس المعتدل: الزهور الوفيرة التي تغطي التلال والحقول في الربيع (من مارس إلى مايو)، وتجربة بيئية على شاطئ البحر “سو هي”، أحد شواطئ الطين الكبرى الثلاثة في العالم، والألعاب الرياضية البحرية تحت الشمس الحارة في الصيف (من يونيو إلى أغسطس)، والخريف المشهور بأوراقه الملونة المتجددة التي تزين وديان الجبال الواسعة ، والسماء الصافية في الخريف (من سبتمبر إلى نوفمبر)، وأخيرا، الجبال الثلجية للتزحلق والمتعة الشتائية (من ديسمبر إلى فبراير). وبالتأكيد، سيرى الزوار شيئا خاصا دائما
التسوق
تصبح السلع التي ترونها في أثناء سفركم جزءا من الذكاريات. زر شوارع الأزياء المشهورة العالمية ” ميونغ دونغ ” و” إيتيون” وسوق الجملة الرئيسية ” سوق نام داي مون” والشوارع المليئة بالتحف التقليدية ” إينسا دونغ ” ومركز صناعة المعلومات والتقنية ” يونغ سان للإلكترونيات” و” سبيس 9 ” إلخ . حيث من المؤكد أن تحظى مشترياتك بالرضاء على المدى البعيد ومن بينها الصناعات التي أبدعتها أيدى الصناع التقليديين والطعام الطبيعي المشهور عالميا “جينسنغ” والملابس التقليدية “هان بوك” والمنتجات الرقمية التي تجذب أنظار العالم
سوق نام داي مون” – سوق تقليدية كورية في مدينة سيول، يمكن أن ترى فيها كل شيء من الملابس والمنتجات الجلدية ومختلف السلع والضروريات اليومية.
* ” ميونغ دونغ ” – شارع الأزياء الأول في كوريا الجنوبية. توجد به دكاكين بنيت بواسطة المصممين الرئيسيين والمحلات الكبيرة. وهذه المنطقة هي المكان الدولي الذي يظهر الناس في الشارع بملابسهم مما يظهر مختلف الأزياء الكورية الحالية.
* يونغ سان سبيس 9 – تبيع هذه المنطقة منتجات التقنية الكورية المشهورة عالميا. من فضلك، تمتع بمشاهدة أحدث السلع المتطورة ومنها بي دي إف والتلفزيون إل سي دي والهاتف المحمول ذو الكاميرا الرقمية، وإم بي 3 في مكان واحد.
الموسيقى والرقص كانت الموسيقى والرقص هي احدى وسائل أداء العبادات الدينية وقد استمر هذا التقليد حتى عصر الممالك الثلاث.
وكانت هناك أكثر من 30 الة موسيقية مستخدمة في عصر الممالك الثلاث من اشهرها الهيونهاك-كيوم (او القانون الأسود) والذي اخترعه وانغ سان- اك من مملكة كوريو، وذلك من خلال اجراء بعض التغيرات على القانون ذي السبعة أوتار والمصنوع في مملكة جين الصينية. وهناك ايضا كاياجيوم (او قانون كايا) والذي استخدم في كايا(42-562) ونقل الى شيلا. ولا تزال الموسيقى تعزف الى الآن على القانون ذي الاثنى عشر وترا.
وفي بداية عهدها كانت موسيقى مملكة شيلا نفسها سائدة في عصر مملكة كوريو، ولكنها سرعان ما تنوعت فيما بعد. فكان هناك ثلاثة أنواع من الموسيقى في مملكة كوريو هي : تانغ – اك او موسيقى مملكة تانغ الصينية، هنانجاك او موسيقى القرى، وأه-أك او موسيقى النبلاء. وورثت مملكة تشوسون عن مملكة كوريو بعض انواع هذه الموسيقى كما لا يزال بعض منها مستخدما الى الآن في المناسبات الخاصة كالشعائر والعبادات.
وكما هو الحال في الموسيقى كان في الرقص أيضا، حيث كان الرقص في كوريو من موروثات عصر الممالك الثلاث ولكنها اضافت عليه فيما بعد فنونا أخرى للرقص وذلك مع بداية رقص النبلاء والرقص الديني من مملكة سونغ الصينية. وخلال فترة حكم مملكة تشوسون، كانت الموسيقى احدى أهم الشعائر والقاسم المشترك في المراسم الخاصة. وفي بداية عهد المملكة أنشىء مكتبان للتعامل مع الامور الموسيقية كما بذلت جهود عديدة من أجل ترتيب الكتابات الموسيقية.
وكنتيجة لذلك ظهر الى الوجود نوع جديد من الموسيقى سمى اكهاك – كوبوم في عام 1493. وقد صنفت كتب موسيقى النبلاء الى ثلاث درجات هي :موسيقى المراسم، الموسيقى الصينية وموسيقى الاغاني المحلية.وقد طورت الآلات الموسيقية في عهد الملك شيجونغ. وبالاضافة الى موسيقى النبلاء استمر وجود الموسيقى الشعبية كموسيقى تانغ – اك وهيانغ – اك.
واصبح الرقص الشعبي ومنه رقص الفلاحين ورقص الشيمان ورقص الرهبان اكثر شعبية في اواخر ايام مملكة تشوسون، بالاضافة الى رقص القناع ورقص العرائس الوروث سابقا.
ورقص القناع هو مزيج من الرقص والاغاني والحوارات المدعومة بالعناصر الشيمانية ولذلك يؤديه عامة الشعب. وكانت العروض تتضمن المقاطع والنبرات التي تؤكد على تحدي الشعب للنبلاء مما كان يزيد من استمتاع المشاهدين.
اما الرقص التقليدي فكان لا يخلو من التأثير البوذي والكنفوشيوسي. وقد قيل ان التاثير الكونفوشيوسي كان عاملا معوقا بشكل رئيسي بينما كانت البوذية بمثابة عامل جذب سهل كما هو واضح في رقصات النبلاء الجميلة والرقصات الشيمانية الدينية الخاصة بالموت.
وقد تلاشت العديد من الرقصات التقليدية خلال فترة الحكم الياباني الاستعماري وذلك بسبب عمليات التصنيع والاتجاه نحو المدنية في كوريا في الستينات والسبعينات. وفي الثمانينات، بدأ الكوريون يتجهون الى احياء الرقصات القديمة التي كانت في طريقها للاندثار. ومن ضمن 56 رقصة من رقص النبلاء حيث ما زال عدد قليل منها معروفا.