سيئول – د. جمال المجايدة :
العاصمة الكورية في الليل هادئة وامنة ومنظمة افضل منها في النهار ويبدو ان اي سائح اجنبي لا يفوت تجربة تناول الطعام سواء في مطعم حديث أو تقليدي يقدم الطعام الكوري ، ولاحظت ان هناك شوارع للسياح الاجانب واخري للكوريين وفي شارع الاجانب تتوافر العديد من المطاعم الصينية واليابانية المتميزة وكذلك الفرنسية والايطالية والمكسيكية والباكستانية الا انهم يعودون مشيا علي اقدامهم الي المطاعم الكورية .
بامكان الزائر ان يعد طعامه بنفسه علي المائدة , وللعلم اقول ان الطعام الكوري يعد طعاما صحيا، ويحتوي عادة علي الخضر والمنتجات البحرية الوفيرة، والمقبلات مثل “الكيمتشي”، وبعض الأطعمة الملكية التي قدمت إلى الملوك في السلالات القديمة، ولحم البقر المشوي “بولغوغي”، و”جونجو بيبم باب” ، طعام الأرز المختلط بالخضر المختلفة ، وشوربة دجاج بالجينسنغ “سام غيتانغ”، والمشروب الأكثر شعبية في كوريا “سو جو” , حتي في الشوارع الممتدة الي مسافات طويل وسط المدينة وتعج بالمارة ليل نهار يمكن ايضا تناول “توكبوك غي” (كعك الأرز المقلي)، او الكستناء المشوية لمقاومة برد الشتاء القارس هناك ! والحياة الليلية حافلة جدا في سيول، حيث الملاهي الليلية والمقاهي الشعبية ويمكن الاستمتاع بمنظر مدينة سيول في الليل من خلال القيام برحلة نهرية في نهر هان-كانغ والذي يجري في وسط العاصمة الكورية سيول .
القاطع الجنوبي الغربي الكوري
يشمل القاطع الجنوبي الغربي الكوري كل من تشولابوك-دو وتشولانام دو اللتين تأثرتا بمملكة بيكجي تأثيرا كبيرا. ويتميز هذا القاطع بأراضيه القابلة لزراعة الأرز مع قلة تواجد الجبال فيه، وبوجود الموانئ الصغيرة على شواطئه. وتعتبر هذه المنطقة من أجمل المناطق كما تتميز بجوها الدافئ. تحدها المناطق الأخرى من الشمال والشرق والبحار الهادئة والعديد من الجزر من الغرب والجنوب . ونظرا لتأثر المقاطعة بالجو القارئ، تتميز هذه المقاطعة بالتغيرات المناخية الكثيرة. كما تتأثر بمناخ المحيطات، حيث يطل جزء كبير من شواطئ المقاطعة على المحيط.
وتشتهر تشونجو بأطباق الأرز المخلوطة بالخضر مثل البيمباب والهانجي وأوراق التوت. ويرمز طائر العقعق ، الذي يرتبط بأسطورة تقول أن هذا الطائر يقوم في اليوم السابع من الشهر السابع من أشهر السنة القمرية ببناء جسر فوق الطريق اللبني بواسطة حمل الأغصان والحصى الصغيرة بين منقاره حتى يكتمل بناء الجسر من أجل أن يتمكن الحبيبان كيوني وتشيجنيو من اللقاء مرة واحدة كل عام.
وتعتبر نام-وون البوابة الموصلة إلى جبل ومتنزه كيرسان القومي، ومنزل تشينهيانج الشهير، وهو منزل واحدة من أشهر البطلات الكوريات. وتشونهيانج-جا هي ملحمة كورية تقليدية ، تحكي قصة إخلاصها في الحب ، وهذه الملحمة من أحب وأفضل العروض الكورية. جبل كيرسان هو ثاني أطول جبال جمهورية كوريا، ويحتل مساحة واسعة تغطي ثلاث مقاطعات وهي تشولانام-دو ، وتشولابوك-دو، وكيونجسانجنام-دو.
ويطل متنزه جبل توجيوسان على وادي ميونج كيوتشون-دونج البالغة مساحته 30 كيلومتر. ويوجد في هذا الوادي منتجع ميجو للتزحلق على الجليد، وبه مساحة كبيرة للتزحلق على الجليد في كوريا. وتوجد مجموعة من القطع الفنية المصنوعة من السيراميك التي استخرجت منذ 600 عام من حطام إحدى السفن التجارية الصينية التي تحطمت على شواطئ شينان، وهذه المجموعة موجودة في متحف كوانجو القومي. أما منطقة تام-يانج ، فهي تقع على بعد 22 كيلومتر شمال كوانجو وهي مركز لزراعة نبات الخيزران وتصنيعه، وهناك أيضا متحف تام-يانج القومي وهو أول متحف في العالم مخصص لمصنوعات الخيزران.
كما توجد في هذه المقاطعة المواقع التاريخية العديدة وذات الجذب الثقافي والمتاحف مثل متحف نصر هوانجتيون الميداني،غابات كوشانج-ايبسيون،ومتحف كانغام للخطوط التي تعطي المقاطعة المزيد من سمتها الغنية.
وعلى جزيرة تشيندو التي تقع على بعد 350 كيلومتر جنوب العاصمة سيول، يمكن للزائرين مشاهدة النسخة الكورية لمعجزة النبي موسى.(ع) في هذه المنطقة الواقعة في البحر بين قرية هيودونج-ري الساحلية الموجودة على جزيرة تشيندو وجزيرة مودو، تتكرر هذه المعجزة مرتين في العام في أوائل شهر مايو وأواسط شهر يوليو، حيث تنقسم مياه البحر مكونة ، لمدة تقارب الساعة ، ممرا يمكن السير فيه. يبلغ طول هذا الممر 2.8 كيلومتر وعرضه 40 متر. وتشتهر جزيرة تشيندو بنصب تذكاري كوري يعرف باسم جيندوتيتش وهو عبارة عن كلاب كورية محلية ، وقد تم تسجيله كنزا قوميا برقم 53
يشمل الإقليم الجنوبي الشرقي منطقتي كيونجسانج-بوك-دو و كيونجسانج-نام-دو، وهي منطقة جذب سياحي شهيرة، حيث تشتهر بوجود العديد من المناطق الثقافية والأثرية. ومن أبرز الأماكن السياحية في هذا الإقليم ممر هاليوسيدو المائي ، جبل كيرسيان وجبل كاياسان.
مملكة شيلا القديمة
كينججو التي كانت عاصمة مملكة شيلا القديمة، التي استمر حكمها ما يقارب الألف عام(57قبل الميلاد وحتى 935 ميلادية)، أصبحت الآن متحفا مفتوحا فريدا من نوعه. ويوجد في كل أرجاء المدينة العديد من المقابر الملكية ، والمعابد وتماثيل بوذا وبقايا القلاع. كما تحتوي المقابر الملكية على العديد من الآثار الهامة ومنها التيجان الذهبية وغيرها من السبائك الذهبية الأخرى.
ومن أعظم آثار كيونججو معبد بولجوكسا وكهف سوكرووام جروتو، وقد بنيا في القرن الثامن الميلادي وهما يمثلان الفن البوذي الراقي ولهما شهرة واسعة في منطقة الشرق الأقصى.وقد أدرج هذان الكنزان في قائمة التراث الثقافي العالمي لليونيسكو في عام 1995. ومن بين المعالم الأثرية الهامة حديقة تومولي، و أنونج (المقابر الخمسة) ، وتشومسونجداي (المرصد الفلكي) ومقبرة الجنرال كيم يو-شين وجبل نامسان المحاط بالعديد من تماثيل بوذا وبقايا المعبد.
ويحتوي متحف كيونججو القومي على كنوز أثرية أكتشفت في كيونججو والمناطق المجاورة لها.
ويقع منتجع بحيرة بومون على بعد ستة كيلومترات من وسط المدينة على الحافة الشرقية منها. وتعد منطقة سياحية وقد طورت حديثا وبها العديد من فنادق الدرجة الأولى والعديد من المنشئات الترفيهية الأخرى. ولا تزال ألواح ” تريبتاكا كوريانا” محفوظة في معبد هينسا. وهذه الألواح عبارة عن 80 ألف لوح خشبي محفورة في القرن الثالث عشر وهي المجموعة الوحيدة الكاملة لتعاليم بوذا في شرق آسيا.
وعلى مقربة من المدينة الأثرية كيونججو، تقع المدينتان الصناعيتان الحديثتان بوهانج وأولسان . ومدينة بوهانج هي مقر مصنع بوسكو للصلب، أما مدينة أولسان فبها مصانع شركة هيونداي وهي واحدة من أكبر الشركات الصناعية في كوريا.
وهناك أيضا مدينة بوسان وهي ثاني أكبر المدن الكورية وميناء كوريا الرئيسي. ويقع سوق أسماك تشاجلتشي بالقرب من رصيف الميناء . وهو منظر بديع في الصباح يجذب السائحين وهم يشاهدون البائعين في حركة مستمرة ولأربع وعشرين ساعة.
وتعد أندونج واحدة من أهم الآثار المتبقية من كوريا القديمة، وهي بمثابة كنز يحوي على مجموعة نفيسة من التقاليد الكونفوشيوسية. أما قرية هاهوي الصغيرة فتقع بالقرب من أندونج والتي تشتهر برقص القناع التقليدي. وبجانب هاهوي، قرية تالتشيون وتوسانسوون قد أسسهما في القرن السادس عشر واحد من أهم العلماء الكونفوشيوسين ويدعى يي هوانج.