عمان – جمال المجايدة
المدرج الروماني مازال يقف شامخا في الجزء الشرقي من العاصمة الاردنية عمان على سفح جبل الجوفة , ولايزال يستقبل زواره منذ اكثر من الفي عام وحتي يومنا هذا .
ويؤمه يوميا الاف الزوار من انحاء العالم اضافة الي ان العائلات تمضي اوقاتا في الحدائق المقابلة للمدرج خاصة في المساء بحثا عن نسمات الهواء الباردة في كنف التاريخ العريق .
المدرج هو عبارة عن مسرح روماني وتقع الى جانبه ساحة الفورم وتبلغ مساحتهما معا ما مجموعه 7,600 متر2 ويعود تاريخ بنائهما على الارجح الى القرن الثاني الميلادي و تحديدا بين عامي 138م و 161م ابان عهد القيصر انطونيوس بيوس ويتسع المدرج الروماني يتسع المسرح 6,000 متفرج اي يعد اكبر من المسرح الجنوبي في جرش الذي يتسع الى 4,000 حتى 5,000 متفرج
ويستعمل حتي يومنا هذا للعروض الفنية حيث جودة نظام الصوت فيه وكان يبلغ علو بناية منصة المسرح الاصلية حوالي ثلاث طوابق اي اعلى من الاعمدة في ساحة الفورم وكان هناك معبد صغير في اعلى المسرح منحوت في الصخر وكان به تماثيل للالهة الرومانية والمدرجات مقسمة الى 44 صفا في ثلاث مجموعات رئيسية وكانت مجموعة الصفوف الاولى تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لباقي الشعب .
ويوجد متحفان صغيران على جانبي المسرح متحف الحياة الشعبية ومتحف الازياء الشعبية الاول يحكي تطور حياة سكان الاردن واستعمالهم للادوات والاثاث على مدى القرن السابق و خاصة حياة الريف والبدو والمتحف الثاني يتناول مواضيع ازياء المدن الاردنية والفلسطينية التقليدية والحلى وادوات التزيين التي تستعملها النساء وهناك غرف خلف منصة المسرح يستعملها الفنانون لتغيير ثيابهم وللتحضير للظهور امام الجمهور. اكتشف المدرج الروماني بالصدفة فقد كان هذا الموقع يشغل تلا ترابيا اطلق عليه تل كوم الدكة البعض يعتقد انه تل البانيوم الذى ذكره استرابون نسبة الى الاله بان واكتشف المبنى اثناء ازالة التراب للبحث عن مقبرة الاسكندر الاكبر بواسطة البعثة البولندية فى عام 1960 اطلق عليه الاثريون اسم المسرح الرومانى عند اكتشاف الدرجات الرخامية وكان ذلك بواسطة البولنديين انفسهم ولكن ثار جدل كبير حول وظيفة هذا المبنى الاثرى .