البحر الميت / الاردن / من جمال المجايدة
زرت البحر الميت , تلك المنطقة الفريدة في العالم , واقمت في جناح بفندق ” كيمبنسكي عشتار ” البحر الميت يطل علي البحر مباشرة وامضيت هناك خمسة ايام تجولت خلالها في اهم المقدسات الاسلامية والمسيحية والاثار الانسانية علي وجه الارض.
حينما كنت اجلس علي الشرفة لالقي نظرة علي البحر الميت اتساءل عن اشياء كثيرة عن سر هذا البحر وعوالمه الاسطورية ؟
عندما تلامس أضواء الشمس الغاربة أطراف الهضاب البعيدة عند الافق، يتحول انعكاس الضوء على مياه البحر الميت، الى أشرطة من لهب ونار. في تلك الساعة يقف الزائر مذهولا أمام روعة المنظر، وهو على انخفاض 400 متر تحت سطح البحر.
ويوحي مشهد الغروف وتسلل اشعة الشمس عبر الهضاب والأودية المقابلة علي الجانب الفلسطيني من البحر وكأننا علي سطح كوكب آخر !
ففي العالم كله لايوجد سطح مائي يشبه البحر الميت من حيث انخفاضه عن سطح البحر ومياهه الشديدة الملوحة رغم انها تتغذى على مياه نهر الأردن العذبة.
اقدم منتجع سياحي
يعتبر البحر الميت اقدم منتجع سياحي علي وجه الارض , فمنذ فجر التاريخ كان البحر الميت المكان المفضل للسياحة والاستشفاء لدي شخصيات تاريخية شهيرة كهيرودس العظيم وكيلوبترا الملكة الفرعونية الجميلة وغيرهم من السلاطين والحكام والأباطرة والملوك ولايزال حتي يومنا هذا يستقبل الزوار من كافة انحاء العالم .
رواد الفندق كانوا يمضون بعض الوقت في السباحة في مياه البحر الميت لاستشكاف الطفو علي سطح المياه وبعضهم يطلي جسده بالطين الاسود المستخرج من اعماق البحر للاستشفاء وعلاج البشرة والبعض الاخر يجلس لاستنشاق الهواء فقط لعلاج الربو وغيره .
معروف ان هذا البحر سمي بالميت لتعذر وجود الكائنات الحية فيه , الا ان البحر الميت في الوقت نفسه بحر حي وغني بالأملاح والمعادن والتي تشكل ثروة هائلة يمكن الإستفادة منها في مجالات متعددة سواء في الصناعة أو مجالي الطب والعلاج .
تعتبر مياه البحر الميت الغنية بالأملاح والطين المستخرج منه علاجاً ناجحاً للعديد من الأمراض الجلدية، إلى جانب سهولة السباحة فيه نظراً لإرتفاع نسبة الملوحة في مياهه حيث لا يحتاج الأنسان إلى إلمام بفنون السباحة اذ يستطيع المرء ان يستلقي على ظهره ويترك مياه البحر الميت تحمله دون عناء!
حقائق عن البحر الميت
البحر الميت كان يسمى قديما / بحيرة لوط /, هو بحيرة يعتبر سطحها أعمق نقطة في العالم على اليابسة حيث يقع على عمق 417 متر تحت سطح البحر بحسب قياسات عام 2003. وتقع ما بين الأردن، وفلسطين . وله عبر التاريخ ذكر في جميع الحضارات التي سكنت حوله، مياهه شديدة الملوحة، فهي تقارب عشرة أضعاف ملوحة المحيطات،
يبلغ طول البحر الميت 37 كيلومترا وعرضه خمسة عشر كيلومترا وسبعمائة متر أما انخفاض سطحه عن سطح البحر الأبيض المتوسط فيبلغ 417م. وتبلغ مساحة البحر الميت الإجمالية حوالي 945 كيلومتراً مربعاً. وأما أعمق عمق له فيبلغ 401 متراً ويقسمه شبه جزيرة اللسان إلى شطرين غير متساويين فالشطر الجنوبي هو مستنقع مالح ويبلغ عمقه من 6 إلى 8 أمتار
يعتبر البحر الميت من مناطق السياحة العلاجية الأكثر نشاطا في المنطقة حيث يقال أن الأملاح الموجودة به تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة، فعندما يلتقي ماء البحر بصخور الشاطئ فإنها تصطبغ بلون الثلج من جراء الأملاح المتجمعة على صخور الساحل، وأيضا يعتبر من المراكز الاقتصادية التي تبنى عليها كثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية. وقد أقيمت الكثير من المنتجعات على كلا شاطئيه الشرقي والغربي. وقد رشح ليكون أحد عجائب الدنيا الطبيعية في نطاق البحيرات. وما زال هذا البحر الغامض يجتذب سنوياً الآف الأفواج من الزائرين المحليين والأجانب الباحثين عن العلاج والجمال والهدوء والدفء نظراً لمياهه الدافئة والغنية بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والبرومين والمنغنيز إلى جانب شبكة من الطرق الحديثة والعديد من الفنادق الراقية التي تنتشر على شاطئه الشرقي والتي تقدم خدمات فندقية عالية المستوى علاوة على الأستراحات واماكن الترفيه والرمال النظيفة، وقد نال البحر الميت شهرة عالمية حيث تعتبر فنادقه مكاناً مثالياً لعقد الإجتماعات والمؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية على حد سواء.