تيرانا – د.جمال المجايدة : من المتوقع ان يصل عدد السياح الذين زاروا البانيا هذا العام الى 9 ملايين سائح من مختلف انحاء العالم , اي ثلاثة اضعاف سكان البانيا , كان مجرد حلماً لدى المسؤولين الالبان قبل سنوات ولكنه اصبح اليوم حقيقة بفضل السياسات التي تتبعها حكومة ايدي راما في تطوير البني التحتية والخدمات والفنادق والمنتجعات وبناء المطار الجديد في العاصمة تيرانا والشروع في انشاء مطار جديد في منطقة فلورا السياحية .
كما ان تعيين تاولانت بالا وزيرا جديدا للداخلية في البانيا اسهم في تحديث انظمة الحماية والسلامة والاستقرار للمواطنين الالبان والسياح القادمين من مختلف دول العالم . حيث يقضى الزوار عطلاتهم وسط الطبيعة الساحة والمدن والقرى التاريخية والشواطئ الجميلة في ظل اجواء آمنة تسودها محبة الناس المحليين وترحيبهم الزوار .
لقد قمت بزيارة مجاملة الى وزير الداخلية الجديد بمكتبه في العاصمة تيرانا واستشعرت منه مدى الجهد الذي يبذله مع كافة العاملين في الوزارة من اجل الامن والاستقرار ومحاربة الفساد والجريمة وتوفير الاجواء المثالية للزوار من مختلف الدول وجعل البانيا مقصدا سياحيا من الطراز الاول في منطقة البلقان .
البانيا وجهة سياحية مميزة
لقد امضيت عطلة الصيف خلال أغسطس 2023 في البانيا برفقة عائلتي , وسررت كثيرا لان العائلة شعرت بسعادة كبيرة وهي تشاهد الطبيعة الساحرة في جبال تيرانا وكروية والمناطق المحيطة بها من بحيرات وانهار وغابات ومزارع طبيعية وشواطئ جميلة .
لقد لاحظت خلال جولتي السياحية ان ألبانيا تعيد صياغة نفسها كوجهة للسفر البديل بمناظرها الطبيعية الخلابة وإقامة المزارع العضوية والحدائق النموذجية، في إطار ساتراتيجية جديدة للتحوّل إلى وجهة سياحية مستدامة.
ألبانيا هي إحدى دول إقليم البلقان الواقع في جنوب شرق أوروبا، وإحدى وجهات السفر الأسرع نموا في أوروبا، ستركز على السياحة البديلة عوضا عن السياحة الجماعية، في خطوة يأمل المسؤولون الحكوميون أن تساعد في تمييزها عن المنافسين.
تلقب ألبانيا بجوهرة البلقان المخفية ولا عجب في ذلك فهي من أجمل الوجهات السياحية في منطقة البلقان حيث تقع بين مقدونيا واليونان والجبل الأسود مطلة على البحر المتوسط.
وتتمتع ألبانيا بكونها من الدول التي لم تفسدها الحداثة فهي ما زالت على طبيعتها وأسلوبها في الحياة والطعام والعمارة كما تتمتع ألبانيا بالأسعار المعقولة في الاقامة والخدمات مما يجعلها وجهة مناسبة للميزانيات المتوسطة.
وتتألق بروعة الشواطئ الخلابة والمنتجعات الراقية والطبيعة الجبلية والطقس المعتدل خلال موسم الخريف بالاضافة الى أجمل المعالم التاريخية والمعمارية من عصر الرومان وحتى الحضارة العثمانية.
ثقافة الطعام التقليدي
وفي إطار تعزيز الاستراتيجية الجديدة للسياحة التي أطلقتها وزيرة السياحة والبيئة الألبانية ميريلا كومبارو مطلع العام 2023، فقد خصصت جزءا لتشجيع السياح على ثقافة الطعام التقليدي، ويظهر ذلك من خلال حث سكان القرى والجبال على الانخراط في المعارض الخاصة بالطعام التي تقام في أرجاء المدن الكبرى.
وفي المحصلة، قد تكون الوزارة محقة في هذا الشأن، إذ إن الطعام التقليدي هو مزيج من أطباق البحر الأبيض المتوسط ودول البلقان.
ربما يكون “الفرجس” واحدا من أشهر الوصفات القادمة من هذا البلد، وهو حساء صيفي يتكون من صلصة الطماطم الغنية والجبن والفلفل والثوم.
جولة في تيرانا
تجولت مع العائلة في العاصمة تيرانا التي تعد نقطة الانطلاق لمختلف الوجهات فهي تضم العديد من الفنادق الرائعة والمعالم الأثرية والتاريخية خصوصاً المعالم المعمارية العثمانية. حيث زرنا ساحة اسكندر بك التاريخية وقمنا بجولة في منتزه دايتي حيث الجبال الساحرة والطبيعة الخلابة كما ركبنا التلفريك للاستمتاع برحلة لا تنسى.
وتعتبر تيرانا من المدن الأوروبية المبنية على النمط العثماني، حيث مئات المساجد والكنائس وغيرها من المزارات والأماكن الدينية تحتضن السياح من كافة الأطياف.
تضم الأسواق القديمة ساحة ضخمة تعرف باسم سكانديربيرغ، وهي التي شهدت الكثير من الثورات والاحتجاجات الشعبية، كما تحتوي أيضا على المتحف الوطني الذي يضم الكثير من المقتنيات الأثرية اليونانية والرومانية، كما يعد برج الساعة الذي تم تشييده في القرن التاسع عشر من أكثر الوجهات السياحية التقليدية، إذ يحتوي على سلم ضخم يقود السياح إلى طابق علوي يسمح للزوار بالاستمتاع بإطلالة بانورامية على أرجاء المدينة.
دوريس
تقع دوريس غرب تيرانا وهي مدينة ساحلية تضم أجمل الشواطئ واروع المنتجعات المطلة على البحر الادرياتيكي كما تتألق بمينائها الرائع الذي يوفر نزهة خلابة على البحر.
وتتألق دوريس بوفرة المعالم الأثرية والتاريخية مثل المسرح الروماني الذي يعود الى القرن الثاني والمتاحف التي تكشف تاريخ المدينة بالاضافة الى الشواطئ التي توفر متعة السباحة والاستجمام وممارسة الرياضات المائية.
بيرات
بيرات وجهة رومانسية في ألبانيا فهي من أقدم مدن البلاد وقد أنشئت في القرن الرابع قبل الميلاد لذا فهي تضم مباني وآثار على قائمة اليونسكو للتراث الانساني.
وتحتفظ بيرات بطابعها التاريخي فهي جنة عشاق التاريخ بما تضمه من متاحف ومساجد وكنائس تاريخية وكذلك قلعة بيرات التي تعود الى القرن الـ13 والمعالم التاريخية العثمانية.
فلورا
اجازتنا الحقيقية كانت في مدينة فلورا التي تقع غرب تيرانا وهي بمثابة منتجع مثالي لعشاق الاسترخاء والرومانسية حيث انها أقل ازدحاماً وأكثر هدوءاً بالاضافة الى سحر الشواطئ الخلابة والمنتجعات الرائعة وتطل على خليج فلورا حيث تصطف المطاعم والمقاهي والفنادق كما تضم معالم تاريخية فريدة ومزارع لأشجار الزيتون.
ساراندي
ساراندي مدينة ساحرة ومثالية للاستجمام حيث تتألق بأروع الشواطئ والجزر التي توفر الاسترخاء وممارسة السباحة كما تضم معالم أثرية رومانية ومعالم عثمانية وتتمتع المدينة بطابع عثماني مميز
دهيرمي
دهيرمي جنة عشاق الرومانسية فهي مدينة متألقة بالمنتجعات والشواطئ المثالية للرياضات المائية والطبيعة الخلابة حيث السلاسل الجبلية والشلالات والمروج بالاضافة المعالم الأثرية والتاريخية مثل الحي الأثري.
شكودرة
شكودرة أو شكودار من المناطق ذات الطبيعة الخلابة حيث تقع على الحدود مع الجبل الأسود وهي تتألق بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية مثل قلعة روزافا التي تعود الى العصور الوسطى وتقدم مشهد بانورامي للمدينة.
كما تعتبر شكودرا المركز الثقافي والتاريخي في ألبانيا حيث تضم العديد من قاعات العروض الفنية ودور المسرح ووجهات التسوق والمطاعم والمقاهي الرائعة.
الريفيرا الألبانية
صحيح أن ألبانيا ترتبط عادة بالقلاع الرائعة والآثار القديمة، لكن البلاد أيضا وجهة مرغوبة لعشاق الشاطئ الذي يمكن أن يكون بديلا مناسبا لمساحات أكثر شعبية من الساحل إلى الشمال والجنوب.
إن سر شواطئها ذات الطراز المتوسطي واضح، إذ تجذب الريفيرا الألبانية مئات آلاف السياح كل عام، ممن يقصدونها من أجل الاسترخاء على الرمال الذهبية والاستمتاع بالمياه الفيروزية.
مع 450 كيلومترا ساحلية ممتد على شواطئ البحر الأدرياتيكي من الجبل الأسود إلى الساحل الأيوني، ثمة سلسلة كاملة من الشواطئ في ألبانيا، ولكل منها طابعه الخاص وجاذبيته.
إذ تُعرف الريفيرا الألبانية محلياً باسم بريغو، وهي امتداد للساحل على طول البحر الأيوني الشمالي الشرقي الذي يمر عبر فلور وساراندا في جنوب غرب البلاد، وصولا إلى حديقة بوترينت الوطنية والحدود مع اليونان. وهذا الجزء من الساحل هو موطن لأجود الشواطئ في البلاد، إضافة إلى مجموعة أشياء أُخرى للقيام بها، ومنها العجائب الطبيعية المتمثلة بالكهوف والينابيع تحت الماء، والقرى الساحلية الجذابة، والمناظر الخلابة لبساتين الزيتون، والآثار القديمة







