كوبنهاجن – د.جمال المجايدة : زرت مدينة كوبنهاجن العاصمة الدنماركية خلال الفترة من 3 – 8 سبتمبر 2023 بدعوة من وزارة الخارجية الدنماركية للاطلاع على اخر التطورات التقنية والعلمية في صناعة الغذاء وتغيرات المناخ واستعدادت الحكومة هناك للمشاركة في مؤتمر COP 28 بدبي نوفمبر المقبل .
عقب وصولي الى كوبنهاجن قادماً من لندن , وبعد استراحة قصيرة في الفندق تجولت في شوارع المدينة برفقة الزملاء , ايمان بوناقة المستشارة التجارية بالقنصلية الدنماركية في دبي و د. شريف الباسل مدير تحرير جريدة الفجر وحسين المناعي نائب رئيس جمعية الصحافيين بدولة الامارات .
لاحظنا ان كوبنهاجن تجمع مابين التراث الدنماركي الاصيل والمعاصرة والحياة الحديثة الى جانب التقاليد العريقة وتضم العديد من المعالم السياحية الأكثر شعبية و الحدائق المميزة، والتماثيل التاريخية، ويعود تاريخ المدينة إلى عام 1043 ، وهي مليئة بالمعالم التاريخية والمباني الهامة والمعالم السياحية والمتاحف المثيرة للاهتمام.
العاصمة كوبنهاجن هي من المدن السياحية البارزة التى تفد إليها أعداد كبيرة من السياح بصفة مستمرة من اجل السياحة في الدنمارك نظراً لما تحتوى عليه من أماكن طبيعية جميلة و شواهد تاريخية رائعة و متاحف غنية بالثقافة و المعرفة كما أن المدينة لديها بنيها تحتية ممتازة تنعم بالامان والاستقرار .
فستجد فيها فنادق تخدم أحتياجاتك على أعلى مستوى بالإضافة إلى تشكيلة رائعة من المطاعم و المقاهى المميزة ووجود عدد كبير و متنوع من مختلف المحلات التجارية التى تلبى كافة متطلباتك و المدينة محاطة أيضا بمجموعة من أفضل الأماكن السياحية التى تقع خارجها لذا فهى جميلة من الداخل و من الخارج مما يجعلها واحدة من المدن التى يمكن أن تختارها لتكون وجهتك السياحية القادمة .
وسط كوبنهاجن
تعد كوبنهاغن مدينة طموحة ولديها الكثير مما يمكن استكشافه بدءاً بالتصميم المذهل للمدينة المستوحاة من الفن الاسكندنافي الأنيق، ويوجد في وسط كوبنهاجن الكثير من السحر (المباني التاريخية ومناطق التسوق المخصصة للمشاة).
تضم كوبنهاجن مجموعة كبيرة من أماكن الجذب للاستكشاف وتشمل أبرز المعالم المعرض الوطني الضخم للدنمارك، و”Designmuseum” و”Nationalmuseet” والمجموعات الملكية لـ “De Kongelige Stalde“. ويمكن التنقل بجميع أرجاء المدينة بسهولة بفضل شبكة النقل العام الممتازة في المدينة، كما تعتبر الشوارع آمنة لراكبي الدراجات من جميع مستويات المهارة، كما تتوفر مع خدمات مترو الأنفاق على مدار 24 ساعة مما يجعل من السهر في المدينة أمراً ممتعاً.
تعتبر العروض الثقافية لكوبنهاغن غنية وانتقائية من كنوز الفايكينغ في قصر الأمير السابق إلى الكراسي الدنماركية البارزة في مستشفى باروكي، وتمتلئ القصور الملكية بالفنون وجواهر الدم الزرقاء، وتحتوي على أكبر مجموعة في العالم من لوحات العصر الذهبي الدنماركي، إلى جانب أرقى وأجمل المنحوتات المصرية القديمة في شمال أوروبا، ومجموعة الفن الإسلامي في اسكندنافيا الموجودة في قصر كلاسيكي لأحد جامعي التحف.
نيهافن:
تجوليا في نيهافن والتقطنا الصور التذكارية في ذلك المكان الرائع للسياح المحليين والدوليين على مدار العام ’ فهي تعتبر المكان المثالي لإنهاء يوم طويل في أحد المطاعم العديدة التي توجد في المنطقة، وقد كانت نيهافن ميناء تجاري مزدحم حيث ترسو عليه السفن من جميع أنحاء العالم، و كانت المنطقة مليئة بالبحارة والحانات ومنازل الصيد، واليوم تم تجديد المنازل القديمة ويحتوي الميناء القديم على الكثير من المطاعم المتنوعة، والمنزل رقم 9 هو أقدم منزل في المنطقة ويعود إلى عام 1681،
في ذلك المكان الجميل المحاط بالبحر والجمال الطبيعي والمباني الملونة امضينا بعضا من الوقت في واحدة من اجمل التجارب السياحية، هي جولة في القارب في اقنية كوبنهاجن للتمكن من التعرف عن كثب الى ارجاء العاصمة.
– حدائق تيفولي: مررنا بحدائق تيفولى الشهيرة و هي ملاهي للصغار والكبار، ولقد تأسست الحديقة في عام 1843 وأصبحت كنزا وطنيا وجاذبية سياحية، ولقد زار الحديقة الكثير من المشاهير مثل هانز كريستيان أندرسن كاتب الحكاية الخيالية عدة مرات، كما زارها والت ديزني والعديد من المشاهير الآخرين، وتحتوي الحديقة على بعض المباني المعمارية التاريخية والحدائق الخضراء المورقة وفي الليل يتم فتح الآلاف من الأضواء الملونة التي تخلق جوا فريدا من نوعه.
– الحورية الصغيرة: يقع التمثال في واحدة من مناطق الجذب السياحي الأكثر شهرة في كوبنهاغن، تم صناعة التمثال في 23 أغسطس 1913، وكان تمثال ليتل ميرميد هدية من صانع البيرة الدنماركية كارل جاكوبسن إلى مدينة كوبنهاغن، وهو تمثال مصنوع من البرونز والجرانيت، وقد استوحى من حكاية هانز كريستيان أندرسن الخيالية حول حورية البحر التي تخلت عن كل شيء لتعيش مع الأمير التي أحبته على الأرض، ولقد تعرض التمثال للتخريب أكثر من مرة، وفي كل مرة يتم إنقاذها واستعادتها، حتى تتمكن من البقاء في مكانها بالماء لكي ترحب بالمسافرين في ميناء كوبنهاغن.
– قلعة كرونبورج: تعتبر القلعة الدنماركية الأكثر شهرة، فقد اشتهرت في جميع أنحاء العالم من خلال قصة هاملت لشكسبير، وكانت القلعة من أكبر الحصون التي تعمل لحماية الأراضي الدنماركية من الزوار غير المرغوب فيهم وكانت موطنا للعائلة المالكة حتى أواخر القرن الخامس عشر، ويمكن للزوار التجول في القلعة، وهي عبارة عن نصب تذكاري مثير للإعجاب، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
– قصر كريستيانسبورج: يتم استخدام أجزاء من القصر من قبل العائلة المالكة لمختلف المناسبات والفعاليات، وتشمل غرف الاستقبال الملكية حيث يتم استقبال السفراء الأجانب إلى الدنمارك من قبل الملكة، ويتميز القصل بالمفروشات الفريدة، وتعتبر القاعة الكبرى هي الغرفة الأكثر نفوذا في القصر فهي تحتوي على مفروشات الملكة.
– قصر أمالينبورج: هو واحد من أقدم القصور الملكية في العالم، تحيط بساحة القصر تمثال الملك فريدريك الخامس الذي يعود إلى عام 1771 ، ويتكون القصر من أربعة مبانٍ متطابقة هي: قصر كريستيان السابع المعروف أيضاً باسم قصر مولتكي والذي يُستخدم كمقر للإقامة الملكية، وقصر فريدريك الثامن والمعروف أيضاً باسم قصر بروكدورف وهو مكان لإقامة عائلة ولي العهد، وقصر كريستيان التاسع المعروف أيضاً باسم قصر شاك وهو مقر الملكة، وقصر كريستيان الثامن المعروف أيضا باسم قصر Levetzau، يستخدم كقصر ضيف للأمير جواكيم، يوجد في هذا المبنى متحف أمالينبورج.
شارع “نوربرو”
إذا اردتم التعرف عن كثب الى وجه المدينة ونمط حياة السكان فيها، لا بد من التوجه الى الجزء الشمالي منها وتحديدا الى هذا الشارع الذي يعتبر من الاشهر في العاصمة. حي سكني، يعج بالمقاهي والمتاجر والطلاب. يعود تاريخ بنائه الى القرن الثامن عشر. حينذاك كان الهدف منه ان يشكل سدا منيعا في وجه الحرائق. مع الوقت تحوّل واحدا من أهم الشوارع النابضة بالحياة اذ يشكل ملتقى للجميع.
متحف ديفيد زاملينغ:
أحد اكبر المتاحف المتخصصة بالفن الاسلامي والشرق اوسطي في شمال اوروبا. متحف للفنون الجميلة والتطبيقية، بني انطلاقا من مجموعة خاصة تعود الى المحامي، رجل الاعمال سي. أل. ديفيد. يشتمل على مجموعة واسعة من المخطوطات والرسوم التشكيلية واواني السيراميك والمجوهرات والاسلحة التي تعود الى الفترة الممتدة من القرن الثامن الى القرن التاسع عشر ومن بينها، خنجر مرصع بالياقوت وأبخرة مصرية قديمة من الكريستال الصخري. يحتوي المتحف أيضا على أعمال فنية تنتمي الى العصر الذهبي الدنماركي، الى جانب مجموعة صغيرة من الفن الدانماركي الحديث.
في ختام تلك الجولة لابد من القول ان كوبنهاغن تعتبر من الوجهات الأصيلة ، لأنها مدينة لا تشبه إلا ذاتها! كأنها بوتقة تنصهر فيها المتاحف والقصور والتصاميم المميزة وآخر صيحات الموضة والكثير من المطاعم الحائزة نجمات ميشلان، في موازاة رزنامة طويلة للأحداث والمهرجانات الثقافية والحفلات الموسيقيةعلى مدار العام . كما ان كوبنهاجن تمزج بين الروح المفعمة بالحيوية والمرح مع جمال المدينة المعماري المذهل، من القلاع الملكية إلى القنوات الجميلة والمباني المبنية بالطوب المميز، بالإضافة إلى تراثها الثقافي الغني. إن مجرد المشي (أو ركوب الدراجات) حول شوارع كوبنهاجن المرصوفة بالحصى والأحياء الغنية بالألوان يعد متعة في حد ذاتها،







