دبلن – د. جمال المجايدة :
قضاء الاجازة في ايرلندا له طعم خاص , فالزائر لايدري كيف يمر الوقت وهو يتابع بشغف ملامح حضارتها العريقة وطبيعتها الساحرة وحياتها البسيطة، حيث تشتهر بآثار الحضارة السلتية وقلاع ومنازل العصور الوسطى التي تعطي الجزيرة جماليتها وفخامتها.
متعة السياحة في تلك الجزيرة الساحرة علي مياة الأطلسي تكون عادة في فصل الصيف لروعة المناخ هناك .
لقد سميت إيرلندا “أرض القديسين والعلماء”، ويتركز الإرث الأدبي لإيرلندا في العاصمة دبلن التي تنفح منها رائحة التاريخ من جهة وتعج بحيوية الشباب من جهة أخرى. وفي شوارع “غرافتون” يجد السائح أنماط معمارية مختلفة من العصور الوسطى ومن القرن الثامن عشر وكذلك فن العمار المعاصر، ويعكس هذا التناغم قصة نجاح كبيرة.
تتميز إيرلندا باقتصادها المتنامي وخدماتها المالية وبموسيقاها ووجود عدد كبير من شريحة الشباب في مقاهيها ومطاعمها وأهم مناطق التجمع الشبابية التي لا بد من زيارتها هي “تيمبل بار”.
وتعد جامعة “ترينيتي كوليج” في دبلن من أهم أماكن السياحة وهي تحتوي مخطوطة “كيلز” الشهيرة التي كان قد كتبها رهبان من القرن التاسع الميلادي. وعند الخروج من “ترينيتي كوليج” يستطيع الزائر رؤية تمثال “مولي مالون” الذي يعتبر أيقونة حظ.
ومن تمثال “مولي مالون” يمكن الاتجاه مباشرة إلى السوق حيث يمكن شراء الهدايا من أشهر البضائع الإيرلندية مثل الكنزات الصوفية السميكة بتطريزها التقليدي، وأقمشة اللينين الإيرلندية وكريستال “واترفورد” وقماش الـ “تويد” الشتوي المميز.
وتشتهر إيرلندا بأبنائها ممن كانوا مشاهير الأدب الإنكليزي مثل: جورج برناردشو وييتس و جيمس جويس وصموئيل بيكيت، ويصادف هذه السنة الذكرى الـ 150 لكل من صموئيل بيكيت وجورج برناردشو.
الصيف في دبلن
ويشهد موسم الصيف في دبلن مهرجانات عديدة مما يعزز أهمية التراث الموسيقي في إيرلندا حيث يمكن للسائح سماع موسيقى إيرلندية فقط على اختلافها أثناء وجوده في هذه “جزيرة الأميرالد”. أما القرى والبلدات الصغيرة فتبعد مسافة نصف ساعة عن مركز المدينة وهي لا تقل روعة عنها.
ولابد من زيارة شواطئ دينغل وإيفيراغ، بالإضافة إلى قرية تدعى “كينسيل” المشهورة بمطبخها الإيرلندي اللذيذ. ويمكن رؤية العديد من التجمعات الموسيقية غير الرسمية من عازفي الكمان إلى عازفي الناي وطبعاً عازفي القِرَب التقليديين.
ولمحبي الرياضة، تُقام في إيرلندا أهم الأحداث الرياضية لسباق الخيول مثل أسبوع “غالواي ريس” في نهاية شهر يوليو وعرض “دبلن هورس” للخيول في بداية شهر أغسطس.
كما تعد إيرلندا المقصد الرئيس لممارسة الغولف في أوروبا بمساحاتها الخضراء الشاسعة المخصصة للعبة وامتداها على أجمل الشواطئ في العالم. وتعتبر بولبونين في “كونتري كيري” أكثر أماكن الغولف المفضلة لدى لاعب الغولف الشهير توم واتسون، وأما “رويال بورترش” في شمال إيرلندا فهي المفضلة لدى لاعب الغولف الشهير تايغر وودس الذي أصبح رمزاً للعبة. بالإضافة إلى العديد من ملاعب الغولف المذهلة.
وقد كانت السنة الفائتة مهمةً جداً لمحبي لعبة الغولف، حيث أقيمت منافسة “رايدر كوب” الـ36 في إيرلندا في ملاعب غولف متعددة. كما توجد ملاعب أخرى خاصة للمبتدئين أو غير المحترفين في دبلن وتكون أقل كلفة.
وإذا لم يمتلك الزائر المتسع من الوقت في إيرلندا، فلا بد أن يتجه إلى دبلن و المنطقة الشرقية الجنوبية على الأقل، ولا بد من زيارة جزر “آران” وغرب إيرلندا حيث لم تتغير المنطقة منذ عصور مما يعطي السائح إحساساً بالسكينة التي تحدث عنها الشاعر ييتس في شعره “ذا لايك آيل أوف إينيسفري”.
الاستجمام في إيرلندا
بدأ مفهوم الاستجمام من قرية صغيرة في بلجيكا اسمها “سبا” وأصبح هذا الاسم يطلق بكل اللغات الأجنبية على أي مكان فيه ينابيع معدنية تُتخذ علاجاً لبعض الأمراض، ثم أصبح الاسم يطلق على الأماكن التي يقصدها الناس لإيجاد الراحة والاسترخاء بالإضافة إلى الفوائد العلاجية فيه.
أما إيرلندا ففيها أنماط مختلفة من منتجعات الاستجمام تواكب المقاييس العالمية، وقد صنفتها جمعية المنتجعات العالمية إلى ثلاثة أنماط هي: منتجعات المياه المعدنية والمنتجعات البحرية ومنتجعات الراحة والاسترخاء.
يصل عدد منتجعات إيرلندا على اختلاف أنواعها إلى 45 منتجعاً معترف بهم عالمياً لدى منظمي العطلات.
الأطباق الإيرلندية
تنعكس طبيعة إيرلندا ومناخها على أطباقها المميزة والتي تحوي مكونات متنوعة. ومن أكثر المكونات وفرة في إيرلندا لحم البقر ومنتجات الألبان، وأما المكونات التقليدية فهي لحم العجل والمأكولات البحرية التي يتم اصطيادها من خليج “دبلن بيه” مثل القريدس والمحار وكذلك السالمون القادم من “جالويه”.
وقد قدمت إيرلندا أفضل الطهاة المحترفين في العالم مثل “ميرتل آلان” و”ريتشارد كوريغان” و”مايكل دين” و”بول رانكين” و”دارينا آلن” الذين يكمن سر نجاحهم في اتباعهم فلسفة اختيار المكونات الجيدة التي تحتوي على الخيرات الطبيعية.
وقد اختارت الاختيارات السياحية “ذا ترافيل كوليكشن” مجموعة من مدارس الطهي المعروفة التي تقدم دورات تدريبية قصيرة وطويلة الأمد ما يجعل العطلة في إيرلندا أكثر متعة لمن يحب تعلم فنون المطبخ.
حقائق عن ايرلندا
تقع إيرلندا بين المملكة المتحدة والمحيط الأطلسي وتمتد مساحتها على ما يقارب 480 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب ومساحة 275 كيلومتراً من الشرق إلى الغرب ما عدا بعض الجزر الصغيرة الممتدة على الشاطئ هنا وهناك.
وقد قسمت جمهورية إيرلندا عام 1922 إلى 26 مقاطعة، أما إيرلندا الشمالية فقد قسمت إلى 6 مقاطعات وهي جزء من المملكة المتحدة. ويبلغ عدد سكان جمهورية إيرلندا 3.7 مليون نسمة، حيث تضم دبلن 480,000 منهم.