خان يونس بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد وعرفت كمدينة تاريخية بعد بناء قلعة برقوق

أنت الآن تشاهد خان يونس بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد وعرفت كمدينة تاريخية بعد بناء قلعة برقوق

خاص لموقع اخبار السياحة الخليجية : يرجع بعض الكتاب والمؤرخين أن مدينة خان يونس الفلسطينية بنيت على أنقاض مدينة قديمة كانت تعرف باسم جنيسوس Jenysus ذكر هيرودتس أنها تقع جنوبي مدينة غزة في القرن الخامس قبل الميلاد .

 ولم تعرف خان يونس بشكلها الحالي أي بعد بناء القلعة إلا في القرن الرابع عشر الميلادي عندما أنشأ الأمير يونس النوروزي الداوادار قلعة في هذا الموقع لخدمة التجار والمسافرين وبنيت القلعة على شكل نزل ولذلك أطلق عليها الخان، أقام يونس هذا الخان عام 789هـ /1387م على شكل قلعة حصينة متينة الأركان عالية الجدران ولا يزال بعض أبراجها قائماً .

كانت القلعة أشبه بمجمع حكومي كامل، وكانت تقيم فيه حامية من الفرسان وفيها مسجد تطل مئذنته من فوق سور القلعة، وقد حفر بداخل القلعة بئر للمياه وأقيم فيها نزل للمسافرين وإسطبل للخيول وعلى أسوار القلعة الخارجية أربعة أبراج، وقد أنجز بناء القلعة في عام 789هـ / 1387م. ويبدو أنه بعد مرور نحو ثلاثمائة عام على إنشاء القلعة استطابت إحدى الحاميات الإقامة فيها مع أسرها ثم جاء آخرون وسكنوا خارج الأسوار حيث أنهم كانوا يتعاملون مع القوافل ويتبادلون المنافع والسلع والخدمات وبذلك نشأت النواة الأولى لمدينة خان يونس.

ومن أشهر سلاطين المماليك البرجية الذين لهم علاقة بنشأة خان يونس الملك الظاهر سيف الدين برقوق (1382م – 1398م) وهو أول السلاطين البرجية الذين اهتموا بالشعائر الدينية، فأقام قلعة خان يونس ومسجداً فيها لحماية قوافل الحجاج التي تمر من هناك إلى الحجاز براً، وقد اهتمت الدولة العثمانية بتحصين القلعة لضمان استتباب الأمن على طول الطريق بين غزة والقنطرة فأصبحت خان يونس ملاذاً للمسافرين ومركزاً للتجار وتجمع فيها السكان للانتفاع بموقعها التجاري.

لا تختلف خان يونس عن بقية المدن الإسلامية الأخرى من حيث أسباب النشأة، فهي تجمع بين العوامل التجارية والعسكرية والزراعية وهذه العوامل هي النواة للبنة الأولى في بناء المدينة.

يرجع الفضل إلى العرب في عملية استيطان خان يونس وما جاورها من قرى الإقليم ولا بد من القول أن عدد العرب في بلاد الشام – ومنها فلسطين – قد نما بفعل الزيادة الطبيعية والهجرة المتتابعة وكانت الأجزاء الجنوبية من فلسطين ومنها إقليم خان يونس ملجأ العرب منذ أيام بعيدة قبل الإسلام وقد استقر العرب القادمون مع الجيوش الإسلامية الفاتحة في كثير من مدن فلسطين، وكان يغلب عليهم القبائل القحطانية المنسوبة إلى سام أبي العرب، وذكر اليعقوبي أن سكان جنوبي فلسطين أخلاط من العرب من لحم وجذام وعاملة وكندة.

فلسطين في عهدها الكنعاني العربي

نزل المعينون تجاراً على فلسطين في عهدها الكنعاني العربي وكانت لهم دولة مزدهرة في اليمن بين عام 1300 – 630 ق. م. وكانت قوافلهم تنقل السلع والبضائع من جنوبي بلاد العرب إلى شواطيء البحر المتوسط الجنوبية، ومما لا شك فيه أن بطوناً معينة غزت جنوبي فلسطين وكونت لها دولة في منطقة غزة وحافظت على كيانها إلى عهد لاسكندر الأكبر.

وقد تتابع استقرار القبائل العربية قبل الإسلام وبعده في إقليم خان يونس الذي يشكل الحافة الغربية لصحراء النقب حيث تتوافر فيه مقومات الاستقرار، ويمكن أن نذكر القبائل العربية وسلائلها التي استقرت في إقليم خان يونس .

لعبت خان يونس دوراً هاماً في جذب السكان

لقد لعبت خان يونس دوراً هاماً في جذب السكان للاستقرار فيها بحكم موقعها على حافة الصحراء وكذلك لأنها في الطرف الجنوبي لسهل فلسطين الساحلي، غير أنها بسبب موقعها المتوسط بين غزة ورفح كانت بمثابة جسر عبور أو نقطة انتقال لنقاط أخرى وبمعنى آخر كانت المحطة الأولى من محطات الاستقرار المؤدية في النهاية إلى غزة أو رفح، وقد أدى الضغط السكاني المرتفع على الموارد الزراعية لخان يونس في الماضي إلى توجه بعض مواطني خان يونس نحو أراضي رفح الزراعية بغرض استغلالها مع بقائهم في خان يونس، أي أنهم كانوا يأتون إلى رفح في أوقات المواسم الزراعية ثم يعودون إلى بلدهم حالما تنتهي تلك المواسم إلا أنهم أخيراً بنوا لهم منازل في رفح واستقروا فيها بالقرب من أراضيهم الزراعية، ومن أمثلة عائلات خان يونس التي استقر بعض أفرادها في رفح عائلات زعرب والشاعر وبربخ وأبو ظهير والبيوك.

مجتمع اصيل

عُرف أهل خان يونس بتمسكهم بعاداتهم العربية والإسلامية فهم كرماء لضيوفهم محافظون على تقاليدهم وعاداتهم التي هي أقرب إلى عادات البدو أو الريفيين منها لعادات أهل المدن، ولأفراد عائلات خان يونس دواوين يجتمعون فيها ويتبادلون الزيارات فيما بيتهم فيها أيضاً وإذا كانت تدل على شيء فإنما تدل على الروابط القوية التي تربط بين أفراد العائلة الواحدة، ولا نستغرب إذا علمنا أن أفراد العائلة الواحدة يميلون للتجمع السكني بجوار بعضهم البعض بحيث أن من الطبيعي أن نجد نوعاً من التركز العشائري في أحياء معينة تتخذ نفس اسم العشيرة، وعلى سبيل المثال تتركز عائلات الأغا والفرا والمجايده وشراب في وسط المدينة وتتركز عائلة الأسطل في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة وعائلة العقاد في الجزء الشمالي وعائلتا البيوك والشاعر بالجزء الجنوبي وعائلتا النجار وزعرب في الجزء الجنوبي الغربي، غير أن هذا التركز أخذ يخف منذ عام 1948م نتيجة سكنى بعض العائلات من اللاجئين الفلسطينيين وكذلك سكنى بعض العائلات الصغيرة الأخيرة من أبناء خان يونس الأصليين داخل الأحياء التي تتركز فيها العائلات الكبيرة والتي تحمل أسماء هذه العائلات.

أحياء مدينة خان يونس وبعد عام 1948م قامت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين وتشغيلهم بإنشاء معسكر اللاجئين الفلسطينيين في الطرف الشمالي الغربي من المدينة وذلك فوق الكثبان الرملية التي تمتد بين المدينة وشاطئ البحر ويضم هذا المعسكر خليطاً من أبناء اللاجئين الذين هاجروا من بلادهم الأصلية في فلسطين واستقروا في خان يونس ومما يسترعي الانتباه ذلك التوزع السكاني القائم على أساس بلد المنشأ الأصلي داخل المعسكر، إذ نجد أن أنباء البلد الواحد يجتمعون سوياً للسكنى مع بعضهم في إحدى مناطق المعسكر فهناك منطقة المجادلة التي تضم عائلات متعددة من أبناء المجدل وعسقلان، وهناك منطقة البدارسة التي تضم عائلات متعددة من أبناء الجورة وهناك منطقة تضم عائلات متعددة من أبناء الجورة وهناك منطقة تضم عائلات لكل من أبناء السوافير وحمامة وهكذا بالنسبة للقرى الأخرى، وقد تتجمع أسر تنتمي إلى عشيرة واحدة في إحدى مناطق المعسكر كما هو الحال بالنسبة لعشيرة الحطوب وعشيرة النبارصة وعشيرة القطاطوة وعشيرة آل أبو مصطفى وغيرها من العشائر، وتجدر الإشارة إلى أن معظم العائلات المقيمة في معسكر اللاجئين بخان يونس تعود أصولها إلى قبائل عربية استقرت في فلسطين منذ قرون عديدة واضطرت إلى الهجرة من ديارها اثر حرب عام 1948م والاستقرار في خان يونس.