موريش .. مدينة القلاع والقصور التاريخية !

أنت الآن تشاهد موريش .. مدينة القلاع والقصور التاريخية !

رومانيا – د.جمال المجايدة : خلال جولتنا بالسيارة في المدن والقرى الرومانية التي تحيط بها جبال ” الكرباتس ” مررنا بمحافظة موريش، وأقمنا في احد فنادقها ليلة واحدة للاستراحة ومواصلة الرحلة باتجاه ترانسلفاينا حيث الطبيعة والجبال الشاهقة والقصور  والقلاع التاريخية .

هذه المحافظة كل أنواع التضاريس، لكنها بدون شاطىء على البحر، والقادم اليها من  من بوخارست باتجاه براشوف، سيتوقف حتماً في بلدتي ساسكيز وسيغيشوارا، المحصنتين، في منطقة  ترانسلفانيا اللتين ما زالتا تحتفظان حتى اليوم بالسحر الخاص للأيام الغابرة.

وتشتهر محافظة موريش بالقلاع والقصور التاريخية، حيث أن كثيراً منها في مرحلة الترميم والتجديد . وهي في الوقت نفسه تمثل مكاناً متعددة الثقافات، ويبرز هذا من خلال التقاليد والحرف اليدوية.

في وسط  بلدة ساسكيز  يمكنكم الاستمتاع بأطلال القلعة الريفية. الطريق الجبلي المتعرج إلى الأعلى غير مريح إطلاقاً، لكن المنظر الذي سيظهر أمامك مباشرة بعد وصولك إلى هناك يستحق هذا الجهد. وبعد ذلك نتوقف في سيغيشوارا، البلدة المحصنة المسكونة، بشوارعها ومنازلها التي تبدو مثل القصص الخيالية. كما أنها مكان لبعض الأنشطة الثقافية المعروفة، مثل: مهرجان سيغيشوارا للقرون الوسطى، ومهرجان تطوير الأقليات، وهو المهرجان الوحيد في البلد الذي يجمع بين ممثلي جميع الأقليات القومية.

على بعد ثلاثة عشر كيلومتراً من سيغيشوارا، تنتظركم قرية كريش كنموذج لقومية الساسكسون، حيث توجد قلعة  بيتلين التي تدل عن ولادة الأسلوب المعماري لمنطقة ترانسيلفانيا من جديد، والمبنية بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر.

ومن هناك نتجه نحو بلدة سوفاتا، حيث توجد بحيرة أورسو (أي الدب)، الفريدة من نوعها، وهي أكبر بحيرة مالحة وحارّة في قارة أوروبا، بمساحة تزيد عن أربعين ألف متر مربع ومحيط يزيد عن ألف ومائة متر”.

صيد السمك  

إذا كنتم من عشاق صيد السمك، يمكنكم التوقف في قرية كيمبو تشيتاتسي (أي سهل القلعة) بالقرب من سوفاتا. هنا يمكنكم تذوق أطباق السمك الطازج التي اصطدتموها بأنفسكم. إذا لم يكن لديكم أدوات لصيد السمك، فلا توجد مشكلة، حيث توفر لكم الأماكن المختلفة في المنطقة أفضل المنتجات التقليدية. وهنا فقط في كيمبو تشيتاتسي، يوجد العرض الوحيد لمناطيد الهواء الساخن في رومانيا،

مباني تاريخية

نصل بعد رحلتنا الطويلة إلى مدينة موريش قلب محافظة تيرغو موريش، حيث توقفنا في مركز المدينة. المباني التاريخية تتحدث هنا عن الماضي متعدد الثقافات لمدينة الورود.

شاهدنا اثنين من المباني الوطنية الأكثر تمثيلاً لأسلوب الفن الحديث، وهما قصر الثقافة والقصر الإداري، واللذان يُظهران بدايات انفصال ترانسلفانيا. في تيرغو موريش، هناك أيضاً قصر كورنيشت، وهو مكان لتمضية وقت الفراغ في الطبيعة، كما يمكنكم زيارة حديقة الحيوانات، وهي الثانية من حيث الحجم في رومانيا. أما في الموسم الدافئ فيمكنكم أخذ حمّام شمسي والسباحة في مجمّع موريش الرياضي، الذي يضم ثلاثة حمامات سباحة في الهواء الطلق، وواحداً مغطّى، وبحيرة اصطناعية لركوب القوارب”.

في صباح اليوم التالي تمكننا من الذهاب من تيرغو موريش باتجاه ريغين، مدينة صنع آلات الكمان، ونقطة الانطلاق لزيارة المحميات الطبيعية في جبال كاليمانيشت.  

“في هذه المحمية يمكنكم، بجانب المناظر الطبيعية الرائعة، اكتشاف أكثر من مائة كهف من مختلف الأحجام، كما يمكنكم الذهاب أيضًا إلى وادي غورغيول، ومنزل الصيد الخلاّب في بلدة لابوشنا. وإذا اخترتم وادي موريش في منطقة برينكوفينيشت، فإن قلعة كيميني، التي بنتها عائلة وسمّتها باسمها، في انتظاركم بالقرب من الطريق السريع الخامس عشر بين  بلدتي ريغين وتوبليتا.

إذا كنتم من محبي أماكن سرد القصص، فهناك قلعة مميزة جداً، كان يمتلكها للسفير النمساوي- المجري في روسيا، وهي حالياً مدرجة في قائمة المعالم التاريخية,

“في المنطقة السهلية، باتجاه مدينة كلوج نابوكا، ينتظركم تجمع كبير من زهور الفاوانيا (أو عود الصليب) البرية، كما يمكننا التوقف عند قلعة مهمة أخرى، هي قلعة أوغرون، التي تعرف أيضاً باسم بقلعة السهول، كما تسمىّ أيضًا بقلعة التقويم. والتي تحتوي على ثلاثمائة وخمسة وستين نافذة، وأربعة أبراج، بنفس عدد الفصول، واثنتين وخمسين غرفة، على عدد الأسابيع في سنة واحدة، وسبعة شرفات، على عدد أيام الأسبوع، واثنتي عشرة قاعة، التي تمثل أشهر السنة. كمت يمكنكم أن تجدوا هنا قصة حب مرتبطة بهذه القلعة، حب غير مكتمل بين مالك القلعة وأميرة روسية”.