بوكوفينا – د.جمال المجايدة : خلال جولتنا في منطقة بوكوفينا شمال رومانيا قمنا بزيارة ” دير دراغوميرنا ” الذي يقع خارج حدود المدينة وعلى بُعد 25 دقيقة من مركزها، لكنه يُعدّ من المزارات الحيوية في المنطقة، وذلك بفضل أصوله التي تعود إلى بدايات القرن السابع عشر الميلادي وواجهته الحجرية وجدرانه التي تُعتبر الأطول في المنطقة ولوحاته الجدارية المثيرة للإعجاب وهيكله الخارجي المميّز، إلى جانب وقوعه في منطقة طبيعية وسط كروم العنب ومزارع التفاح وهي منطقة ذات أجواء منعشة تبعث على الراحة والاسترخاء .
تم بناء ” دير دراغوميرنا ” بعد أديرة بوكوفينا في بداية القرن الـ17، وهي تبعد حوالي 15 كيلومترًا من سوتشافا، وقد بني الدير الشهير في تلال البلوط والصنوبريات خلال فترة الغارات العثمانية وهو ما يفسر دعائمها وجدرانها الدفاعية العالية التي تعتبر الأطول في منطقة بوكوفينا، ويتميز الدير ايضاً بمزيج من العمارة البيزنطية والقوطية، وفي الداخل تتزين باللوحات الجدارية القيمة .
ويذكر ان سوتشافا هي أكبر مدينة في مقاطعة سوتشافا، وتقع في قلب منطقة بوكوفينا شمال شرق رومانيا وعلى مفترق طرق وسط وشرق أوروبا، وهي تُعتبر واحدة من أغنى المدن تاريخياً في رومانيا، وينعكس ذلك في مبانيها القديمة والأديرة المطلية الشهيرة، وقد أصبحت سوتشافا نقطة انطلاق ممتازة للرحلات إلى العديد من المعالم التاريخية والثقافية والطبيعية التي يمكن للمسافرين الاستمتاع بها في منطقة بوكوفينا المغطاة بغابات الزان، إذ تحتوي المدينة على بعض مناطق الجذب الجديرة بالزيارة، بما في ذلك كنيسة القديس جورج، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ومتحف بوكوفينا الإثنوغرافي الذي يعرض مجموعة الأزياء الشعبية القيّمة ومعروضات العناصر التقليدية، كما تضم المدينة العديد من التلال الخلابة والأنهار الجارية، مما يمنح الزوار فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة والانغماس في ثقافة وتاريخ الشعب الروماني . كانت مدينة سوتشافا عاصمة إمارة مولدافيا في القرون الوسطى حتى عام 1565، وهي نقطة انطلاق جيدة لاستكشاف المعالم السياحية التاريخية والثقافية والطبيعية في منطقة بوكوفينا أبرزها الكنائس الثمانية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتتمتع سوتشافا بالعديد من معالم الجذب السياحي الخاصة بها والتي تشمل عدداً من المتاحف المتنوعة التي تعرض التاريخ والإثنوغرافيا والفن الشعبي بالإضافة إلى بعض الكنائس القديمة والقلعة التي لا تقهر .




