بوكوفينا – رومانيا – د.جمال المجايدة : قبيل مغادرتنا بوكوفينا الرائعة متجهين الى ترانسلفانيا ذات الجبال الشاهقة التي تلامس السحاب قمنا بزيارة متحف البيض المزخرف في مدينة فاما ، حيث توجد أكثر من 16 عشر الف بيضة مزركشة بمختلف الالوان , حوالي ستة آلاف و خمس مئة منها ، تم إحضارها من اثنتين و ثمانين دولة من قارات الكرة الأرضية الست.
البروفيسورة ليتيتسيا أورشينسكي , مؤسسة هذا المتحف والحاصلة على شهادة غينيس للارقام القياسية تقول ” هنا في بوكوفينا ، في الماضي ، كان البيض يلون و يزركش بشكل بسيطً ، بعنصر مهيمن وحيد ، بألوان التربة التي توجد اليوم على الفُوَط والأزياء التقليدية ولكننا اليوم اضفنا الوان زاهية تضفي نوعاً من البهجة لكل من يشاهده .
وتمضي ليتيسيا وهي الأستاذة في فن النسج والزخرفة، من أكاديمية الفنون التقليدية في رومانيا، قائلة “في هذاالمتحف، سيكتشف الزوار البيض الذي كانت تملكه عائلتي، والذي تتراوح أعماره بين 50 و 100 سنة”.
وتقول ان الاعداد الكبيره من هذا البيض كانت ممتلئة، و لم يتم طلاؤها، الأمر الذي سمح في الوقت المناسب بإخراج البياض من خلال مسام القشور و من ثَمَّ تم تخثير الصفار داخل كل بيضة ،و تم الاحتفاظ بها في منزل تقليدي، من أجل أيام العواصف الرعدية والصواعق القوية. كما يتم وضع البيض بعد تقديسه في عيد القيامة على حواف النوافذ لاعتباره يشكل حماية للناس من الشر المحتمل قدومُه من الخارج”.
وتمضي قائلة ” أيضا ، إذا كانت في المنزل فتيات في سن الزواج ، يقال أن هذا البيض كان يحميهن من الحسد ويُعجِّل في زواجهن.”.
وتقول مساعدتها الشابة سيلفيا “في الوقت الحاضر تطورت تقنية طلاء البيض، وعلاوة على ذلك ، اعتمادا على كثافة اللون ، كانت تُعرف حالة المرأة و مركزها في بوكوفينا من خلال اللون “.
تضيف قائلة ” اللون الأحمر الفاتح يشير إلى الشابة غير المتزوجة ، والخمري نحو البني للمرأة المتزوجة ، أما اللون الاسود فيشير إلى الأرامل , في بوكوفينا سوف تجدون أيضًا تقنية الطلاء بالشمع الفريدةِ في العالم.” يزور هذا المتحف يوميا قرابة ال 200 شخص وتبلغ قيمة تذكرة الدخول 5 يورو لكن صاحبة المتحف التي خصصت فيلتها الضخمة له لاتنظر الى الربح بقدر ماتريد تحقيق شغفها بتسجيل الارقام القياسية في جمع البيض النادر من مختلف انحاء رومانيا والعالم وتزيينه والاحتفاظ به لمدة عقود طويلة قادمة حفاظاً على تقاليد وعادات بوكوفينا “.






