عندما تفكر في الإقامة في فندق، ما الذي يخلق ذكريات دائمة ويجعلك ترغب في العودة؟ قد تكون الخدمة الشخصية مثل تذكر النادل لمشروبك المفضل أو ترك فريق التدبير المنزلي هدية مميزة في غرفتك. لطالما كانت الضيافة الرائعة تدور حول صياغة التجارب، وتظل اللمسة الإنسانية لا غنى عنها.
ولكن في عام 2024، أصبح المسافرون يتوقون أيضًا إلى تجارب سلسة. يتضمن ذلك خدمات بدون تلامس، وتسجيل وصول ومغادرة سريع، وتوصيات مخصصة. في الواقع، قد تتخلف الفنادق التي لم تتبنى تكنولوجيا الهاتف المحمول طوال رحلة الضيف.
وتعد المملكة العربية السعودية، بخطة رؤية 2030، مثالًا رئيسيًا على هذا التحول التكنولوجي. حيث أعلنت سلسلة فنادق يوتيل مؤخرًا عن أول مشروع لها في المملكة العربية السعودية في أوكسجين التابعة لنيوم، والذي سيتم افتتاحه في عام 2025. ستتميز هذه المنشأة المستقبلية باستقبال آلي وتسجيل وصول بدون تلامس وأسرة ذكية تتحول من سرير مسطح إلى أريكة بلمسة واحدة، وحتى خدمة كونسيرج آلي. في حين أن بعض الضيوف قد يجدون هذا النهج حديثًا للغاية، إلا أنه يسلط الضوء على الثورة الرقمية التي تجتاح صناعة الضيافة.
فيما يلي بعض الركائز الأساسية التي يجب على الفنادق تحديد أولوياتها في التحول الرقمي:
1.فهم تفضيلات الضيوف
يلعب فهم احتياجات ورغبات الضيوف دوراً كبيراً في رضا العملاء. مع توفر الكثير من البيانات لدينا الآن، أصبح التعرف على عملائنا بشكل أفضل أسهل من أي وقت مضى. التحول الرقمي يمكن أن يأخذ هذا إلى مستوى جديد تماماً. تخيل مرتبة ذكية تتكيف مع درجة حرارتك المفضلة أو رأس دش مع إعدادات ضغط مياه قابلة للتخصيص. إلى جانب اللمسة الإنسانية، يعني هذا أن الموظفين سيكونون مجهزين بشكل أفضل لتقديم خدمة مخصصة، مما يعزز فهماً أعمق لضيوفهم.
2.تبسيط العمليات باستخدام الأتمتة
يمكن الآن أتمتة المهام اليدوية التي تستغرق وقتاً طويلاً مثل الإجابة على أسئلة موقع الويب من خلال روبوتات المحادثة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبرنامج إدارة الإيرادات دمج استراتيجيات التسعير الديناميكية وإدارة المخزون وتخصيص العروض المستهدفة لترقيات الغرف أو علاجات السبا. فقد اعتمد فندق بلازو فيرساتشي، دبي في عام 2023، الأتمتة من خلال إطلاق أول روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي في الصناعة. يقوم روبوت الدردشة هذا بتخصيص الاستجابات بناءً على سلوك المستخدم عبر الإنترنت، مما يقلل من أوقات الانتظار ويعزز دعم الضيوف. كما دخل الفندق في شراكة مع باينانس، مزود البنية التحتية للعملات المشفرة، للسماح للضيوف بتسوية المدفوعات بعملة بي ان بي والبيت كوين وغيرها.
3.الضيافة الصديقة للبيئة
تعتبر البيئة أولوية متزايدة للفنادق، ويلعب الابتكار الرقمي دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف الاستدامة. فنادق مثل روڤ وكونراد دبي تُعتبر أمثلة على استخدام التكنولوجيا الذكية لمعالجة هدر الطعام، حيث تعتمد على موازين ذكية تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي أو أنظمة إدارة المخزون. كما تساهم اللافتات الرقمية والقوائم ومفاتيح الهاتف المحمول في تقليل استخدام الورق والبلاستيك داخل عمليات الفندق. من خلال تبني هذه التقنيات، يمكن للفنادق إظهار التزامها بمستقبل أكثر خضرة واستدامة.
4.صعود الواقع الافتراضي والمعزز
أجبرت جائحة كوفيد-19 على إيقاف السفر، لكن دبي للسياحة استغلت التكنولوجيا للحفاظ على الحلم حياً بالشراكة مع تطبيق سناب شات، حيث ابتكروا عدسة مخصصة تنقل المستخدمين إلى المعالم الشهيرة مثل برج خليفة، برج العرب، برواز دبي، وشارع السيف. اليوم، يتوق المسافرون إلى الشعور بالألفة قبل وصولهم إلى وجهتهم، ويقدم الواقع الافتراضي والمعزز (VR و AR) ذلك بشكل مثالي.
يعتبر فندق دبليو دبي – النخلة وبرج العرب جميرا مثالين رئيسيين على فنادق دبي التي تستخدم الواقع المعزز لتعزيز تجارب النزلاء. يمكن للضيوف مسح الأعمال الفنية والمنحوتات في الفندق باستخدام هواتفهم الذكية، مما يجعلها تنبض بالحياة في عالم افتراضي. احتفل أتلانتس ذا رويال مؤخرًا بعيد ميلاده الأول بحملة مع لويس فويتون، تضمنت تماثيل حول الفندق تنبض بالحياة وتروي قصة من خلال تجارب الواقع المعزز. يتيح هذا النهج المبتكر للضيوف التفاعل مع فن الفندق والمناطق المحيطة به بطريقة جديدة تمامًا.
5.العافية – ما وراء السبا
لم تعد جلسات التدليك وعلاجات الوجه هي المحور الوحيد للمنتجع الصحي الحديث في الفنادق. تعتمد العديد من تجارب العافية الآن على التكنولوجيا لتخصيص العلاجات. قد يشمل ذلك الاختبارات الجينية أو تحليل المغذيات للتوصية بالعلاجات بناءً على احتياجاتك الفريدة. يجسد فندق سايرو ون زعبيل هذا النهج، حيث يجمع بين تقنية الاختراق البيولوجي وتجربة العافية الشاملة. حتى أنهم قاموا بدمج الستائر الذكية التي يتحكم فيها التطبيق في غرف النوم، والتي تمت برمجتها لتعديلها وفقاً لإيقاعك اليومي للحصول على تجربة نوم مجددة حقاً.