تناولت نقاشات اليوم الأخير من فعالية ديب فيست، الملتقى العالمي الرائد لمنظومة الذكاء الاصطناعي العالمية، مفهوم قدرة الإنسان على استنساخ نفسه والمهام التي قد يوكلها الشخص إلى النسخة المستحدثة. وجاء ذلك في إطار مقابلة مباشرة على مسرح الفعالية واجه فيها نجم اليوتيوب الهولندي جوردي فان دن بوش توأمه الرقمي المولد بالذكاء الاصطناعي في تطور هو الأول من نوعه على مستوى العالم.
وجلس جوردي فان دن بوش، مؤسس شركة جيه في دي بي ستوديوز ونجم منصة يوتيوب المتخصص في الألعاب الإلكترونية، على منصة فعالية ديب فيست في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض، ليستقبل الأسئلة من نسخته الرقمية الظاهرة على الشاشة بشأن عمله وآرائه حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. ونجحت النسخة الرقمية في معالجة الإجابات الواردة من فان دن بوش والتجاوب معها بأسئلة طابعها التعاطف والتحليل والتحفيز الفكري، فضلاً عن الاعتذار بشكل مُلفت عن مقاطعة المتحدث.
وتعليقاً على حديث فان دن بوش، قالت النسخة الرقمية: “لا شك بأن إنشاء النسخ الرقمية بواسطة الذكاء الاصطناعي ودمجها في المجتمع يشكل تطوراً مهماً. هل يُمكنك تقديم بعض الأمثلة والتحدث بتفصيل أكبر حول مفهومك الخاص للأثر المتفرد الذي ستتركه هذه النسخ الرقمية على البشرية في المستقبل؟”.
وتعتمد النسخة الرقمية، المدعومة من شركة ييبك إيه آي، على تكنولوجيا التعرف على الوجه بشكل آني لتفسير العواطف وتقديم الإجابات المخصصة بما يضمن توفير تجربة شخصية وأكثر تفاعلية. وتم تطوير هذه التكنولوجيا خصيصاً لفعالية ديب فيست، التي تتشارك الموقع مع مؤتمر ليب، الفعالية التقنية الأبرز في العالم، وتحظى بدعم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال آرون كافري، رئيس قسم الهندسة لدى شركة ييبك إيه آي: “تُمثل العاطفة العنصر الأهم في الاتصال بين البشر والذكاء الاصطناعي. ولا تقتصر مهمتنا على منح النسخة الرقمية القدرة على التعبير عن نفسها فحسب، وإنّما إمكانية فهم ما يعنيه الجانب البشري بالتحديد. وندقق في الصوت والشعور والنبرة والوجه؛ فإنّ قلتَ شيئاً بطريقة ساخرة مثلاً، سيُدرك هذا الجانب. هذا هو الجيل الجديد من التكنولوجيا، وقد أصبح في متناولنا اليوم، وسيُغير طبيعة تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي”.
كما أشار كافري إلى أنّه يتصور مستقبلاً تكون التكنولوجيا جزءاً لا يـتجزأ في جميع تفاصيله، بدءاً من الفنادق والمستشفيات، ووصولاً إلى خدمات العملاء والتوجهات الاستهلاكية الخالصة، حيث سيحصل كل فرد على المساعد الشخصي الخاص به.
وأضاف كافري: “سيتحول المساعدون الشخصيون إلى جزء أصيل من حياتنا، لدرجة أننا لن نرغب في الذهاب إلى أي مكان بدونهم. وسنحتاج تواجدهم على ساعتنا الذكية، وعلى هواتفنا، وفي سياراتنا لتذكيرنا بمهامنا دائماً ومساعدتنا أينما نكون وكأنهم أصدقاؤنا. سيعتمد مزيد من الأشخاص الأصدقاء المولدين بالذكاء الاصطناعي مستقبلاً، حيث يمكن للمساعد الصوتي أن يتدخل ليعطي النصائح أو يقدم تنبيهات مرئية بشأن الاتجاهات وغيرها من المعلومات المفيدة، لا سيما عندما ترى شخصاً ما في مؤتمر للمرة الأولى منذ عامين ولا تستطيع تذكره اسمه، وأتوقع أن هذه الخاصية ستكون مفيدة للغاية خلال هذا الأسبوع لو أنها موجودة”.
ومع اختتام الفعالية يوم الخميس، أكدت شركة تحالف، الجهة المنظمة لمؤتمر ليب 2024، أن النسخة الثالثة من الفعالية السنوية حطمت رقمها القياسي من حيث الحضور، حيث استقبلت 215 ألف شخص على مدار أربعة أيام، في زيادة بواقع 25% عن العام الماضي. ويسهم هذا النمو المتسارع للفعالية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في صميم قطاع التكنولوجيا العالمي، ويعكس الاهتمام المتزايد بالتقنيات المستقبلية وحلول الذكاء الاصطناعي.
وبدوره، ألقى معالي الدكتور عصام الوقيت، مدير مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الكلمة الرئيسية في اليوم الختامي لفعالية ديب فيست، التي جمعت أكثر من 150 خبير رائد في مجال الذكاء الاصطناعي و120 شركة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي في العاصمة السعودية الرياض.
وقال الدكتور الوقيت: “اعتمدت المملكة العربية السعودية استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي تتمحور حول تطوير المهارات وتعزيز السياسات واللوائح التنظيمية وتشجيع الاستثمار وتمكين البحث والابتكار، مما أسهم في ترسيخ ريادتها بين الاقتصادات القائمة على البيانات. وتهدف أجندتنا الطموحة إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للبيانات والذكاء الاصطناعي، والتحول إلى الوجهة الأولى على مستوى القطاع بحلول عام 2023، ما يعكس التزام المملكة المستمر بدعم التعاون في الشراكات والممارسات الأخلاقية والتنمية المستدامة مجال الذكاء الاصطناعي”.
لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.deepfest.com