د.جمال المجايدة * :
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بإعلانه عن خطة لتحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مقترحًا إخلاء المنطقة من سكانها الفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول عربية مجاورة مثل مصر والأردن.
تهدف – الخطة الترامبية المثيرة للسخرية – إلى إعادة بناء غزة لتصبح وجهة سياحية عالمية تحت الإدارة الأمريكية. لكن هذا المقترح قوبل بالرفض المطلق عربياً ودولياً ولاتزال تتواصل الانتقادات الحادة للخطة المذكورة من الدول الكبرى والدول العربية و المجتمع الدولي و الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية.
تتضمن خطة ترامب إجلاء نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة، الذي تعرض لدمار واسع خلال الصراع المستمر مع إسرائيل، وإعادة توطينهم في دول عربية مجاورة. بعد ذلك، سيتم إعادة بناء القطاع ليصبح منطقة سياحية فاخرة تُشبه “ريفييرا” عالمية، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وإنشاء مشاريع سياحية وترفيهية.
قوبلت هذه الخطة بانتقادات شديدة من قبل العالم كله – باستثناء اسرائيل – والمنظمات الدولية كافة . فقد اعتبرتها الأمم المتحدة “غير قانونية وغير أخلاقية وغير مسؤولة”، مشيرة إلى أن التهجير القسري للسكان يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. كما رفضت كل من مصر والأردن المقترح، مؤكدتين عدم استعدادهما لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.
التحديات القانونية والأخلاقية:
يُعد التهجير القسري للسكان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، حيث تحظر اتفاقيات جنيف نقل السكان المدنيين قسرًا من مناطقهم. بالإضافة إلى ذلك، تُثار تساؤلات حول حق الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى في السيطرة على أراضٍ ليست ضمن سيادتها وإعادة تشكيلها دون موافقة سكانها الأصليين.
بالنظر إلى المعارضة الدولية الواسعة والتحديات القانونية والأخلاقية المرتبطة بالخطة، يبدو أن خطة ترامب اثارت سخرية العالم منه ومن زعامته وافقدت الولايات المتحدة الامريكية مصداقيتها كدولة عظمى . كما أن تجاهل حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعيش في أرضهم قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، مما يجعل تنفيذ مثل هذه الخطة أمرًا غير واقعي.
تعكس خطة ترامب لتحويل غزة إلى “ريفييرا” عدم معرفته بالتاريخ ولا الحضارة الانسانية ولا بعلاقة الانسان الفلسطيني بالارض، فهو لايعلم ان الفلسطيني هو صاحب الارض الشرعي منذ العهد الكنعاني ( منذ اربعة الاف سنة ) وهو متجذر في تلك الارض وواجه التتار والمغول وانتصر , ومن قبلهم واجه الرومان والاغريق وبقى صامدا فوق ارضه , هذا بالاضافة الي ان الخطة الترامبية تتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
ترامب أخطأ بخطته العبثية هذه , لانه راح في الاتجاه الخطأ بدلاً من التركيز على مشاريع سلام حقيقي مثل فرض حل الدولتين بالقوة وبقرار من مجلس الامن الدولي , خطته سوف تزيد من تعقيد الوضع وتربك الحلول السياسية التي طال انتظارها، لذلك يجب على المجتمع الدولي الذي تجاهل خطة ترامب وتهكم عليها , مواصلة البحث عن حلول تعزز السلام والاستقرار وتضمن حقوق الفلسطينيين في أرضهم.
- مؤسس شركة ايريس ميديا
- Jamal@irisuae.com