محمود النشيط
مستشار الإعلام السياحي
تشهد مملكة البحرين خلال الأشهر الأربعة قبل نهاية العام سنوياً فعاليات كثيرة ومتنوعة على مختلف الأصعدة، ويأتي هذا العام 2024 استثنائياً بزيادة عدد الفعاليات وتنوعها حيث استقطبت مشاركين من دول العالم للمعارض والمؤتمرات بين رجال أعمال ومسئولين يمثلون تخصصات عدة، بالإضافة إلى الطلبة والطالبات الذين شاركوا في فعاليات دورة الألعاب المدرسية الدولية والذي بلغ عددهم أكثر من 5000 مشارك يمثلون أكثر من 80 بلداً حول العالم.
البلاد تشهد سنوياً تطوراً ملحوظاً وملموسًا خلال هذه الفترة من العام والتي تشهد أيضًا فعاليات العيد الوطني المجيد، ويتخللها منذ مطلع شهر ديسمبر أنشطة مختلفة ضمن باقة أعياد البحرين التي تكون في أرجاء مختلفة وموجهة إلى جميع الأعمار من المواطنين والمقيمين وتستقطب زوار من خارج البلاد للاستمتاع بتنوعها الترفيهي والثقافي.
هيئة البحرين للسياحة والمعارض تحرص على تنفيذ استراتيجياتها المعتمدة في جعل مملكة البحرين من المقاصد السياحية التي لا تقتصر على الزائر من الدول الخليجية أو الإقليمية بل حتى العالمية وأخذت في منح التراخيص لبناء العديد من الفنادق العالمية، وعملت مع الجهات المختصة في الهجرة والجوازات والخارجية على تسهيل منح التأشيرات للعديد من الجنسيات عبر منافذها المختلفة.
كذلك تشهد البلاد حركة تجارية متنوعة بين المعارض والمؤتمرات المتخصصة في الاستثمار والتطوير العقاري، وصناعة وبيع المجوهرات والعطور التي يلتقي فيها رجال الأعمال مع نظرائهم من مختلف دول العالم وشهد مركز البحرين الدولي مؤخراً إقامة عدة معارض كبيرة في وقت واحد، وتم عقد عدة صفقات تجارية لها عوائد على الاقتصاد الوطني الذي يعد قطاع السياحة والمعارض من الموارد المهمة.
من جانب آخر شهدت هيئة الثقافة والتراث حراكاً فنياً وسياحياً يستمر حتى الأشهر الأولى من العام الجاري 2025 يساهم بشكل كبير في إرساء الهوية الوطنية، وتعريف أجيال المستقبل وزوار المملكة بتاريخ وتراث وثقافة البلاد الذي شهد حضارات مختلفة امتدت إلى حدود جغرافية واسعة من العالم، كما شهد متحف البحرين الوطني والمتاحف الأخرى زيارة أعداد كبيرة من السياح شرق آسيا وأوروبا الذين انبهروا كثيراً بتطور البحرين على مختلف الأصعدة. سياحة الأعمال والسياحة الرياضية والثقافية والفنية وغيرها تحتل مواقع مميزة في الأجندة السياحية، وابتكار أفكار جديدة للتنمية السياحية هو العمل الدؤوب للمسئولين في الدولة حتى شهد هذا العام الماضي سياحة فن الطهي وهو من عناصر الاقتصاد الثقافي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة والتي حرص كبار طهاة العالم من العاملين في كبرى الفنادق والمنتجعات السياحية على المشاركة فيها، ومناقشة التحديات والتطلعات المستقبلية عبر ندوات ومناقشات طيلة فترة الاستضافة.