أعلن ناشونال أكواريوم أبوظبي، بالتعاون مع صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية، عن بدء تنفيذ الخطوات الأساسية لمشروع الحفاظ على خراف البحر الإفريقية في منطقة غرب افريقيا.
وجرى الإعلان الأولي عن هذه المبادرة الاستراتيجية أثناء رفع الستار في الأكواريوم عن اثنين من خراف البحر الأفريقية في أبريل2024؛ حيث يعد مسكن هذه الكائنات في ناشونال أكواريوم الذي تم تصميمه بكل عناية ودقة وفقاً لأعلى المعايير العالمية، هو الأقرب إلى موطنها الأصلي في أفريقيا، إذ يمكن ملاحظة ودراسة سلوك خراف البحر الأفريقية عن قرب، بما يسهم في تعزيز جهود الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض في غرب إفريقيا.
وسيتم تنفيذ المشروع من خلال التزام ناشونال أكواريوم أبوظبي بتقديم مساهمة سنوية مالية وقدرها 25 ألف دولار أمريكي، وسيكون مصدر المساهمة هو عائدات متجر “خراف البحر” للتذكارات.
وسيقوم صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية بإدارة صندوق التبرع بالتعاون مع الصندوق الإفريقي للمحافظة على الأحياء المائية، والذي سيقوم بدوره بتعيين هذه الموارد بشكل استراتيجي لتمويل مبادرات البحث والحفظ والتوعية المكثفة، بهدف حماية حيوانات خراف البحر الأفريقية المعرضة للخطر في موائلها الطبيعية في كل من السنغال وغينيا.
وسيركز مشروع الحفاظ على خراف البحر الأفريقية على عدد من النقاط الرئيسية، والتي تتضمن الدراسات المتعمقة حول علم الوراثة وعلم البيئة الغذائية، وعلم وظائف الأعضاء الحيوية لخراف البحر.
وتأتي أهمية هذا المشروع في كونه يلعب دوراً أساسياً في فهم التهديدات التي تواجه خراف البحر وتطوير الاستراتيجيات اللازمة للحد من تناقص أعداد هذه المخلوقات في البرية، كما سيوفر الدعم لعشرة من الباحثين وطلاب الدراسات العليا الأفارقة، ويغطي النفقات الأساسية للأبحاث وجهود الحفظ مثل العمل الميداني والتحليلات المختبرية والسفر لتقديم نتائج أبحاث الطلبة في المؤتمرات الدولية.
وتعليقاً على مساهمة ناشونال أكواريوم أبوظبي في مشروع الحفاظ على خراف البحر الإفريقية، قال بول هاميلتون، المدير العام للأكواريوم: “فخورون بالتعاون مع صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية والصندوق الأفريقي للحفاظ على الأحياء المائية في هذا المشروع الحيوي الذي يمكنّنا من اتخاذ خطوات كبيرة في حماية خراف البحر الأفريقية والحفاظ على التنوع البيولوجي في غرب إفريقيا من خلال الجمع بين الموارد المادية والخبرات العلمية”.
ويهدف المشروع لإشراك وتوعية المجتمع المحلي في السنغال وغينيا للحفاظ على خراف البحر الإفريقية من خلال الاعتماد على معرفة السكان المحليين بموائل وسلوك خراف البحر والتهديدات التي تواجهها، بالإضافة إلى الفولكلور المحلي الذي يلعب دوراً في توجيه استراتيجيات الحفظ ودمج المعرفة التقليدية في الأبحاث، بما يضمن أن تكون جهود الحفظ متوافقة ثقافيا ومستندة إلى معرفة شاملة ومتكاملة.
وعلى المدى الطويل، فإن هذا المشروع يهدف لإنشاء “تحالف خراف البحر الإفريقية” لتعزيز التعاون بين الباحثين ودعاة الحفاظ على البيئة، وتسهيل تبادل المعارف وإجراءات الحفظ وجمع التبرعات للمبادرات المستقبلية، مما يضمن جهوداً مستدامة لحماية خراف البحر الإفريقية.
ويتم تنفيذ أجندة عمل المشروع بدءاً من صيف 2024، من خلال دراسة خراف البحر في نهر كولونتو جنوب السنغال لتقييم موائلها والتهديدات المحتملة التي تواجهها، وسيستمر المشروع في شتاء 2025، عبر إجراء المزيد من العمل الميداني على كل من نهري السنغال والنيجر لجمع البيانات عن خراف البحر ونظامها الغذائي ودورها البيئي، مما يوفر رؤى حاسمة لتوجيه استراتيجيات الحفاظ المستقبلية على هذه الكائنات. ويلتزم ناشونال أكواريوم أبوظبي برعاية جيل المستقبل من دعاة حماية البيئة، ويسعى لخلق المسؤولية البيئية وتعزيز الممارسات التي تدعم التنوع البيولوجي وحماية الكوكب؛ حيث يمكن لمواطني دولة الإمارات وسكانها وزوارها استكشاف جهود الحفظ هذه من خلال زيارة الأكواريوم، كما يمكنهم مشاهدة خراف البحر وفهم دورها الكبير في النظام البيئي.