منسك – د.جمال المجايدة : زرت قرية دودوتكي التي تبعد عن العاصمة منسك حوالى الساعة بالسيارة للتعرف على ملامح الثقافة البيلاروسية .
على طول الطريق المتعرج بين الحقول والسهول الخضراء متعة للمشاهدة والاسترخاء وسط الطبيعة الخضراء ورؤية حقول الخضار والفواكة والحبوب والاشجار .
لحظة وصولنا نظمت لنا ادارة القرية جولة استغرقت ثلاث ساعات انغمسنا خلالها في الثقافة التقليدية الاصيلة , تذوقنا المنتجات الريفية البيلاروسية، وتعرفنا على ثقافة بيلاروسيا من حرف قديمة، وفنادق خشبية ومطحنة هوائية منذ العام 1905
للتعرف الى حكاية تلك القرية قالت لنا المرشدة السياحية في بداية الجولة : لم يكن يعلم النبلاء قبل 130 سنة حينما كانوا يملكون قصرا في قرية (دودوتكي)أن الناس من داخل بيلا روسيا والسياح الاجانب سوف يزورن هذه القرية حينما يكونوا في روسيا البيضاء،وذلك لكي يتعرفواعلى المتحف الشعبي واسلوب الحياة التي كانت على شاطئ نهر يتبيش،والاطلاع على الحياة التقليدية ومنازل اهالي الريف واسطبلات الخيول وطواحين الهواء والكنيسة الخشبية التي تم بناؤها بدون مسمار واحد!ألا أن أحد الأثرياء من روسيا البيضاء أشترى هذه القرية واعاد بناءها وتنظيمها لتكون من أهم المعالم السياحية في بيلا روسيا، ومن يزور بيلاروسيا ولم يرى تلك القرية كأنه لم ير بيلاروسيا الحقيقية!
صناعة الكحول
في البداية كنا نستمع الى المرشدة السياحية كيفية تقطير مشروب الفودكا الكحولي عبر خمس مراحل ويتكون هذا المعمل الشعبي الاثري من خمس عمليات (السخان) لغرض تسخين الماء لدرجة 70م، (تجميع البخار) ومن ثم تعريض التفاح او اي نشويات اخرى مثل البطاطا الى التقطير، ثم تأتي عملية (المصفى) وأخيرا (التبريد) ليكون الشراب مركزا بدرجة (70 بالمئة) وجاهز للتناوله مع قطعة خبز وعسل ومخللات يمكنك تذوق هذا المشروب الذي يجعل جسمك يقاوم البرد الشديد حيث تصل درجة الانجماد في تلك القرية الى 35 درجة تحت الصفر في زمن يبعد 130 سنة لعدم وجود وسائل التدفئة.
موسيقية تقليدية
اصطحبتنا المرشدة السياحية واسمها ( داشيا ) الى الات الموسيقية الريفية (آلة دود تكي) وهي بالأصل كالبوق اسكتلندي واسم القرية اشتق من هذه الالة وتم تصويرها وتلك القروية تنفخ بها! اما الالات الاخرى التي عرضتها فهي الة موسيقية ريفية تحذيرية تستخدم احيانا للصيد وقد يصل مدى الصوت الى 2 كم وهناك الالة توصل الصوت الى 3 كم!-
ورشةالحدادة،
في تلك الورشة شاركت مع الحداد في سبك قطعة من الفولاذ على شكل حدوة حصان ونفخت في الكير لاشغال النار لصهر الحديد , ويكاد يكون الحداد اغنى من في القرية في ذلك الوقت بسبب أن الامراء والنبلاء يعملون حوذة لارجل الخيول من الذهب وحينما يموت الحصان تكون قطعة الذهب من نصيب الحداد، وشاهدنا تجربة كيفية صناعة الحوذة،
البيت الريفي التقليدي اقترحت المرشدة السياحية زيارة نموذج البيت الريفي وما يحتويه من مكان للنوم وزاوية للعبادة والصلاة،وحجلة للطفل، ونموذج خشبي (للعنكبوت) تناولنا هنا الزبدة والجبنة وشربنا الشاي الساخن.بعدها كان لنا جولة للتسوق وتصوير الكنيسة الخشبية وكذلك طاحونة الهواء وبيت الضيافة لنشتري بعض الهدايا التراثية الجميلة.






