تم تصنيف فيينا من جديد كواحدة من أكثر المدن ملاءمة للعيش في العالم، وفقًا للتقرير الصادر عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU). هذا الإعلان يأتي بعد أن احتلت فيينا المرتبة الأولى في استطلاع جودة الحياة الذي أجرته مجلة مونوكل في عددها لشهر يوليو/أغسطس، والذي يتوفر الآن في أكشاك بيع الصحف. يعكس هذا الاعتراف مرة أخرى السمات الاستثنائية لفيينا، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للإقامة، والعمل، والزيارة. كما تشتهر فيينا أيضًا بسحرها الفريد وتراثها التاريخي الغني، وتستمر في سحر قلوب السكان المحليين والسواح على حد سواء.
بهذا السياق، صرح نوربرت كيتنر، الرئيس التنفيذي لمجلس السياحة في فيينا، قائلاً: “تسعى جميع المدن إلى تبني مختلف الممارسات وإطلاق العديد من المبادرات من أجل أن تصبح وجهة سياحية جاذبة للزوار، ولكن في الواقع، فإن المدن التي توفر جودة حياة مرتفعة فقط يمكن أن تكون مغناطيسًا سياحيًا بارزًا للسياح، وفي هذا السياق، تبرز فيينا مرة أخرى في استطلاعات جودة الحياة لعام 2023، بسبب مجموعة متنوعة من العوامل التي تجعلها وجهة سياحية فريدة. تتمثل هذه العوامل في الهندسة المعمارية الإمبراطورية الرائعة، والمناظر الطبيعية الخلابة، والثقافة الغنية، بالإضافة إلى التزام المدينة بالتنمية الحضرية المستدامة. هذه العناصر تجعل فيينا تستحق هذا التقدير الكبير. وبالإضافة إلى ذلك، تتميز فيينا ببنية تحتية استثنائية، ورعاية صحية وتعليم وسلامة عالية المستوى، مما يجعلها المكان المثالي للعيش وجهة مفضلة للمسافرين”.
تأخذ الاستطلاعات السنوية عادةً في الاعتبار مجموعة من العوامل المتنوعة، بما في ذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي، وجودة الرعاية الصحية، والتنوع الثقافي، وحالة البيئة، وجودة التعليم، وجودة البنية التحتية. إلا أن جاذبية فيينا تجاوزت هذه العوامل الأساسية للعيش، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة. كما أن هذا العام، يصادف الذكرى السنوية الـ 150 لمعرض فيينا العالمي، وهو الحدث الذي جعل فيينا معروفة عالميًا كمدينة ذات أهمية كبيرة، والذي تم افتتاحهُ في عام 1873، ومنذ ذلك الحين والمدينة تحصد ثمارهُ من الأسس التي وضعها هذا الحدث التاريخي، الذي أدى بدوره إلى توطين فنادق ومقاهي ومطاعم جديدة كذلك في عام 1873، وبدء تطور السياحة في المدينة على النحو الذي نعرفه اليوم، فقد كانت بعض الفنادق والمقاهي الأكثر شهرة في فيينا قد تأسست في تلك الفترة، مثل فندق إمبريال وقصر هانسن كمبينسكي فيينا ومقهى لاندمان. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت التطورات في ذلك الوقت افتتاح أول شبكة أنابيب لتوصيل مياه الشرب الجبلية إلى فيينا، والتي كانت محورية في توفير جودة الحياة العالية التي تتمتع بها المدينة حتى يومنا هذا.
تشتهر فيينا أيضًا بتقاليد زراعة العنب، حيث تتمتع بمزارع الكروم الرائعة المنتشرة في المناظر الطبيعية الخلابة، والتي تسمح للزوار الاستمتاع بتذوق المشروبات المحلية الرائعة التي تنتج من الكروم، والاستمتاع بتجربة ممتعة تجمع بين التاريخ وزراعة العنب. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت ثقافة المقاهي في المدينة رمزًا لهوية فيينا الفريدة. فهذه المؤسسات التقليدية توفر أجواء دافئة وجاذبة، حيث يمكن للسكان المحليين والزوار الاستمتاع بفنجان من القهوة الغنية والاسترخاء أثناء المحادثات أو ببساطة التمتع بالهدوء. كما أصبحت مقاهي فيينا جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية في المدينة، حيث تم إدراج ثقافة المقاهي التقليدية في فيينا في قائمة اليونسكو للأصول الثقافية غير الملموسة، مما يعكس أهميتها الثقافية والتاريخية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العرض الثقافي الغني لفيينا عاملًا جذب رئيسي اخر. كما تفتخر المدينة بتنوع وفرادة الهندسة المعمارية المذهلة، بدءًا من القصور الإمبراطورية الرائعة إلى دور الأوبرا الكبرى. كما يتجلى التزام فيينا بالفنون من خلال العديد من المتاحف والمعارض وأماكن الموسيقى، التي تستضيف معارض فنية وعروض وفعاليات عالمية المستوى على مدار العام.
الجدير بالذكر أن إعادة تسمية فيينا كأفضل مدينة للعيش تعكس الالتزام المستمر للمدينة بالتميز وتعزز مكانتها كوجهة سياحية رائدة، وتألقها بفضل زراعة كروم العنب وثقافة المقاهي النابضة بالحياة والعروض الثقافية الاستثنائية. إن زيارة فيينا تعد تجربة لا تُنسى لجميع الزوار الذين يخطون قدميهم في هذه المدينة الساحرة.
لمزيد من المعلومات عن فيينا، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: https://www.wien.info/en أو https://www.wien.info/en/sightseeing/vision