عاصمة ليتوانيا تضم أحد أكبر أحياء العصور الوسطى المتبقية في أوروبا
أُدرجت البلدة القديمة في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو
د.جمال المجايدة : فيلنيوس 20– يونيو 2023 : زرت مدينة فيلنيوس الجميلة , عاصمة دولة ليتوانيا برفقة وفد إعلامي من دولة الامارات , حيث رتبت لنا الحكومة الليتوانية برنامج عمل تضمن التعرف على ابرز ملامح فيلنيوس القديمة .
وتزامنت جولتنا في البلدة القديمة بذكرى احتفالها بمرور 700 عام على تأسيس العاصمة فيلينوس التي تتمتع بالعديد من مواطن الجذب السياحي.
تتألق مدينة فيلنيوس بالكثير من المعالم التاريخية بين القصور والقلاع والحدائق، وتعد البلدة القديمة بمثابة قلبها التاريخي وارثها الثقافي الذي تحرص ليتوانيا على الحفاظ عليه.
وقد نالت فيلنيوس لقب عاصمة الثقافة في أوروبا عام 2009 كما تم ادراج مركزها التاريخي كجزء من قوائم التراث لليونسكو.
تقول لنا المرشدة السياحية ونحن نتجول على الاقدام في أزقة البلدة القديمة ” كما تلاحظون تضم فيلنيوس أحد أكبر أحياء العصور الوسطى المتبقية في أوروبا. وقد أُدرجت هذه المدينة العتيقة في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، فهي تحوي ما يقرب من ألفي بناية مشيدة وفقًا لطراز العصور الوسطى والطراز القوطي وعصر النهضة وطراز الباروك والتي تتمركز جميعها حول الكاتدرائية ذات النمط الكلاسيكي الجديد ومبنى البلدية.
ولا تقتصر المعالم السياحية في المدينة على ذلك، فهي تضم أماكن أخرى شهيرة مثل قلعة هاير كاسل التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر , إلى جانب كونها أكبر المناطق التي تحتوي على عمارة باروكية في كافة أنحاء أوروبا،
القصر الرئاسي:
اتاحت لنا المرشدة السياحية فرصة التجوال في القصر الرئاسي في العاصمة الليتوانية وهو مبنى فخم بني خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ويستضيف المبنى اجتماعات سياسية خاصة ومندوبين أجانب، الحدائق والازهار والاشجار في محيط القصر والساحة الرئيسية والخلفية له توحي بالانبهار والعظمة المعمارية .
خلال الجولة استمتعنا بمشاهدة العمارة الباروكية، وبالتجوال في الساحات المبهرة في جامعة العاصمة ، ومشاهدة العمارة القوطية بزيارة كنيسة سانت آن، وتعد البلدة القديمة واحدة من أهم المراكز التاريخية في شمال أوروبا ودول البلطيق التي تتميز بوجود العديد من المباني الرائعة من العصور الوسطى أينما نظرت. كما تضم حوالي 74 فصلاً مختلفاً، وهي موطن لمجموعة واسعة من الأساليب المعمارية المختلفة مثل القصور الباروكية والكلاسيكية ونقابات الحرفيين معروضة جنباً إلى جنب مع الكنائس والكاتدرائيات التي تتميز في العمارة القوطية وعصر النهضة. كما تتوزع بين العديد من المعالم التاريخية والمعالم الثقافية، وهناك مقاهي ومطاعم رائعة تعود أيضاً إلى قرون مع وجود العديد من الجوانب المختلفة لها.
جمهورية أوزوبيس
من الامور المثيرة للإهتمام في مدينة فيلنيوس القديمة تواجد مدينة بداخلها وهي جمهورية أوزوبيس التي تعتبر جمهورية مستقلة بذاتها عن ليتوانيا وتعتمد دستور خاص وعادات وتقاليد مختلفة مما يجعلها تجتذب السائحين لاستكشافها ضمن زيارة فيلنيوس.
تقول المرشدة السياحية لنا خلال الجولة ان مدينة Uzupis واحدة من دول فيلنيوس الرائعة التى تعد قلب و نبض المدينة و هى لها رئيسها الخاص بها و عملتها و علمها و من الأشياء المرحة التابعة للمدينة هى دستورها الذى ينص على أن فى مادتة التاسعة و الثلاثون على أن لكل فرد الحق في أن يكون سعيداً .
ولقد ترجم هذا النص الدستوري على جدران شوارعها إلى عدة لغات مما يجعلها من الأشياء المرحة التى ترسم الابتسامة على وجهك عند قرأتها و المدينة تمتاز بتنوع جمالها حيث ستجدة منتشر فى كل ركن من اركانها فستجدة فى الهيكلة المعمارية الرائعة التى تمتاز بها مبانيها و كنائسها و المناظر الطبيعية الساحرة و النهر الجميل الذى يشقها فى منظر رائع محاط بالاشجار الخضراء كثيفة الظلال على جانبي النهر.
المعالم السياحية في فيلنيوس:
المتحف الوطني
وهو وجهة مثالية لمن يرغبون في معرفة المزيد عن ليتوانيا حيث يضم المتحف معارض عن الملابس والنسيج في ليتوانيا، بالإضافة إلى نماذج لأهم الطرز المعمارية للمنازل في كافة أنحاء ليتوانيا.
مجمع كنيسة سانت آن وبرناردين:
كنيسة سانت آن هي كنيسة تاريخية بنيت الطوب الأحمر على الطراز المعماري القوطي في القرن السادس عشر، وهي تشترك في الجدار مع كنيسة تاريخية أخرى هي كنيسة ودير برناردين والتي بنيت أيضا على الطراز القوطي وتزينها زخارف تنتمي إلى عصر النهضة والطراز الباروكي.
برج الجرس في كاتدرائية فيلنيوس:
برج الجرس في كاتدرائية فيلنيوس مبني بارتفاع 52 متر، ويوفر إطلالات ممتازة على منطقة البلدة القديمة والجديدة في فيلنيوس.
حورية بحر “أوزبس”:
حورية أو عروس بحر “أوزبس” (Užupis Mermaid) هو تمثال شهير يوجد في حي أوزبس في المدينة، وتقول الأسطورة إن من يقومون بالصلاة وتمنى الأمنيات أمام التمثال سيظل إلى الأبد في أوزبس وهو أمر قد لا يبدو سيئا للغاية نظرا لحقيقة أن الحي أوزبس من الأحياء الجميلة بالفعل والتي تحتوي على منطقة بوهيمية مليئة بالمقاهي الجذابة والمطاعم الرائعة
تل الثلاثة صلبان:
إن التل والصلبان الثلاثة الموضوعة فوقه هي في الواقع موقع تاريخي مهم ورمز لولادة الدولة من جديد، كما تقول الأسطورة، حيث أقيمت الصلبان الخشبية فوق التل في القرن السابع عشر؛ لإحياء ذكرى سبعة من الرهبان الفرنسيسكان الذين قُطعت رؤوسهم هنا، أما في الخمسينيات تم إزالتها من قبل الاتحاد السوفيتي، ولم يتم بناء الأثار الحالية إلا في عام 1989 عندما كان الاتحاد ينهار. على هذا النحو جاءت الصلبان الثلاثة لترمز إلى نهضة الأمة من جديد.
كنيسة القديس بطرس والقديس بولس:
تتميز بتصميمها الداخلي الباروكي الخلاب الذي يضم بعض الجص المذهل مع حوالي 2000 شخصية منحوتة بشكل معقد معروضة، حيث إن هذا العدد الهائل هو الذي يجعل الكنيسة فريدة من نوعها في أوروبا، كما أنها مطلية باللون الأبيض اللامع وتتألق من الداخل وتبدو أنيقة للغاية ومزخرفة، تتخللها بعض الجص التي لا تنتهي أبداً وبعض اللوحات الجدارية الرائعة، بالإضافة إلى منبر روكوكو الرائع، حيث تم بناء كنيسة القديس بطرس وسانت بول بين عامي 1675 و1704، وهي تقدم روعة بصرية مع العديد من المنحوتات والجص الرائع.
كاتدرائية فيلنيوس:
تعد كاتدرائية فيلنيوس البيضاء المشرقة أحد الرموز والمعالم الأثرية الرئيسية في المدينة. بينما أقيمت هنا كاتدرائية خشبية لأول مرة في عام 1387، كما يعود تاريخ المبنى النيوكلاسيكي الحالي إلى عام 1783، هنا في الكاتدرائية كان يتم تتويج دوقات ليتوانيا الكبرى، بالإضافة إلى احتوائها على القبور وسراديب الموتى فهي تضم بقايا العديد من الشخصيات الأكثر شهرة في البلاد والمقابر نفسها تشكل مشهداً رائعاً.
بوابة الفجر:
هي الجزء الوحيد المتبقي من سور المدينة، والذي لا يزال موجود لغاية الآن التي يعود تاريخ بناءها بين عامي 1503 و1522، ليس فقط معلماً تاريخياً وثقافياً مهماً، بل تعتبر البوابة أيضاً موقعاً شهيراً للحج، حيث أنها موطن لمصلى شهير وموقر يحمل نفس الاسم. يوجد داخل البوابة كنيسة تضم لوحة رائعة وأيقونة للسيدة العذراء مريم، ويأتي الكثير من الناس إلى هنا لتقديم احترامهم أو الصلاة من أجل المعجزات. إن دخول فيلنيوس لأول مرة عبر هذه البوابة الضخمة هو حقاً طريقة لا تُنسى للتعرف على التاريخ القديم.
برج جيديميناس:
يتميز البرج بواحد من أفضل المناظر للمدينة ويراقب المدينة ونهر نيريس منذ عام 1409، ويقع البرج على قمة تل بارز وهو أحد الأجزاء الوحيدة المتبقية من القلعة العليا، والتي لا تزال معروضة وأعيد بناؤها في شكله الحالي في عام 1933. برج القرميد الأحمر ثلاثي المستويات يبدو مميزاً للغاية، أما في الداخل هناك بعض النماذج الرائعة لما كانت تبدو عليه القلعة، ومع ذلك فإن أهم ما يميزه هو المنظر الخلاب التاريخي، والذي يعمل كرمز للمدينة، وهو أحد مواقع التراث العالمي في اليونسكو.
قصر دوقات ليتوانيا الكبرى:
كان هذا القصر الرائع في يوم من الأيام المركز الثقافي والسياسي للكومنولث البولندي الليتواني، ويعود تاريخه إلى عام 2018 فقط، وذلك لأن الأصل قد تم تدميره في عام 1801 بعد أن وقف في نفس المكان منذ القرن الخامس عشر على الأقل. يقع القصر الذي أعيد بناؤه داخل قلعة فيلنيوس السفلى، ويضم الآن بعض القاعات الاحتفالية الرائعة على الطراز الباروكي والقوطي وعصر النهضة، ويُعد بمثابة متحف ممتاز، ولكن هناك أطلال وبقايا القصر السابق والعديد من المعارض المثيرة للاهتمام حول تاريخ ليتوانيا، مع وجود العديد من القطع الأثرية الرائعة والأعمال الفنية والهندسة المعمارية المعروضة.
جامعة فيلنيوس:
تعد واحدة من أقدم المؤسسات التعليمة في أوروبا الوسطى ودول البلطيق، والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. ونظراً لإضافة العديد من المباني والساحات والمعارض على مر السنين، فإنها تعرض مجموعة واسعة من الأساليب المعمارية وتضم ميزات باروكية وكلاسيكية وقوطية رائعة، كما أن هناك عاملان الجذب الرئيسيان؛ هما مكتبتها الجميلة وكنيسة القديس يوحنا وكلاهما يشكّل مناظر رائعة. في حين أن الجامعة قد يكون عمرها قروناً، إلا أنها لا تزال تنبض بالحياة، حيث يتجمع الطلاب والسياح على حد سواء فيها.
كنيسة القديس ميكالوجاوس:
في مدينة مليئة بالكنائس البارزة تشتهر كنيسة ميكالوجاوس بأنها أقدم كنيسة قائمة في فيلنيوس، والتي تم بناؤها في القرن الثالث عشر الميلادي، ويمكن للزوار الذين ينظرون عن كثب أن يلاحظوا بصمات الأصابع والعلامات الأخرى في الطوب، وتم بناء الكنيسة بالطوب الأحمر على الطراز القوطي.
حصن المدفعية:
تم بناء حصن المدفعية في الأصل كهيكل دفاعي لحماية فيلنيوس في القرن السابع عشر، وبمرور الوقت سقط في حالة سيئة، ولكن أعيد بناؤه من قبل الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى. كما يضم الحصن الآن متحفاً صغيراً فيه معرض فني باهت، لكن الأسس والشكل الخارجي هي التي تستحق الزيارة في هذه الجولة التاريخية في فيلنيوس
جزيرة تراكاي
يمكن لزوار فيلنيوس الانطلاق بالقوارب لزيارة جزيرة تراكاي التي تبعد نصف ساعة عن المدينة وتتمتع بوجود المروج الخضراء والمناظر الطبيعية الساحرة والمنازل العتيقة والمقاهي والمطاعم كما تحتضن قلعة تراكاي التاريخية التي تعود الى العصور الوسطى وتقدم من أعلاها مشهد بانورامي ساحر للمنطقة.
شارع جيديمينو
يعد شارع جيديمينو من أجمل شوارع مدينة فيلنيوس حيث يتمتع بالكثير من الترفيه في توفر الحدائق الساحرة والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي والمكتبات القديمة ومتاجر التذكارات.
الخلاصة عزيزي القارئ هي ان فيلنيوس مدينة فريدة من نوعها و تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح من كل دول العالم حيث تمتلك العديد من المناظر الطبيعية و الساحات المظللة و المعالم التاريخية التى تستحق المشاهدة بالإضافة إلى توافر عنصر الأمان بها و من أكثر العوامل التى تساعد على نشاط السياحة بالمدينة تحدث أهلها للغة الإنجليزية .
كما ان الطعام فى فيلنيوس يتميز بتنوعه فيقدم لنا الكثير من الأكلات اللذيذة و التى تناسب كافة الأذواق كما يقدم المطبخ الليتواني العديد من الاطباق المحلية التراثية وعليك بتجربة تناول طبق من المأكولات البحرية و أيضا تناول طبق ” Cepelinai ” وطبق ” Potato Pancakes ” فهو من أشهى و أشهر الأطباق بالمدينة . وبالمناسبة فان مطار فيلنيوس الدولى يبعد عن المدينة حوالى 6 كم فقط و من المطار يمكنك ركوب القطار لمدة 7 دقائق فقط وبإمكان السائح التجوال في البلدة القديمة سيراً على الاقدام .



