د. علي القحيص*
الوفاء صفة نبيلة ،يحفظها الرجال المخلصين الأوفياء لاصدقائهم احياءا وأموات، لرد بعض الجميل لصاحب المبادرة والعطاء، لأن الأخلاق في قلوب الرجال أكبر من أهمية النجاح، ولاخير في قول بلا وفاء، ولافي فقه بلا ورع، لأن الوفاء لايغيب ، بل يظل يصدح في قلوب وذاكرة الأوفياء.
ارسل لي الصديق الشاعر المبدع عبدالرحمن الشمري، فيديو لحلقة خاصة ، سجلها له أحد الإعلاميين في تسجيل حصري لتلك المنصة الإعلامية الحديثة.
وقد اطلعت على مجمل الحديث في المقابلة الصحفية ، واستمتعت بها لما وجدته من معلومات جيدة وثرية، ومخزون كبير أدبي يمتلكة الشاعر المبدع المثير للجدل، عبدالرحمن العادل الشمري.
وقد توقفت عند جزئية وصف عبدالرحمن لسعادة محمد خلف المزروعي ، رحمه الله، الذي رحل بتاريخ 13 نوفمبر 2014، بحادث مؤسف ، وشكل لنا رحيله المر حزناعميقا.
وقد ترك رحيله فينا أثر كبيرجدا لاينسى ولم نسطيع نسيانه او نتجاوز فراغه الكبير، لحجم ومكانة الراحل الكبير،وحضوره الطاغي المؤثر ، وما كان يمتلكه ابوخلف، طيب الله ثراه ، من علاقات واسعة و حميمة وصداقة طويلة تربطنا به.
وقد أثنى عبدالرحمن على مواقف وسجايا وخصال ، ابوخلف ،وكرمه ومعانيه وسلوكة وعلاقته باصدقائه ومحبيه ،وكيف يتم التعامل معهم ومع الضيوف الادباء والإعلاميين والصحفيين والشعراء بكرم ولطف وطيبة ومحبه ، بكل تواضع جم رغم مشاغله المتعدده ، وكل من يريد أن يعطيه فكرة حتى لو كانت بسيطة، إلا أنه كان يحترم المقابل ويقدر الفكرة ويثمنها ولم يتجاهلها ، ويبت الإسراع بإنجازها حالا ،لأنه شجاع في إتخاذ القرار في الوقت المناسب، إذا كانت منتجة وناجحة وتثري المحتوى الأدبي والثقافي والتراثي في البلاد و يفيد الدولة ويزيدها رونقا وإبتهاجا،ومؤمن بها، وخصوصا العاصمة الإماراتية “أبو ظبي”، وانا اشهد على ذلك الوصف ، حيث كنت من أوائل من أبلغني بفكرة شاعر المليون ، وأذكر إني اعترضت على التسمية واختلفت معه في العنوان ، من باب الحرص على نجاحها، حيث كان هناك برنامج (من يربح المليون)، الذي يبث عبر محطة أم بي سي، ويقدمة الإعلامي جورج قرداحي، وكان لامعا ومنجما، وخشيت الفشل من تكرار التسمية ليس إلا ،في تلك المرحلة ، وكنت قد اقترحت انه يكون اسم البرنامج ( شاعر زايد )، إلا إن برنامج شاعر المليون عكس كل التوقعات، و(كسر الدنيا)، في حضوره ونجوميته خصوصا الدورة الأولى والثانية والثالثة من البرنامج في شاطيء الراحة.
وكذلك اقترحت عليه معرض اقامة الصيد والفروسية، في حينها كنا ذهبنا معا، انا وياه إلى جناح معرض الصيد ، الذي يقام على هامش معرض السفر العربي، في مدينة دبي، وقلت هذا مكانه الحقيقي أبوظبي.
المهم ..أشكر وفاء عبدالرحمن الشمري ،وإطرائه الرائع الوفي لمقام سعادة محمد خلف المزروعي ، الذي رحل مبكرا، ولكنه ترك أرثا أدبيا وثقافيا وتراثيا، لم ولن ينسى ابدا ، ومانراه من مشاريع بهذا الخصوص ، وكل مايتعلق بهوية أبوظبي الأدبية والثقافية والتراثية والفنية، هي أفكار ومشاريع ابوخلف، رحمه الله، الذي كان يعتبر مؤسسة ثقافية متحركة ، مملوئة بالعطاء والإبداع و لاتنضب ابدا.
(العمل يبقى بعد صاحبه
وصاحب العمل تحت الأرض مدفون)..
*كاتب وروائي سعودي