تُمكِّن التطورات التكنولوجية في مجال الصحة الرقمية مقدمي الرعاية في حالات الطوارئ من علاج المرضى بسرعة وكفاءة أكبر، مما يؤدي إلى تحسين النتائج الصحية بشكل كبير للمرضى في جميع أنحاء العالم، وفقًا للخبراء في معرض آراب هيلث 2023.
وبهذه المناسبة تحدثت الدكتورة رشا بو حميد، الأستاذ المساعد في طب الطوارئ بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، في يوم الافتتاح الرسمي لمعرض الصحة العربي 2023، عن رؤى حول أحدث الابتكارات التي تجلب المستشفى لمكان المريض، حيث تضمنت المجالات الرئيسية التي سلطت الدكتورة بو حميد الضوء عليها كلاً من: تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الصحية وألعاب الفيديو وأجهزة التشخيص المحمولة في نقاط الرعاية والطائرات بدون طيار الطبية، وكلها تساهم بشكل كبير في تقليل الوقت المستغرق للوصول إلى المرضى، فضلاً عن توفير وصول أكبر إلى البيانات والمعلومات الصحية.
وفي هذا السياق علقت الدكتورة بو حميد قائلة: “في طب الطوارئ الوقت هو العامل الأهم والجوهر الرئيسي، لكن في بعض الأحيان تكون الثواني أو الدقائق مهمة جداً خلال استجابتنا للمريض، ولهذا ربما يكون للتقنيات المتطورة الجديدة تأثيراً حاسماً في قطاع رعاية الطوارئ أكثر من مجالات الرعاية الصحية الأخرى”.
في مجال الذكاء الاصطناعي، تستخدم تقنيات رعاية المرضى مثل هيكساجون الخرائط الرقمية لتخصيص مكان رعاية المريض قبل دخول المستشفى، مما يزيد من دقة الرعاية الصحية وتقديمها على أكمل وجه، أما فيما يتعلق بالمجالات الأخرى التي أثبت الذكاء الاصطناعي فيها أنه لا يقدر بثمن فهي في طب القلب من خلال جهاز الذكاء الاصطناعي الذي يكتشف أمراض القلب في 20 ثانية، وهي عملية تستغرق عادة 13 دقيقة، حيث يتم عرض هذا الجهاز المتطور من قبل الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة في معرض آراب هيلث 2023.
بالإضافة إلى ذلك، يتم عرض أجهزة التشخيص المحمولة في نقطة الرعاية مثل جهاز تخطيط القلب التي يمكن للمرضى من خلاله إرسال البيانات إلى طبيبهم قبل دخولهم إلى غرفة الطوارئ.
وتعليقًا على دور التكنولوجيا في رعاية الطوارئ، قال روس ويليامز، مدير المعرض لدى شركة إنفورما ماركتس: ” يسلط معرض آراب هيلث 2023 الضوء على الابتكار بشكل رئيسي، كما أن التقنيات الجديدة ستغير قواعد اللعبة لتقديم العلاج الحيوي للمرضى في حالات الطوارئ، حيث يجمع هذا الحدث بين أصحاب الرؤى من جميع أنحاء العالم المواكبين لتطور وتقدم هذه التقنيات المنقذة للحياة”.
وأضاف ويليامز قائلاً: “المجال الأسرع نموًا والأكثر سهولة للوصول إلى تكنولوجيا الرعاية الصحية هو التطبيقات، والتي توفر بيانات للمرضى لا تقدر بثمن ودقيقة بشكل متزايد، كما تلعب التطبيقات أيضًا دورًا مهمًا في التعليم من خلال تطبيق نقطة الرعاية Air Fx على سبيل المثال، حيث توفر المعلومات والإرشادات للأطباء بغض النظر عن مجال تخصصهم حول كيفية الاستجابة لحالات الطوارئ الطبية أثناء فترة الرحلة على متن الطائرة”.
تشمل المجالات الأخرى ذات الأهمية كلاً من: خدمات النقل والخدمات اللوجستية، والتي يمكن أن تشكل في كثير من الأحيان تحديات كبيرة لرعاية الطوارئ، كما تقدم أحدث الابتكارات في تكنولوجيا الرعاية الصحية حلولاً أساسية في هذا المجال، وقد قامت الحكومات باستخدام طائرات بدون طيار لتوصيل الأدوية ومعدات الوقاية الشخصية ومنتجات الدم عندما كان التباعد الاجتماعي أحد الاعتبارات المهمة خلال فترة تفشي الجائحة، كما تم استخدام الطائرات بدون طيار لتوصيل أجهزة مزيل الرجفان الخارجي التلقائي بسرعة أكبر، مما ساهم بدوره في إنقاذ المزيد من الأرواح لأولئك الذين يعانون من السكتة القلبية.
من جهة أخرى تعمل التقنيات الحديثة أيضًا على تمكين مقدمي الرعاية في حالات الطوارئ من أن يكونوا مجهزين بشكل أفضل لحالات الطوارئ قبل حدوثها من خلال ألعاب الفيديو التي تمكنهم من ممارسة إجراءات نادرة.
واختتمت الدكتورة بو حميد حديثها قائلة: “سيكون هناك دائمًا مكان للعنصر المادي في غرفة الطوارئ، ولكن التكنولوجيا تجلب طب الطوارئ خارج المستشفى في الوقت المناسب، ونحن متحمسون بدورنا لمعرفة إلى أين سيقودنا هذا التطور مستقبلاً”.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الالكتروني التالي: