سويتو – جنوب افريقيا – د.جمال المجايدة
بدأ السائق ( بي جيه ) يمهد للجولة في مدينة (سويتو) معقل السود ابان فترة الفصل العنصري التي استغرقت قرابة 55 عاما في جنوب افريقيا , بالقول : هنا في سويتو الناس تاخذ القانون بيدها ولاتنتظر الدولة ! اذا تعرض شخص لاخر فان المحيطين يعيدون حقه له ! هنا امن واستقرار , الجريمة خارج سويتو , الناس هنا طيبون !
الي ان اجتازت بنا الحافلة سويتو , التي بدت لنا للوهلة الاولي مدنية رثه بيوتها مزيج من الطبقة المتوسطة والمحرومة المعدمة , اسواقها شعبية مكتضة وصراخ الباعة المتجولين يختلط مع المارة , الا انه يستحيل ان يتجول المرء ولو للحظة واحدة في سويتو المدينة لانه لايدري من اين ياتيه الخطر المفاجئ !
المدينة شاسعة جدا وفقيرة جدا ومظلمة جدا ايضا , فالخدمات فيها متدنية ومعظم احيائها بلا ماء او كهرباء او اتصالات , ولاتزال ترمز الي عهد الفصل العنصري البائد الذي حرم السود من العيش في مدن المستوطين الرئيسية في البلاد واصر علي بقائهم داخل سويتو , من هناك تولدت الكراهية والحقد ضد البيض ايا كانوا ! لذلك فان الانسان العاقل لن يعرض نفسه للخطر فالفقراء لايميزيون !
اقترح السائق ان نزور احدي مخيمات البؤس للسود في ضواحي سويتو , وتعهد بضمان امننا الشخصي , وقال انني انتمي الي تلك المنطقة واعرفها جيدا واناسها بسطاء , ما ان نزلنا من الحافلة حتي قام السائق بتعيين مرشد سياحي لنا لكي يتجول معنا في مخيم السود مقابل ثلاث دولارات ! والسائق دخل الي خيمة صغيرة يحيط بها اطفال وشباب فقراء واذا بها صالون حلاقة في الهواء الطلق ,
المخيم بائس والاطفال محرومين من المياه والكهرباء ولانقول من الانترنيت او الكورن فليكس ! والنساء جالسات امام بيوتهن المصنوعة من الصفيح و الاخشاب والرجال لاهثون وراء لقمة العيش او كسالي خلف الاسوار الشائكة التي تحيط بالمخيم , وكلاب المخيم ايضا جائعة , وحواريه الضيقة الرملية تضيق بالاطفال الباعة الذي يركضون الي المجهول ! اصرت احدي الامهات ان ندخل الي منزلها , حياة اخري فقط ترجع الي عصر الفحم الحجري او العصر الحجري ذاته , يالها من حياة كارثية ! ياله من حاضر اسود ومستقبل قاتم السواد , ففي تلك البقعة من الارض توجد اعلي معدلات للاصابة بالايدز في العالم , ولاتدخل من الدولة لانقاذ الارواح من الموت بالايدز, الناجم ايضا عن الفقر والجهل والتخلف والامية والبطالة والتشرد , ففي كل يوم يموت المئات من ابناء تلك المنطقة المنكوبة وهناك غيرها كثير في جنوب افريقيا السوداء !
سيارات فاخرة :
لاحظنا في بعض اجزاء من مدينة (سويتو) معقل السود ابان فترة الفصل العنصري منذ العام 1948 وجود سيارات فاخرة او عادية تقف بجوار المنازل الصغيرة , فقال السائق ( بي جيه ) لاتستغربوا , كل هذه السيارات مسروقة , فالناس هنا يركبون السيارات المسروقة من الاغنياء , وتعتبر ال ( بي ام دبليو ) ارخص المسروقات والسبب في ان جهاز الانذار في هذا النوع من السيارات يمكن تعطيله بسهولة لتقع السرقة وبسرعة البرق , اضافة الي ان التقنية العالية في البي ام دبليو تجعل اصلاح هذه السيارة وصيانتها صعبة جدا علي العمال السود !
في سويتو تنشر ورش اصلاح السيارات في كل مكان في الهواء الطلق طبعا , لكثرة السيارات المسروقة , وهناك عصابات للجريمة المتخصصة في سرقة السيارات اما بتهديد السلاح او لحظة ركون اصحابها الي النوم !
الناس في سويتو طيبون :
بدأ السائق ( بي جيه ) يمهد للجولة في مدينة (سويتو) معقل السود ابان فترة الفصل العنصري التي استغرقت قرابة 55 عاما في جنوب افريقيا , بالقول : هنا في سويتو الناس تاخذ القانون بيدها ولاتنتظر الدولة ! اذا تعرض شخص لاخر فان المحيطين يعيدون حقه له ! هنا امن واستقرار , الجريمة خارج سويتو , الناس هنا طيبون !
الي ان اجتازت بنا الحافلة سويتو , التي بدت لنا للوهلة الاولي مدنية رثه بيوتها مزيج من الطبقة المتوسطة والمحرومة المعدمة , اسواقها شعبية مكتضة وصراخ الباعة المتجولين يختلط مع المارة , الا انه يستحيل ان يتجول المرء ولو للحظة واحدة في سويتو المدينة لانه لايدري من اين ياتيه الخطر المفاجئ !
المدينة شاسعة جدا وفقيرة جدا ومظلمة جدا ايضا , فالخدمات فيها متدنية ومعظم احيائها بلا ماء او كهرباء او اتصالات , ولاتزال ترمز الي عهد الفصل العنصري البائد الذي حرم السود من العيش في مدن المستوطين الرئيسية في البلاد واصر علي بقائهم داخل سويتو , من هناك تولدت الكراهية والحقد ضد البيض ايا كانوا ! لذلك فان الانسان العاقل لن يعرض نفسه للخطر فالفقراء لايميزيون !
اقترح السائق ان نزور احدي مخيمات البؤس للسود في ضواحي سويتو , وتعهد بضمان امننا الشخصي , وقال انني انتمي الي تلك المنطقة واعرفها جيدا واناسها بسطاء , ما ان نزلنا من الحافلة حتي قام السائق بتعيين مرشد سياحي لنا لكي يتجول معنا في مخيم السود مقابل ثلاث دولارات ! والسائق دخل الي خيمة صغيرة يحيط بها اطفال وشباب فقراء واذا بها صالون حلاقة في الهواء الطلق , المخيم بائس والاطفال محرومين من المياه والكهرباء ولانقول من الانترنيت او الكورن فليكس ! والنساء جالسات امام بيوتهن المصنوعة من الصفيح و الاخشاب والرجال لاهثون وراء لقمة العيش او كسالي خلف الاسوار الشائكة التي تحيط بالمخيم , وكلاب المخيم ايضا جائعة , وحواريه الضيقة الرملية تضيق بالاطفال الباعة الذي يركضون الي المجهول ! اصرت احدي الامهات ان ندخل الي منزلها , حياة اخري فقط ترجع الي عصر الفحم الحجري او العصر الحجري ذاته , يالها من حياة كارثية ! ياله من حاضر اسود ومستقبل قاتم السواد , ففي تلك البقعة من الارض توجد اعلي معدلات للاصابة بالايدز في العالم , ولاتدخل من الدولة لانقاذ الارواح من الموت بالايدز, الناجم ايضا عن الفقر والجهل والتخلف والامية والبطالة والتشرد , ففي كل يوم يموت المئات من ابناء تلك المنطقة المنكوبة وهناك غيرها كثير في جنوب افريقيا السوداء !