سيجتمع العالم في مؤتمر آراب هيلث 2023 في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث يعتبر المعرض فرصة مثالية للمستثمرين لدفع الابتكار في صناعة الصحة، وخاصةً بعد الاستقرار السياسي المتزايد في المملكة المتحدة وأهداف البحث والتطوير الطموحة بعد فترة عصيبة من الاضطرابات السياسية في السنوات القليلة الماضية.
من الواضح الآن أن المملكة المتحدة لن تصبح منافسًا غير منظم للاتحاد الأوروبي، لذلك يجب أن يكون تركيز الحكومة على تحسين جاذبية المملكة المتحدة لكل من الاستثمار الداخلي والمصدرين، حيث يعد عقد الشراكات في منطقة الخليج أمرًا حيويًا للمساعدة في جلب الابتكار إلى السوق أو النطاق من جهة، وزيادة الصادرات من جهة أخرى.
تعد الصفقة التجارية المحتملة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي أولوية واضحة لحكومة المملكة المتحدة وخارج المجال السياسي، حيث يجد المستثمرون الذين يتطلعون إلى المملكة المتحدة أنفسهم في وضع قوي أيضًا، إذ تباطأت عجلة الاستثمار في المملكة المتحدة بشكل كبير منذ عام 2016، وأصول المملكة المتحدة رخيصة نسبيًا.
في مجال التكنولوجيا الطبية على وجه التحديد، أظهر بحث صادر من شركة ABHI في نوفمبر 2022 أن ثلاثة أرباع شركات صناعة التكنولوجيا الصحية تعتقد أنه لن يتم النظر إلى المملكة المتحدة كأولوية على المستوى الدولي، بينما يعتقد 17٪ فقط من شركات التكنولوجيا الصحية أن المملكة المتحدة تأخذ نهج طموح في تطوير نظام سيادي.
ولكن مع خروج المملكة المتحدة من فترة عدم الاستقرار السياسي، تبقى نقاط القوة الأساسية للبلاد في الابتكار والبحث والتطوير قائمة، حيث أعلنت حكومة المملكة المتحدة العام الماضي عن أكبر ميزانية للبحث والتطوير على الإطلاق، حيث استثمرت ما يقرب من 40 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2025 لدفع طموحات البلاد إلى أن تصبح قوة علمية عظمى. هذا بالإضافة إلى 260 مليون جنيه إسترليني من تمويل حكومة المملكة المتحدة الذي تم الإعلان عنه العام الماضي لأبحاث الرعاية الصحية وتطويرها وتصنيعها.
كجزء من هذا المشهد المتوسع باستمرار، هناك فرص الآن في مجالات سريعة النمو مثل: التكنولوجيا الصحية وعلوم الحياة وصافي صفر التكنولوجيا، إلى جانب نقاط القوة التقليدية مثل: الخدمات المالية والخدمات المهنية والصناعات الإبداعية والدفاع.
يمكن أن تكون هذه مجالات مثمرة للشراكة المحتملة لاقتصادات الخليج، مما يساعد على تلبية بعض أهدافها الاقتصادية والاجتماعية لقاعدة مهارات أعلى وأكثر استدامة في اقتصاداتها، مع دفع تحسينات أوسع انتشارًا في الرعاية الصحية.
وقد بدأت بعض الشركات بالفعل في الاستفادة من هذه الفرصة، حيث افتتحت وزارة التجارة الدولية مؤخرًا سوق تصدير المملكة المتحدة أمام دولة قطر لتزويد الفيتامينات والمكملات الغذائية، مما يتيح الشركات المعروفة دوليًا مثل هولاند آند باريت إلى منتجات التصدير، وفي عام 2007 ، أصبحت مستشفى مورفيلدز دبي للعيون أول فرع خارجي من المستشفى الذي يتخذ من لندن مقراً له، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد مؤسسات الرعاية الرائدة في المنطقة، وفي عام 2020 قدمت وزارة التجارة الدولية ومكتب الاستثمار شراكة الاستثمار السيادية بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة البالغة 800 مليون جنيه إسترليني في علوم الحياة.
وبهذه المناسبة قال بول بينتون، المدير العام لشركة ABHI الدولية: “، نأتي إلى الشرق الأوسط من خلال المشاركة في معرض آراب هيلث على مدار العقدين الماضيين، والشيء الوحيد الذي نلاحظه هو مدى تقدير قطاع علوم الحياة في المملكة المتحدة داخل المنطقة، حيث تعد التكنولوجيا الصحية كصناعة متنامية، ومن خلال الروابط التجارية المعززة بين المملكة المتحدة والخليج فإنه يمكن لمزيد من المرضى الاستفادة من تقنيات تحسين الحياة، وغالبًا ما تلعب دوراً هاماً في إنقاذ حياة المرضى، حيث يعد معرض آراب هيلث حقاً كمنصة مثالية لعرض هذا الأمر، ونحن نتطلع إلى دعم مجموعة المملكة المتحدة مرة أخرى والاستماع إلى خبراء مثل ليكسينغتون حول كيفية تطور هذا التعاون المشترك”.
من جهته قال بول ماكجريد، مستشار السياسة الأوروبي السابق لاثنين من رؤساء الوزراء البريطانيين، وهو الآن كبير المستشارين في ليكسينغتون، إحدى أهم شركات الاستشارات الإستراتيجية الرائدة في المملكة المتحدة: “تعد الشراكة بين المملكة المتحدة ومنطقة الخليج بمثابة شراكة رابحة لكلا الطرفين، حيث تقود الابتكار والتحسينات في مجال الرعاية الصحية في وقت حرج مع توفير تعزيز المهارات أيضًا، إذ تنتقل المملكة المتحدة إلى فترة تتسم بقدر أكبر من الاستقرار السياسي والقدرة على التنبؤ التنظيمي، مما يجعل هذا الوقت مناسبًا للاستثمار في قيادة البحث في القطاعات الرئيسية مثل الصحة وعلوم الحياة”. سيقوم خبراء من ليكسينغتون باستكشاف هذه الموضوعات كجزء من عرضهم التقديمي، وقيادة شراكات الرعاية الصحية المستقبلية بين الخليج والمملكة المتحدة في جناح الرعاية الصحية في المملكة المتحدة يوم الأربعاء 1 فبراير من الساعة 1:00 وحتى الساعة 1:30 ظهراً في القاعة الثانية.