البرتغال – من جمال المجايدة : انتقلنا من مدينة سينترا الي بلدة كاشكايش البرتغالية بالحافلة الصغيرة , وتبدو البلدة الواقعة علي اقصي نقطة في الغرب الاوروبي علي ضفاف الاطلسي وادعة جميلة مليئة بالحيوية والنشاط بفضل تدفق السياح اليها طيلة العام .
وصلنا الي البلدة مرورا بقرية / كابو دا روكا / التي الهمت الشعراء والفنانين وهي تعرف بنقطة الانطلاق الي امريكا اذ تبعد عن الساحل الامريكي اربعة ساعات فقط بالطائرة .
وقفت علي شاطئ الاطلسي وتذكرت انني اقف علي اخر نقطة لليابسة لقارة اوروبا كلها , هناك في ذاك المكان الساحر تنتهي حدود القارة الاوروبية وهي منطقة صخرية ساحرة بفعل الطبيعة وعوامل الزمن وامواج المحيط العاتية التي تفعل فعلها الاسطوري في الجرف المتعرج العملاق .
كانت تلك هي المرة الاولي التي اقف فيها علي حافة القارة واري فيها نهاية اوروبا وتذكرت كيف شاهدت نهايات القارات في امريكا وافريقيا واستراليا خلال جولات سابقة عبر الزمن .
تلك المشاعر المتولدة تعطيني دائما احساس فريد حول المقارنة مابين البدايات والنهايات .
وبعد لحظات من التأمل في المحيط واللون الازرق الذي كان يحاصرنا من كل صوب واشعة الشمس الدافئة في شتاء البرتغال المعتدل الجميل , تناولنا طعام الغذاء بصحبة نائب عمدة كاشكايش في مطعم ذو واجهة بحرية تطل علي الاطلسي بجوار / فم الشيطان / وهو الاخذوذ العملاء الذي نتحته مياة الاطلسي في حافة الجرف القاري الذي يرسم نهاية القارة الاوروبية هناك , ودار حوار حول السياحة الاوروبية والامريكية والعربية الي البلدة التي تعتز بتاريخها وبقربها من المغرب وبلاد شمال افريقيا العربية .
واعربت نائب العمدة عن املها في زيادة الوعي باهمية كاشكايش لدي السياح الخليجيين والعرب وقالت / ان البلدة مؤهلة لاستقطاب السياح وخاصة العائلات التي تبحث عن ملاذات امنة ومريحة وحيوية مثل كاشكايش /.
واشارت الي ان الاسعار الخاصة بالفنادق والمنتجعات معتدلة جدا وتناسب الجميع وهي اقل من اية مدينة اخري في اوروبا اضافة الي ان البلدية تحتضن المواقع الاثرية والقصور والقلاع التاريخية والشواطئ والمطاعم الراقية والاسواق الشعبية وغيرها من عوامل الجذب السياحي .
وقالت نائب العمدة ان بلدة كاشكايش تمتاز بلدة كاشكايش بشواطئها الرائعة والفنادق والأندية الليلية والمقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه. وفيها مجموعة من القصور والفيلات الرائعة التي يمكن أيضا للسواح والزوار استئجارها.
الزائر كاشكايش يكتشف ببساطة انه تم تشييدها بطراز معماري يمزج مابين حضارة الشرق والغرب , نظرا لتاثير المغاربة علي تراثها المعماري .
والحافلة تسير بنا لاحظنا على جانبي الطريق كثير من المحلات التي تبيع الصناعات المحلية البرتغالية مثل السيراميك والهدايا التذكارية ، والرسوم والمنحوتات التي تمثل رموزا برتغالية مثل الديوك والقلاع القديمة والمنحوتات والرسوم المنوعة التي تصور حياة السكان هناك على مر العصور. .
لاحظنا خلال الجولة أن شوارع كاشكايش مرصوفة بالحجر البرتغالي التقليدي الذي ترصف فيه عادة أزقة وشوارع المدن البرتغالية، وهو باللونين الأسود والأبيض. نفس الحجارة الموجودة في طرقات لشبونة وجدناها .
في قلب كاشكايش وبالقرب من مبنى مجلس البلدية الجميل يقع النصب التذكاري للمغامر والشاعر البرتغالي الكبير الراحل لويس دي كامويس (حوالي 1524-1580) ، وكان كامويس يكثر من الكتابة ضد المسلمين والعرب المعروفين بالمورو أي المغاربة في البرتغال واسبانيا. ويقال أن أحد الأشخاص قام بفقء عين الشاعر كامويس. ومن قصائده الهامة، القصيدة الملحمية “أوس لوسياداس”، حيث كانت تحت التأثير الرئيسي للإنياذة لفرجيل.
وقال لنا المرشد السياحي خلال الجولة ان بلدة “كاشكايش” البرتغالية البحرية العريقة ، كانت بلدة للصيادين ثم تحولت منذ سنوات قليلة الى بلدة سياحية تجذب السواح والزوار والمصطافين من كل العالم، ولا تبعد عن العاصمة لشبونة سوى مسافة 45 كلم ويمكن الوصول إليها بالقطار والباص والسيارة وحتى بواسطة الدراجات الهوائية. .
وذكر ان بلدة “كاشكايش” كانت المكان المفضل لدي الملوك الامراء الأوروبيين . وشملت الجولة زيارة الي مبنى المركز الثقافي التابع لمجلس المدينة ، وزرنا المعارض التشكيلية الدائمة في المركز . وقيل لنا ان المبني ذو اللون الزهري , فاز بجائزة نوبل للتصميم المعماري الفريد والذي صممه مهندس معماري برتغالي قبل عشر سنوات .