لشبونة – من جمال المجايدة
اقترحت المرشدة السياحية القيام بجولة ليلية في الحي القديم بوسط لشبونة , علي ان تنتهي الجولة في احدي مقاهي الحي الشعبي لسماع / موسيقى الفادو /.
توجهنا عبر دروب ملتوية تحت زخات المطر لكي نصل اخيرا الي المقهي , حيث جلسنا في المقهي المتواضع ذو الاثاث الذي يرجع الي قرن مضي والعاملين الذين نحت الزمن اثاره علي وجهوهم .
لكن ما ان بدأت مطربة / موسيقى الفادو / الغناء حتي صمت الجميع وهكذا تتوالي المطربات والمطربين الي منتصف الليل يقدمون وصلات غنائية شعبية باعتبارهم من مطربي الشوارع الذين يقتاتون علي مايجود به الزبائن عليهم من مال او مايدفعونه لهم لقاء شراء الاقراض الممغنطة التي تحمل موسيقاهم الشعبية التي تعد اليوم إحدى المكونات الأكثر أهمية ووضوحا في الثقافة البرتغالية.
وما تزال لشبونة تنغمس في هذا الطراز الفني الموسيقي العريق الذي يقال أنه نشأ في أوائل القرن التاسع عشر في شوارع هذه المدينة. ويعود أصل هذه الموسيقى إلى شيء يسميه السكان المحليون “سوداد”، وهي كلمة ليس هناك من ترجمة حرفية لها، غير أنها تشير إلى الحنين إلى الماضي والحزن وإثارة الشجون والشوق الموجود في ألحان ومحتوى هذا النوع من الموسيقى. وتنتشر نوادي موسيقى الفادو في أغلب مناطق لشبونة، كما يمكن للمرء أيضا مشاهدة عازفي هذا النوع من الموسيقى وهم يؤدون معزوفاتهم على الطرقات. وتضم منطقة ألفاما متحف موسيقى الفادو، وهو جدير بالزيارة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون بمعرفة المزيد عن التراث الموسيقي للمدينة.
وبالإضافة إلى بيوت موسيقى الفادو الشهيرة في تلك المناطق، يجعل ذلك المزيج المتناغم ما بين سحر القرن السادس عشر والسحر البوهيمي من منطقة آلتو وجهة مفضلة لدى الكتاب والفنانين. ويعتبر الكثير من الناس هذه المنطقة مركزا لحياة السهر الزاخرة بالنشاط والحيوية في لشبونة، وذلك لما تحتويه من مقاه عصرية ومتاجر رائدة للأزياء والتي تفتح أبوابها حتى ساعات متأخرة.
وتمتلك لشبونة عددا كبيرا من المباني والمناطق التاريخية، غير أن برج بيليم يظل الأشهر من بينها. وقد يعود تاريخ إنشاء هذا البرج إلى تاريخ إنشاء المدينة نفسها، وقد مثّل البرج نقطة انطلاق للعديد من الرحلات الاستكشافية خلال عهد الاستكشافات البرتغالي، وهو من بين المواقع السياحية المفضلة لدى الزوار. أما إذا كنت ترغب بالتمتع بأفضل الأماكن لمشاهدة لشبونة، فما عليك سوى التوجه إلى إحدى المقاهي المقامة على جانب أحد الأرصفة في واحدة من المناطق العديدة في هذه المدينة. وتمتلك لشبونة الكثير من الكنوز المكنونة التي يمكن استكشافها في الأزقة الوادعة التي تقع ضمن المنطقة التاريخية والتي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى أو على امتداد أفينيدا دا ليبيريداد “جادة الحرية” فائقة الحداثة.
وقد تم حفظ الكنوز الفنية في عدد من المتاحف ومعارض الفنون الكبيرة والساحرة في لشبونة، بما فيها مجموعة كالوست جولبينكان التي تفخر باحتوائها على أعمال رامبرانت ورينوار وعدد آخر من أشهر الرسامين.
التسوق والترفيه .
تتعدد الخيارات عندما يتعلق الأمر بالأزياء والترفيه. فابتداءً من الأسماء العالمية الكبيرة والمصممين المحليين في مجال الأزياء، وانتهاءً بالنوادي والمقاهي وبيوت موسيقى الفادو، تشتهر مناطق بايرو آلتو، وشيادو وبرينسيب ريال بكونها تضم عدداً كبيراً من متاجر الأزياء المحلية والمطاعم والتسهيلات الترفيهية الأخرى.
المأكولات البرتغالية تشكل المأكولات البحرية جزءً رئيسياً من الأطباق التي تقدم في لشبونة، وذلك لكونها مدينة ساحلية. ويتم تقديم الأسماك والمحار في الكثير من الأطباق بما فيها طبق “الباكالياو” الوطني الذي يتكون من سمك القد المجفف والمملّح. كما تعد أسماك السردين والمكاريل الحصاني المكونات الرئيسية في طبق يخنة الكالديرا، بينما يكمل الأرز مزيجا من لحم السلطعون والكركند والمحار والروبيان ليكوّن الطبق المسمى أروز دي ماريسكو. وهناك أيضاً طبق وطني آخر يدعى كوزيدا آ بورتجيزا الذي يتكون من اللحوم عوضاً عن المأكولات البحرية ويتكون من تشكيلة متنوعة من اللحوم. غير أننا نوصيك ببدء رحلتك الإستكشافية في مجال المأكولات البرتغالية في المطاعم المعروفة مثل ليسبوا آ نويت أو سيريفيجاريا ترينيداد.