لشبونة – جمال المجايدة : كانت زيارة لشبونة عاصمة البرتغال ممتعة ورائعة , رأيتها مدينة حالمة متجددة ترحب بزوارها , و في كل مرة ازورها اري فيها كل ماهو جميل ورائع .
تبدأ الرحلة بالتجوال في لشبونة التي يمكن وصفها ببساطة بانها مدينة ودية موغلة في اعماق التاريخ , تجولنا طويلا في شوارعها وميادينها وساحاتها انها مدينة تنام فوق سبعة تلال قرب النهر ! تخيلوا المدينة مبنية فوق سبعة تلال , فكل الطرق تؤدي الي قلبها ! وتحرسها قلاعها وحصونها الشامخة التي تزيدها قوة وبهاءا .
لشبونة المشيدة فوق مياة البحر تصافح وجه نهر تاجوس الذي يربطها باسبانيا والاطلسي انها مدينة لها قصص وروايات ويصعب فهم لغز جمالها وثراء تاريخها الفني والمعماري الذي يعتز به البرتغاليين كثيرا .
في لشبونة تنسي الوقت وانت تتجول وسط القصور التاريخية والاثار الخالدة التي بناها البرتغاليون في القرن الحادي عشر ليتركوا لزوارهم اليوم روائع معمارية ربما هي الاكثر ثراءا للتراث الانساني العالمي .
داخل المنطقة الثقافية !
لم يمضي سوي ثلاث ساعات فقط علي وصولنا الي المدينة حتي رحنا نتجول في عربات الفولكس فاغن موديل السبعينيات والتي تعرف باسم / ليزبون باي بيتلز / لاسكتشاف الوسط التاريخي للعاصمة والتعرف علي معالمه الشهيرة مثل / دير جيرونيموس / و/ برج بيليم / لاقتناص الوقت في اكتشاف كنوز من الشرق والغرب داخل المنطقة الثقافية التي تبدو كمتحف عالمي المستوى , فضواحيها عبارة عن مجموعة رائعة من المعالم السياحية التي لايمكنك سوي التوقف امامها طويلا!
لشبونة هي عاصمة البرتغال منذ عام 1256 وأكبر مدنها. تقع على ساحل المحيط الأطلسي. يبلغ عدد سكانها لشبونة حوالي 564000 نسمة وتضم العديد من الميادين والكاتدرائيات والمعالم التاريخية والمقاهي والمحلات بالإضافة إلى العمارة المعاصرة.
فوق احدي التلال السبعة توجد صومعة بيليم Torre de Belem الذي شيد عام 1515 لحماية ميناء لشبونة. وقد اعتبرته اليونسكو ارثا عالميا، وقد صممه الاخوة ارودا وشيده الملك مانويل الأول وهو واحد من المعالم التاريخية المثيرة في تلك المنطقة.
وبيليم، التي تعني باللغة العربية بيت لحم، هي النقطة التي انطلق منها الرحالة البرتغالي / فاسكو دي غاما / في رحلته التي استمرت سنتين واكتشف فيها رأس الرجاء الصالح وبالتالي الطريق إلى الهند، وهو الأمر الذي عزز مكانة البرتغال العسكرية والمالية .
قبل حلول المساء تجولت في / دير جيرنيموس / ذلك القصر الذي يعد من اهم روائع العمارة في العالم وتوقفت طويلا امام ضريح الرحالة البرتغالي / فاسكو دي غاما / الذي اعطي لبلاده مجدا لايمكن تكراره مرة اخري فالبرتغال اليوم لم تعد قوة بحرية غازية بقدر ماهي دولة مسالمة تسعي لتامين لقمة العيش لمواطنيها ال 12 مليون نسمة .
ارث تاريخي!
دير جيرنيموس يعتبر من المواقع التي تعتبرها اليونسكو ارثا تاريخيا. وقد استكمل تشييدها في عام 1541 بناء على اوامر من مانويل الاول الذي اهداه الى روح الملاحين البرتغاليين الذين يصلون هناك. ويصل ارتفاع هذا العمل الفني الرائع الى 25 مترا، وهو مثله مثل العديد من الاديرة البرتغالية، ينتمي الى الطراز القوطي .
لشبونة او ليسباوا باللغة البرتغالية او الاشبونة كما كان يطلق عليها العرب القدامي، هي عاصمة البرتغال منذ عام 1256 تعني بالنسبة لزائريها التاريخ والجغرافية واكتشاف العالم وبناء المستعمرات البرتغالية في اماكن كثيرة منه من الخليج العربي الي افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية .
زرنا النصب التذكاري الذي افتتح عام 1960 بمناسبة الذكرى الخمسمائة لوفاة امير البرتغال الامير هنري الملاح الذي اسس اول مدرسة بحرية في تاريخ البرتغال والتي كانت مسؤولة عن اتساع النشاط البحري للبرتغال.
ويقف الامير هنري في مقدمة النصب التذكاري. وخلفه شخصيات من المستكشفين البرتغاليين من بينهم فاسكو دي غاما نفسه بالاضافة الى شعراء وفنانين معروفين.
الباكالاو !
اما ميدان روسيو الشهير، الذي يتدفق عليه السياح من جميع انحاء العالم. ويتوسطه تمثال دوم بيدرو الرابع الذي حكم البرتغال بين 1826 و 1828 وتنتشر به العديد من المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية. وزيارة الميدان فرصة لا تعوض للتعرف على الثقافة البرتغالية عن قرب ولا سيما المطبخ البرتغالي. والاكلة الوطنية البرتغالية المعروفة باسم الباكالاو، وهي عبارة عن سمك قد مملح ومجفف، لا تبدو من حيث الشكل مشجعة، ولكنها تعتبر الاكلة المفضلة لدى البرتغاليين السياح ذوي القلوب القوية والجريئين.
الفولكلور البرتغالي !
حين يسدل الليل ستائرة تبدأ الملاهي والنوادي الليلية تترنم بالأغنية البرتغالية الفلكلورية القديمة التي تتحدث عن الشوق إلى لشبونة، وتقول كلماتها: «ساحرة من الداخل وتطربين بمرح يا لشبونة». وبالفعل، تتباهى لشبونة بالحياة الترفيهية الموجودة بها هذه الأيام، بداية من محلاتها البارزة، وحتى أماكن الحياة الليلية، والفنادق الأنيقة الحديثة، ومع ذلك، لم تدر العاصمة البرتغالية ظهرها إلى عاداتها وتقاليدها التي تحظى بكل الاحترام والتقدير،
ما زالت لشبونة تحظى أيضًا بروائع العالم القديم. ففي كل ركن منها، يمكنك أن تجد المباني البسيطة ذات النقوش القرميدية القديمة، الباقية آثارها على واجهات المباني، والتي ما زالت حتى وقتنا الحالي تبهر الناظرين إليها. وستغادر هذه المدينة بشوق العودة إليها من جديد، ومن يدري فربما تتغنى فيها من السعادة والابتهاج.سواء كان الامر يتعلق بشواطئها الجميلة ومواقعها التاريخية، والمعمار الحديث، او حياة الليل المنعشة، فإن البرتغال هي بلاد مثيرة وجميلة. فالشواطئ الرملية الناعمة في الجنوب والضجيج الذي يتميز به الشمال تقدم مجموعة كبيرة من الاهتمامات التي يمكن ان ترضي جميع الاذواق.
احياء متنوعة !
تمتاز لشبونة بأحيائها. فيتوسطها حي بايكسا بمتاجره ومصارفه ومقاهيه. وتدبّ الحياة ليلاً في حي بايرو ألتو، الذي تسكنه الطبقة العاملة، نظراً إلى ما يحتوي عليه من مطاعم وحانات ونواد ليلية. وفيما يرتدي حي تشيادو حلة الرقي بمسارحه ومكتباته ومتاجره التي تبيع ملابس كبار مصممي الأزياء، يطلّ حي ألفاما على كل أجزاء المدينة ويهيمن عليه قصر ساو خورخي، الذي بناه المور في القرن الحادي عشر. طابع المدينة وروحها يتجلّيان بوضوح في ساحاتها العامة، تلك المساحات المفتوحة، الصغيرة والكبيرة، المزينة بأنصاب تذكارية وتحف الفن الحديث. ففيها يختلط السياح بالسكان المحلين، الذين يحثون الخطى متوجهين إلى محطات قطار الأنفاق، أو يقفون أمام واجهات المحلات المجاورة، أو يجلسون في المقاهي التي تحتل الأرصفة. واغرب مايمكن للزائر ملاحظته ان جميع شوارع المدينة وساحاتها مرصوفة بقطع الحجر الصخري الابيض لتعطيها رونقا خاصا مستمدا من روح البحر .