شهد إنتاج الكاكاو وفق معايير التجارة المنصفة نموا سريعا في ساحل العاج أكبر منتج عالمي لهذه الحبوب التي غالبا ما يواجه العاملون في زراعتها انتقادات على خلفية عمالة الأطفال.
ففي منطقة أدزوبيه على بعد 100 كيلومتر شرق أبيدجان، سمحت العلاوات المدفوعة لمزارعي الكاكاو وفق معايير التجارة المنصفة، إضافة إلى السعر المحدد رسميا، بإنشاء مدارس ومراكز صحية وشراء مضخات مياه وألواح شمسية.
ويقدر انتاج ساحل العاج بحوالي 300 طم سنويا من الكاكاو الخام .
وللحصول على العلامة الخاصة بهذا المجال، على الإنتاج أن يحترم المعايير البيئية لناحية استخدام المبيدات الحشرية إضافة إلى توفير دخل لائق للمزارعين ومنع أي شكل من أشكال عمالة الأطفال.
وتحظى التجارة المنصفة القائمة خصوصا على ضمان جودة الإنتاج والقدرة على تتبع العمليات المتصلة به، بتقدير كبير من جانب المستهلكين الأوروبيين والأميركيين الذين يبدون استعدادا لدفع مبالغ أكبر لتناول ألواح شوكولا حائزة شهادة إنتاج وفق معايير التجارة المنصفة.
غير أن حصة الكاكاو المنتج وفق شروط التجارة المنصفة من الإنتاج الوطني في ساحل العاج لا تصل إلى 10 % وفق الشبكة العاجية للتجارة المنصفة.
ويتمتع الكاكاو بأهمية استراتيجية لساحل العاج (أكبر منتج عالمي مع 40 % من السوق العالمية). ويمثل “الذهب الأسمر” 10 % من إجمالي الناتج المحلي في ساحل العاج و40 % من إيرادات التصدير فضلا عن مداخيل مباشرة وغير مباشرة لحوالى خمسة ملايين شخص من أصل 23 مليون نسمة وهو العدد الإجمالي لسكان ساحل العاج.
مع ذلك، لا تزال عائلات ريفية كثيرة تعاني الفقر وهو أحد العوامل المساهمة في عمالة الأطفال في مواقع إنتاج الكاكاو.
وغالبا ما ترسل العائلة أطفالها إلى العمل على حساب تحصيلهم العلمي فيما تعتبر ساحل العاج وجهة إقليمية رئيسية في الاتجار بالأطفال الآتين من البلدان الحدودية. ويأتي الأطفال للعمل في الزراعة.
“الممارسات الزراعية السليمة” –
وكان حوالى 1,2 مليون طفل يعملون في زراعة الكاكاو في ساحل العاج ، بحسب المبادرة الدولية للكاكاو وهي منظمة أنشأها القائمون على صناعة الشوكولا لمكافحة عمالة الأطفال في هذا القطاع.
وتقدم تعاونية “كايات”، الشريك العاجي لمنظمة “فير ترايد” البريطانية الداعمة لمبادئ التجارة المنصفة، دعما لأكثر من ألفي عضو في منطقة أدزوبيه تلقوا تدريبا على “الممارسات الزراعية السليمة”، من تخصيب الأراضي إلى الحصاد مرورا بالتخمير، وهي مرحلة مهمة تعطي للشوكولا مذاقه.
وتفيد التعاونية سنويا من منحة بقيمة 200 مليون فرنك افريقي (حوالى 355 ألف دولار) من صناع الشوكولا يذهب 25 % منها مباشرة إلى المزارعين.
ويقول روبير ياو نغيتيا من مزرعته التي تنتج حاليا طنا من الكاكاو بعدما كان إنتاجه لا يتعدى 300 كيلوغرام في السابق “التجارة المنصفة غيرت حياتي”.
ويضيف “يمكننا الذهاب إلى الحقل فيما أطفالنا يرتادون المدرسة”.
وقد شيدت قرية ياكاسي اتوبرو روضة أطفال تتمتع بنظام إنارة عامل على الطاقة الشمسية بفضل إيرادات “التجارة المنصفة”.
ولمزارعين كثر، يمكن لعلامة التجارة المنصفة أن تكون حلا لتدهور إيرادات تجارة الكاكاو وهو وضع يطاول خصوصا صغار المنتجين.