باكو – د.جمال المجايدة:
بعد رحلة شيقة في جبال القوقاز توجهت الى مدينة باكو عاصمة أذربيجان، لاستكمال عطلتي الصيفية في الأسبوع الأول من أغسطس 2022 .
لقد زرت تلك المدينة الواقعة على بحر قزوين، مرات عدة الا انني في كل مرة اكتشف بواطن جديدة للجمال في العاصمة الاذرية , التي يعني اسمها ” مدينة الريح ” نظرا لتيارات الهواء القوية التي تهب عليها من الجبال المحيطة بها.
امضيت هناك أسبوعا كاملا تعرفت فيه على نمط الحياة في باكو الرائعة حيث تلتقي الأجواء الصاخبة للشرق بالطابع العصري في أماكن الجذب الرئيسية،
من خلال جولتي لاحظت ان باكو من اجمل وأكبر مدن القوقاز وبدا لي انها تشهد طفرة سياحية كبيرة في الوقت الحاضر، إذ توفر لزائريها السعادة والترفية بين أرجاء واحة فخمة من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، وفرص التسوق والتنزه المتنوعة على ضفاف بحر قزوين..
جدران باكو الحجرية الفاتنة وشوارعها المرصوفة بالحصى للبلدة القديمة المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي تريح النفس من وهج ناطحات السحاب وأحياء الشقق الفاخرة التي تهيمن على بقية أجزاء المدينة.
جولة في المدينة القديمة!
تجولت في داخل المدينة القديمة , هناك توجد حكايات لتاريخ باذخ تم الحفاظ عليه بشكل سليم، حيث يمكن للزوار التسلق إلى ميدان تاور اي «برج العذراء” للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة ومتاهة شوارع البلدة القديمة ومناراتها الشاهقة، فقبل التجوال بقصر شيرفانشاهس المقدس زر النصب التذكاري الذي يضم ضريح الفيلسوف سيد يحي باكوفي، وحماماً صحياً يعود للقرن السابع عشر وبيتاً حجرياً صغيراً مزخرفاً، لاحظت الاعداد الكبيرة من الزوار الذين يتجولون في المحال التجارية والبوتيكات ذات الألوان الداكنة التي تحتل المساحة بين جدران المساجد الصغيرة، تشمل المعالم التاريخية أيضاً مجالس شرب الشاي والمعارض الفنية ومتحف باكو.
و يمكن للزوار أن يستعيدوا حيويتهم بعد يوم مضن من التجوال وسط المدينة خاصة في شارع نظامي الشهير , مستكشفين المعالم الرئيسية والمواقع التاريخية الأخرى من خلال الاسترخاء في أحد فنادق المدينة والاستحمام في أحواضها الجذابة والاستمتاع بمشاهدة أفق المدينة عبر شرفة فنادقها العصرية الفاخرة عند المساء، حيث تلبي فنادق المدينة العالمية جميع متطلبات السياح.
ساحة النافورة
إن قاعة كريستال الخلابة التي تأخذ الشكل البلوري قد شيدت لاستضافة ذلك الحدث الغنائي، حيث تقع تلك القاعة على تلة صغيرة تطل على بحر قزوين وتسطع نهارا بفعل أشعة الشمس كما ترسل أضواء الليزر في السماء ليلا. وتعتبر القاعة قريبة من ميدان العلم الوطني، والذي يعد موطنا لأحد أكبر الأعلام في العالم، وبالتأكيد الأكبر في أوروبا حيث يرفرف هذا العلم على على سارية يبلغ ارتفاعها 162 مترا فيما يبلغ طول العلم 70 مترا وعرضه 35 مترا. أما أفق السماء بالمدينة، فيحتضن نسبة كبيرة من ناطحات السحاب التي بني معظمها في غضون السنوات العشر الماضية،
أبراج النار
تعتبر من أشهر المعالم السياحية في العاصمة باكو وتتمثل في الأبراج الثلاثية التي شيدت مؤخرا والتي تعرف باسم “أبراج النار” وهي ترتفع بنحو 235 مترا فوق المدينة. فضلا عن ذلك، تبدو هذه الأبراج براقة ولامعة أثناء النهار ومذهلة خلال الليل، لاسيما عندما تضاء حوالي عشرة آلاف من المصابيح الملونة والتي ترسم أنماطا هندسية من الأضواء والنيران الراقصة. ويشار هنا إلى أن كلمة آذربيجان تعني ” أرض النار ” وقد عرفت بهذا الاسم لأن حقول الغاز فيها تنفث النار من الأرض عند خروجها إذ تمتلك البلاد احتياطيا كبيرا من البترول والغاز.
برج ميدين
غير أن أهم المعالم السياحية بالعاصمة هو ” برج ميدين” الذي يعشقه السكان مثلما يعشق الباريسيون برج ايفل، وكان هذا البرج فيما مضى معبدا ثم أصبح برجا للمراقبة ثم فنارة لإرشاد السفن في البحر. واليوم، يستطيع الزائر تسلقه على ارتفاع 28 مترا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة من قمة البرج.
متحف السجاد
ورغم أن متحف السجاد مخصص للسجاد والمنسوجات، إلا أنه يعكس الأحداث التاريخية للبلاد عن طريق السجاد ونقوش البلاط، تم تصميمه على شكل سجاد مطوي، وباعتباره محطة هامة على طريق الحرير، فإن أذربيجان تشتهر بصناعة السجاد والمشغولات اليدوية الزاهية المثيرة للدهشة كالمعروضة هنا في هذا المتحف، وبطبيعة الحال يمكن للزوار معاينة بعض هذه المنسوجات عن قرب في مخزن المتحف.





