نجحت دولة الإمارات من ترسيخ مكانتها ضمن أفضل وجهات السياحة العلاجية حول العالم بفضل الثقة الدولية المتنامية بقطاعها الصحي الذي نجح في استقطاب كبرى المؤسسات الطبية ذات المكانة العالمية المرموقة.
وتحتل بذلك المركز الأول ضمن قائمة أفضل الوجهات للسياحة العلاجية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فيما تحتل إمارة دبي المرتبة الأولى عربياً والسادسة عالمياً في «المؤشر العالمي للسياحة العلاجية» الصادر عن المركز الدولي لبحوث الرعاية الصحية.
وأشار شريف بشارة الرئيس التنفيذي للمستشفى الأميركي بدبي، إلى أن دولة الإمارات لديها العديد من المميزات لتكون وجهة جذب للسياحة العلاجية في المنطقة والعالم وعلى رأسها جودة الخدمات المقدمة من خلال شبكة واسعة من المؤسسات الطبية الكبرى الحاصلة على شهادات اعتماد دولية، إلى جانب تنافسية الأسعار مقارنة بباقي دول العالم، والإمكانات السياحية الضخمة التي تلائم مختلف فئات المرضى وعائلاتهم، فضلا عن تطور البنية التحتية في الدولة، وموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب.
ولفت بشارة، إلى أن القطاع الصحي الخاص في دولة الإمارات نجح في تقديم تجارب مميزة للسياحة العلاجية في دولة الإمارات بفضل إطلاق العديد من المبادرات التي أسهمت بشكل كبير في استقطاب شريحة كبيرة من رواد السياحة العلاجية حول العالم، فضلا عن قدرته على تقديم الخبرة والابتكار وأفضل المعايير في هذا القطاع الهام مع مواصلة العمل مع الشركاء لاستكشاف فرص جديدة من شأنها ترسيخ مكانة الإمارات عالميا في هذا المجال.
وأوضح أن السياحة العلاجية في دولة الإمارات من المتوقع أن تحقق مزيد من النجاحات والإنجازات بفضل الثقة الدولية المتنامية بالقطاع الصحي الإماراتي، مشيراً إلى أن مبيعات السياحة العلاجية في الإمارات بلغت 12.1 مليار درهم في 2018 بنسبة نمو قدرها 5.5% مقارنة بالعام 2017، وفق تحليل سابق لغرفة تجارة وصناعة دبي مع توقعها استمرار نمو مبيعات السياحة العلاجية في الدولة إلى 19.5 مليار درهم بحلول العام 2023.
243 مليار دولار سوق الرعاية الصحية بالشرق الأوسط
يتوقع البنك الدولي بأن يرتفع عدد سكان دولة الإمارات إلى 11.1 مليون نسمة بحلول العام 2030، بمتوسط عمر يصل إلى 79.8 عام، كما من المتوقع أن يزيد عدد المقيمين فوق 56 عاما من 1.1 % إلى 4.4 % بحلول العام 2030.
ووفقا لشركة «ألين كابيتال» فإن دبي وحدها ستحتاج 8300 طبيب و8800 ممرض إضافي بحلول عام 2025، وسيلعب سوق الرعاية الصحية في دبي دورا محوريا في نمو قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 144 مليار دولار في العام 2020 إلى 243 مليار دولار بحلول العام 2023.
وتعتبر رؤية أبوظبي 2030 واستراتيجية دبي الصناعية، صناعة الدواء كأحد القطاعات الرئيسية التي يجب تطويرها نظراً للآفاق النمو المستقبلية لهذا القطاعات وإمكانيات التصدير وتأثيرها على المديين المتوسط والطويل.
ويتمثل التركيز الرئيسي طويل الأمد لحكومة دولة الإمارات في تقليل الاعتماد على الأدوية المستوردة وتصنيعها محليا، حسب ما أكدته الدراسة الحكومية الرسمية.
التطبيب عن بعد
تعتبر الإمارات من دول المنطقة الرائدة في مجال التطبيب عن بعد، وظهر ذلك بوضوح خلال جائحة «كوفيد 19»، فعلى سبيل أطلق مركز أبوظبي للتطبيب عن بعد، الخدمات الصحية عن بعد في العام 2016، وشهدت زيادة بنسبة 2000 % في عدد المكالمات خلال جائحة «كوفيد 19».
و60 % من حالات المرضى الواردة عبر الهاتف تم الرد عليها في غضون 30 دقيقة و95 % من المكالمات يتم الإجابة عليها في غضون 60 دقيقة و85 % من المرضى هم من المواطنين الإماراتيين.
%26 من الإنفاق الصحي بدول التعاون للإمارات
أشارت الدراسة المتخصصة لوزارة الاقتصاد، حول الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، إلى أن دولة الإمارات تستحوذ على 26 % من إجمالي حجم الإنفاق على الرعاية الصحية من قبل حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، وتعمل بشكل حثيث على تعزيز قطاع السياحة العلاجية.
ويمثل مجلس التعاون الخليجي وحده، 13 % من الإيرادات العالمية لمنتجات الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولفتت تقديرات الدراسة، إلى أن قيمة سوق الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بلغت 94 مليار دولار خلال العام 2021، وحجم الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون 30.5 مليار دولار في نفس العام، صعوداً من 2.4 مليار دولار فقط في العام 2016، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6%.
فيما يتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق الحالي على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 104.6 مليار درهم في العام 2022.
وأشارت الدراسة، إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي بمفردها، ستستحوذ على 23 % من العائدات المحققة من المبيعات في مرافق الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة من 2014 إلى 2025.
وبالنسبة للنمو المتوقع لسوق الرعاية الصحية العالمي حسب القارة، فيبلغ 13.4 % في آسيا والمحيط الهادي و13.1 % في أفريقيا، بينما يصل إلى 12.8 % في منطقة الشرق الأوسط، فيما تصل هذا النسبة في أميركيا الجنوبية إلى 10.7 %
