احتفل معهد دبي للتصميم والابتكار في فندق برج العرب بدبي بتخريج دفعة طلاب العام الدراسي 2024 في الحفل الذي تم بحضور سعادة مالك سلطان آل مالك رئيس مجلس امناء المعهد بصحبة أعضاء المجلس وعدد من المسئولين والضيوف من القطاع التعليمي إضافة إلى الكادر الاكاديمي والإداري في المعهد وعائلات الخريجين.
و عرض الخريجون، تجسيدًا لشعار دفعتهم “مصممون على مستوى آخر”، استعدادهم للارتقاء بمسيرتهم المهنية من خلال معرض تخرج مميز قدموا فيه مجموعة من المشاريع، والأطروحات، والنماذج التي تتناول الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا القابلة للارتداء، الاستدامة، التراث الإماراتي، والحلول التكنولوجية المبتكرة عبر قطاعات عديدة كالرعاية الصحية والتنقل والأمن الغذائي.
ويمثل العرض التطبيقات الواسعة للتصميم حيث يقدم صورة حقيقية لمخرجات درجة البكالوريوس متعددة التخصصات في التصميم الذي يطرحه المعهد و الذي يهدف إلى رعاية جيل جديد من المصممين والمبتكرين ورواد الأعمال في دولة الامارات ومنطقة الشرق الأوسط .
يُعد معرض الخريجين حدثا أساسيا في جدول الأعمال السنوي للمعهد، حيث يعرض طلاب السنة الأخيرة نتاج أربع سنوات من التفكير التصميمي المكثف وتطوير المنتجات، الذي يشكل جوهر أطروحات تخرجهم. و لا يمثل هذا الحدث احتفالا للخريجين بإنجاز مهم فحسب، بل يؤكد أيضًا التزام المعهد بتطوير مجال تعليم التصميم في المنطقة.
ويؤكد محمد عبدالله رئيس المعهد أن تغير متطلبات البيئة الحالية للعمل يحكم بالضرورة توجهات التطوير الأكاديمي. ليس فقط النظرية والمحاضرات هي التي تنمي المفكرين المبتكرين، بل تحديهم لإمكاناتهم وقدرتهم على ترجمة المعرفة إلى ممارسة. ويضيف “يجسد طلابنا والخريجون منهم بشكل خاص، تعاطفهم والتزامهم بتحسين عالمنا من خلال التصميم وهو الامر الذي نراه متمثلا بوضوح في كل مشروع من مشاريع التخرج”.
كما يضيف معلقًا على مشاريع الطلاب الإماراتيين ذات الجذور الثقافية فيقول : “لدينا مشاريع تستهدف الحفاظ على تقاليد الضيافة الإماراتية من خلال الأثاث، والحفاظ على لغتنا العربية من خلال التصميم وطرق الربط بين الموضة والمجتمعات للعودة والاتصال مجددا بالجذور وكذلك تقديم حلول للاستدامة في البيئة المحلية.”
تعد دبي واحدة من أكثر المدن ديناميكية ومرونة واستعدادًا للمستقبل في العالم. فبالإضافة إلى تمكين الاقتصاد الإبداعي وتجديده بالمواهب الماهرة، وفقًا للاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، يعزز نهج المعهد في التفكير التصميمي والتدريس التركيز المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة على الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي حيث يُعد الذكاء الاصطناعي أولوية استراتيجية للحكومة، و يتوقع أن يساهم بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وفقًا لتقارير برايس ووتر هاوس كوبرز.
ويقول الدكتور أمير زيد، عميد المعهد: “تمثل مشاريع التخرج المعروضة هذا العام ليس فقط رحلة المعهد التعليمية، بل تعكس أيضًا بعمق قيم وطموحات وهموم الأجيال الشابة. من المشاريع المتعلقة بالاستدامة والرعاية الصحية الشخصية إلى الحفاظ على التراث والتنقل والتطوير الحضري، يمثل معرض الخريجين مشاريع تضيف قيمة وتعيد تشكيل المستقبل اجتماعيًا، ورقميًا، وإبداعيًا، وتظهر هذه الدفعة من الخريجين أن الإبداع و التفكير التصميمي هما طريق العالم الرقمي الذي نعيش فيه اليوم الى تنميته الشاملة والمستدامة”
اشتمل معرض الخريجين لعام 2024 على مشروع يستخدم الذكاء الاصطناعي لتمكين الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة، باستخدام التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز الاحتفاظ بالذاكرة وتسهيل التفاعلات الاجتماعية. وقد طوّر طالب آخر مساعدًا بالذكاء الاصطناعي لدعم البالغين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في إدارة الحياة اليومية والبيئات الاجتماعية المعقدة.
تطبيقات التصميم في صناعة الرعاية الصحية كانت بارزة أيضًا هذا العام. حيث قام أحد طلاب المعهد باستكشاف تقنيات بديلة للأفراد الذين يعانون من فقدان أو ضعف البصر، بينما بحث طالب آخر في إمكانية استخدام الأجهزة القابلة للارتداء وتقنيات المنازل الذكية لمساعدة وتحسين جودة حياة مرضى الصرع..
كما شكلت الاستدامة التي تعد موضوعا اساسيا في صناعة التصميم العالمية، عنصرا مهما في مشاريع التخرج هذا العام. حيث اقترح أحد المشاريع المعروضة في المعرض بديلاً صديقًا للبيئة للترتر والبريق المستخدم في الأزياء، والتي تساهم في التلوث البلاستيكي في شكلها الحالي، إلى جانب مشروع اخر استخدم المسوحات الميدانية والأبحاث المجتمعية والتخطيط البصري في جزيرة السعديات في أبوظبي للتحقيق في العلاقة بين التنمية الحضرية والتنوع البيولوجي المحلي، بالتركيز على ابتكار يستهدف المحافظة على حيوان الغزال العربي.
هذا و يتضمن برنامج البكالوريوس في التصميم في الجامعة أربعة تخصصات: تصميم المنتجات، تصميم الوسائط المتعددة، تصميم الأزياء، وإدارة التصميم الاستراتيجي. يسمح هذا المسار متعدد التخصصات للطلاب بدمج الحدود بين مجالات التصميم التقليدية، مما يزيد من قدرتهم على ممارسة التعاطف، وحل المشكلات المعقدة، والتفكير النقدي، وتطوير الذكاء العاطفي المعزز.
لمحة عن بعض المشاريع المعروضة في معرض الخريجين 2024
ميموريا
طورتها الطالبة في تصميم المنتجات وإدارة التصميم الاستراتيجي ألفية أستاد و هو جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي مصمم لتعزيز الاحتفاظ بالذاكرة وتسهيل التفاعلات الاجتماعية في رعاية مرضى الخرف. مستوحاة من تجارب شخصية، يتكيف المنتج مع تاريخ وتفضيلات كل مستخدم، ويقدم تلميحات مخصصة تحفز الذكريات وتشجع المحادثات.
برزة
من تصميم فاطمة لوتاه الطالبة في تصميم المنتجات وإدارة التصميم الاستراتيجي و هو نموذج أولي متعدد الوظائف لأثاث المجلس، يمزج بين وظائفه التقليدية ومتطلبات المرونة والاستدامة الحديثة. يمكن للنموذج الأولي أن ينفصل ليصبح مقعدًا أرضيًا وطاولة جانبية، تلبية لتفضيلات الجلوس المتنوعة وتحديث رموز العادات الاجتماعية الإماراتية.
ايبي اوير
من تصميم نور الاحمد الطالبة في تصميم الأزياء وإدارة التصميم الاستراتيجي ،حيث يعيد تصور إدارة حياة مرضى الصرع من خلال تقنيات المنازل الذكية والأجهزة القابلة للارتداء وتطبيق يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحسين سلامة وجودة حياة مريض الصرع من خلال تقديم المراقبة المبكرة، وتوقع النوبات، وتنسيق الاستجابة الطارئة.
بادي
من تصميم رند كشلان في تصميم المنتجات والوسائط المتعددة ، وهو منتج مساعد بالذكاء الاصطناعي مصمم للبالغين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حيث يتم دمج المساعد في سماعات الأذن التي تناسب حياة المستخدم اليومية بسهولة، ويساعد الأفراد على تنظيم المهام اليومية، واستثارة التنبيهات للالتزامات الهامة، وتقديم التشجيع لتسهيل التنقل .
سعاد الفردان الطالبة في تصميم الأزياء وتصميم المنتجات ابتكرت أول برّيق وترتر قابل للتحلل في العالم مصنوع من حراشف السمك و يهدف المشروع إلى مكافحة تأثير صناعة الموضة السريعة على البيئة.علياء محمد الطالبة في تصميم المنتجات والوسائط المتعددة ابتكرت تطبيقا يهدف إلى تعزيز ثقافة المشي في دبي من خلال تطبيق مقترح يوفر للمستخدمين مسارات فعالة للحركة الداخلية والخارجية. يرتبط المشروع بخطة دبي الحضرية 2040، ويقدم حلول تنقل للمشاة بما في ذلك وسائل النقل العام المريحة لتشجيع التنقل الشامل والمستدام.