اختتمت مجموعة “حديد الإمارات أركان” عام 2023 باستعراض ريادتها في دعم وحماية البيئة وذلك من خلال مشاركتها البارزة في مؤتمر الأطراف COP28، أكبر تجمع سنوي في العالم مكرس لمعالجة ظاهرة التغير المناخي. وتحت شعار “قرارات مستدامة لمستقبل مستدام”، أكدت المجموعة التزامها بدعم العالم في مسيرة إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب فيها ذلك، وتبني ممارسات وتقنيات تحويلية في جميع عملياتها، والاستفادة من الفرص التي توفرها الشراكات والتعاون.
ونجحت مجموعة “حديد الإمارات أركان” بترسيخ مكانتها في طليعة الحدث المناخي العالمي لتحقيق انخفاض ملموس في الانبعاثات الكربونية، من خلال عقد التحالفات الاستراتيجية، والمشاركة بفعالية في الجلسات الحوارية البنّاءة واستعراض الحلول الرائدة منخفضة الانبعاثات الكربونية. وشكلت هذه المشاركة انعكاساً لرؤية دولة الإمارات ورئاسة مؤتمر COP28، كما تماشت مع المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 في الدولة.
علاوةً على ذلك، أكدت “حديد الإمارات أركان” التزامها بتمكين الشباب من أجل دعم العمل المناخي، بما يتماشى مع رؤية القيادة الإماراتية في تعزيز مشاركة الشباب في مواجهة التحديات العالمية. كما أبرمت المجموعة شراكات تدعم استراتيجيتها للتحول الرقمي والممتدة لثلاث سنوات بهدف تحديث نماذج الأعمال بقدرات رقمية، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها المجموعة من خلال استخدام تقنيات فعالة من حيث التكلفة، وكفاءة المواد، وتوفير الطاقة.
وتنسجم هذه المبادرات، وغيرها، بشكل مباشر مع خارطة طريق المجموعة لإزالة الكربون والتي تهدف إلى تحقيق انخفاض ملموس في الانبعاثات الكربونية وقيادة الممارسات المستدامة في القطاع. وتعتمد خارطة الطريق هذه على احتجاز والتقاط الانبعاثات الكربونية، والهيدروجين الأخضر، والطاقة النظيفة، واستخدام خردة الحديد، وتعزيز كفاءة الطاقة بما يدعم أهداف المجموعة في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وقد حققت المجموعة انخفاضاً بنسبة 35% في كثافة الانبعاثات في عام 2022 باستخدام 80٪ من مصادر الكهرباء النظيفة، واحتجاز الكربون، وخردة الحديد.
وبهذه المناسبة، قال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “حديد الإمارات أركان”: “ستواصل ’حديد الإمارات أركان‘ لعب دور محوري في حماية كوكبنا للأجيال القادمة، وذلك في ظل الاتفاق للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في مؤتمر الأطراف COP28. ومع ترسخ الاستدامة في كل جانب من جوانب عملياتنا وسياساتنا وشراكاتنا ومشاريعنا، تلتزم المجموعة بهدفها الرامي إلى تحقيق تأثير إيجابي على البيئة وتمهيد الطريق لمستقبل مستدام للجميع”.
صياغة المسارات نحو الاستدامة
شكلت مشاركات “حديد الإمارات أركان” في مؤتمر الأطراف COP28 التزامات ملموسة لدفع الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز عملية إزالة الكربون وتحقيق الاستدامة. وأعلنت المجموعة عن عدة مشاريع شملت مجالات أسواق الكربون، والهيدروجين الأخضر، وأدوات الرقمنة وغيرها، الأمر الذي يؤكد جهودها المستمرة لتعزيز وتطوير منظومة مستدامة.
وفي هذا السياق، اتخذت المجموعة خطوة رائدة بالشراكة مع مصدر، حيث شرعت في أول مشروع تجريبي للهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي يستخدم المحللات الكهربائية للمساعدة في إنتاج الحديد الأخضر. ويجري العمل حالياً على إنشاء المشروع الذي يقع ضمن منشآت الإنتاج التابعة للمجموعة في مدينة أبوظبي الصناعية، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المنشأة في أوائل عام 2024، حيث سيتم استخدام الهيدروجين الأخضر بدلاً من الغاز الطبيعي لاختزال خام الحديد، وهي خطوة أساسية في عملية إنتاج الحديد.
وقّعت المجموعة أيضاً مذكرة تفاهم مع بنك أبوظبي الأول، للتعاون في الأنشطة المتعلقة بتداول السلع، وأرصدة الكربون، والاستثمارات والودائع المستدامة. وتمتد هذه الشراكة لتشمل التعاون في مشاريع “حديد الإمارات أركان لتحديد الاستراتيجيات الفعّالة للتحوط وتداول أرصدة الكربون، كما سيعمل الطرفان على تعزيز وتوسيع قدراتهما في مجالات التمويل المرتبط بالاستدامة والتمويل الأخضر.
وكجزء من استراتيجيتها للتحول الرقمي، أعلنت “حديد الإمارات أركان” عن تعاون مع شركة IBM يهدف إلى الاستفادة من الإمكانيات المتقدمة لبرنامج IBM Envizi ESG Suite لتبسيط عملية إعداد تقارير الاستدامة، وذلك بما يتيحه هذا البرنامج من ثورة هائلة في استخدام البيانات ورؤية المعلومات. كذلك وقعت “اتصالات من إي آند” و”حديد الإمارات أركان” مذكرة تفاهم للاستفادة من إمكانات شبكة الجيل الخامس 5G وإجراءات الأمان الرقمي والتكنولوجيا التشغيلية.
وتركزت جهود المجموعة أيضاً على نشاطها في مجال مواد البناء، حيث كشفت عن تعاون استراتيجي مع شركة الاستشارات المناخية A³&Co.® لتنفيذ خارطة طريق لإزالة الكربون من أعمال الإسمنت للمجموعة مع التركيز بشكل أساسي على تقليل الانبعاثات الكربونية وخفض التكاليف. .
وتشتمل هذه المبادرة متعددة المراحل على تحديد خط أساس لإزالة الكربون، وبناء سيناريو وخارطة طريق محددة لإزالة الكربون، والامتثال لمتطلبات اتفاق آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، وتوفير الدعم الاستشاري للحصول على شهادة البصمة الكربونية من مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم (SBTi).
كما أبرمت “حديد الإمارات أركان” اتفاقية تعاون استراتيجي مع أوميوم إنترناشونال (أوميوم) وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في مجال أبحاث وتطوير الهيدروجين، بهدف تسريع تبني الهيدروجين الأخضر لتحفيز خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الحديد، وتعزيز التزامها بمبادرة “اصنع في الإمارات” التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنلوجيا المتقدمة.
تبادل الخبرات وأفضل الممارسات
لم تقتصر مشاركة “حديد الإمارات أركان” في مؤتمر COP28 على تبادل الأفكار في الجلسات الحوارية، بل اغتنمت الفرصة لتجسيد ريادتها الفكرية من خلال العمل الفعال، مما يرسخ مكانتها كشركة رائدة تعمل على بناء مستقبل أكثر استدامةً ومرونة. وحرصت “حديد الإمارات أركان” على مواءمة مساهماتها بشكل استراتيجي مع المبادرات الملموسة، وأظهرت التزامها بالاستدامة من خلال مشاركة تجاربها العملية واستراتيجياتها المبتكرة وأفضل الممارسات خلال الجلسات. وتناولت المناقشات مجموعة واسعة من المواضيع، بدءاً من إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب فيها ذلك، وتحقيق صافي انبعاثات صفرية في مختلف القطاعات في دولة الإمارات، وصولاً إلى تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة وتحقيق الاستدامة. وامتدت المشاركة الفاعلة لمجموعة “حديد الإمارات أركان” لتشمل استكشاف سبل تمهيد الطريق أمام الحديد الأخضر وتقييم التميز في مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي. بالإضافة إلى ذلك، وفرت الجلسات المخصصة للشباب والنساء منصات هادفة للمناقشات التي تناولت موضوعات مثل تمكين المرأة في قطاع الحديد وحفز تطوير واستخدام مواد البناء الخضراء.