د.جمال المجايدة :
في خطوة جديدة تؤكد الدور المصري المحوري في دعم الشعب الفلسطيني، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تتضمن مسارات إنسانية وتنموية وسياسية متكاملة تهدف إلى إعادة الحياة إلى القطاع بعد سنوات من الدمار والمعاناة.
منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية المدمرة على قطاع غزة ، كانت مصر في مقدمة الدول التي تحركت لوقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية. واليوم، تنتقل القاهرة من مرحلة الدعم العاجل إلى مرحلة البناء وإعادة الإعمار، في إطار رؤية طويلة المدى لتمكين الفلسطينيين من استعادة دورة الحياة الطبيعية.
تشمل مبادرة الرئيس السيسي عدة محاور أساسية:
-إعادة تأهيل البنية التحتية من كهرباء ومياه وطرق ومستشفيات ومدارس.
-إطلاق صندوق مصري – عربي – دولي لتمويل مشاريع الإعمار بإشراف هندسي مصري لضمان الشفافية وسرعة التنفيذ.
-إشراك الشركات المصرية الكبرى في أعمال الإنشاء والبناء، بما يتيح فرص عمل للفلسطينيين ويعزز الاقتصاد المحلي.
-تسهيل دخول المساعدات والمعدات عبر معبر رفح وفق آلية رقابة إنسانية مستقلة.
-إطلاق برامج دعم اجتماعي وتعليمي تستهدف الأطفال والأسر المتضررة.
تحمل هذه المبادرة التاريخية رسالة مزدوجة:
-إنسانية تعكس التزام مصر التاريخي بدعم الأهل في فلسطين.
-سياسية تؤكد أن القاهرة تطرح نفسها كضامن رئيسي للاستقرار، وشريك موثوق للمجتمع الدولي في إعادة الإعمار بعيداً عن التجاذبات الإقليمية.
ويرى مراقبون أن المبادرة تمثل امتداداً لدبلوماسية الرئيس عبدالفتاح السيسي الهادئة التي توازن بين ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، مع الحفاظ على وحدة الموقف العربي ودعم الحل السياسي القائم على الدولة الفلسطينية.
بهذه المبادرة، تؤكد مصر مجدداً أن قضية فلسطين ليست موسمية ولا شعاراتية، بل التزام ثابت في وجدان الشعب و الدولة المصرية وقيادتها. ومن رحم المعاناة، يفتح الرئيس السيسي نافذة أمل جديدة لشعب غزة، عنوانها: السلام يبدأ من الإعمار، والإعمار يبدأ من الإرادة !