د.جمال المجايدة :
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كقوة إنسانية عالمية من خلال تصدّرها المشهد الدولي في تقديم المساعدات العاجلة إلى قطاع غزة، تأكيدًا لنهجها الثابت في دعم القيم الإنسانية .
لقد كانت الإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى إطلاق جسر جوي وبحري وبري متكامل لنقل المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية إلى سكان القطاع، في إطار مبادرة “الفارس الشهم – 3” التي أطلقت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، تجاوز حجم المساعدات الإماراتية إلى غزة نصف مليون طن من المواد الغذائية والطبية والإيوائية بقيمة تفوق المليار ونصف المليار دولار ، إضافة إلى إرسال مستشفيات ميدانية متكاملة، وطواقم طبية متخصصة في الجراحة والطوارئ والعلاج النفسي للأطفال المتضررين من الحرب.
كما قامت الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني في مدينة رفح المصرية لاستقبال الجرحى من داخل القطاع، وتسيير قوافل نقل مرضى عبر معبر رفح لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية والمصرية، في مبادرة لاقت إشادة واسعة من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية .
وأكدت منظمات الإغاثة الدولية أن سرعة الاستجابة الإماراتية، وحجم الدعم المقدم، ونوعية المساعدات الموجهة مباشرة إلى الفئات الأشد تضررًا، جعلت الإمارات الجهة الأكثر تأثيرًا في مسار العمل الإنساني لغزة خلال العام الحالي.
كما أشار محللون سياسيون إلى أن التحرك الإماراتي الإنساني يعكس توازنًا فريدًا بين السياسة والأخلاق، ويؤكد أن الإمارات تنظر إلى معاناة المدنيين بمعزل عن التجاذبات السياسية، ما عزز من مصداقيتها الدولية ومكانتها في المنظمات الأممية.
ويُجمع المراقبون على أن الدور الإماراتي في غزة لا يقتصر على الإغاثة المباشرة، بل يتعداه إلى دعم جهود إعادة الإعمار والبنية التحتية، وتوفير فرص التعليم للأطفال والنساء، وتمويل مشاريع تنموية مستدامة، بما يعيد الأمل إلى سكان القطاع بعد سنوات من الحصار والمعاناة.
وبذلك، تثبت الإمارات مجددًا أن الإنسان هو محور سياستها الخارجية، وأن العمل الإنساني لديها ليس رد فعل مؤقتًا، بل نهج راسخ في فكر وقيادة الدولة، يعكس رسالتها العالمية في بناء السلام .

