د.جمال المجايدة :
لقد كان الراحل الكبير ابراهيم العابد مثالاً نادراً في الانتماء والالتزام والاحتراف، ورائداً في ترسيخ قيم الصدق والمصداقية والموضوعية في العمل الإعلامي. جمع بين الرؤية الثقافية الواسعة والقدرة على الإدارة والتخطيط، فكان العقل المدبّر وراء تطوير مؤسسات إعلامية وطنية كبرى، وفي مقدمتها وكالة أنباء الإمارات (وام)، التي أصبحت بفضل جهوده منارةً للمصداقية ونافذةً مشرفة لرسالة الدولة إلى العالم.
لم يكن إبراهيم العابد إعلامياً فحسب، بل معلماً للأجيال ومرجعاً في الفكر الإعلامي العربي، استشرف مبكراً أهمية الاتصال الاستراتيجي وصناعة الصورة الوطنية، وأسهم في تكوين جيل من الإعلاميين الذين حملوا الراية من بعده، مستنيرين بتجربته وخبرته وإنسانيته.
في الذكرى الخامسة لرحيله عن عالمنا ، نتوقف أمام إرثه الكبير الذي سيبقى نبراساً يلهم كل من يعمل في الحقل الإعلامي، وذكرى عطرة لرجل آمن بدور الكلمة الصادقة والإعلام المسؤول في خدمة الوطن.
رحم الله الاخ والصديق والزميل والمعلم إبراهيم العابد ، وجعل عطائه الممتد شاهداً على جيل من الرجال الذين بنوا بالإخلاص والفكر مؤسساتٍ بقيت تنبض بروحه إلى اليوم.