د.جمال المجايدة :
يتزايد القلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم ملفات الأمن الإقليمي كورقة للبقاء السياسي، ضارباً عرض الحائط باستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط.
لقد أثبتت التجربة خلال الأشهر الأخيرة أن نتنياهو مستعد لجرّ المنطقة إلى حروب مدمرة من أجل تحقيق أهداف داخلية ضيقة، تتعلق بتماسك ائتلافه الحكومي المتطرف، والتهرب من أزماته القضائية المتفاقمة، وإبقاء الأنظار مشدودة إلى قضايا أمنية مفتعلة بدل مساءلته عن إخفاقاته الاقتصادية والسياسية.
من هنا، يصبح من الضروري أن تدرك القوى الإقليمية والدولية أن بقاء نتنياهو في الحكم ليس مسألة تتعلق فقط بالشأن الداخلي الإسرائيلي، بل هو خطر ماثل على استقرار المنطقة بأسرها.
إن سياسة الهروب إلى الأمام التي يعتمدها عبر إشعال الجبهات مع إيران، وسوريا، وغزة، ولبنان، تضع الخليج العربي ودول عدة في الشرق الاوسط أمام تحديات أمنية متزايدة، وتهدد مصالح الملاحة الدولية، وأمن الطاقة، والاستقرار الاقتصادي الإقليمي.
كما أن استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، وارتكاب الجرائم الجماعية في غزة، يُعدّ عاملاً رئيسياً في تهديد امن المنطقة ، ويهدد بنسف كل جهود التهدئة، والانفتاح، ومشاريع التنمية الإقليمية المشتركة التي تسعى إليها دول الخليج.
لقد حان الوقت لأن تضع القوى الفاعلة في العالم , رؤية واضحة تعلن فيها أن أمن الخليج والشرق الأوسط لا يمكن أن يبقى رهينة لسياسات رجل يضحي بالسلام من أجل بقائه الشخصي. هذا المبدأ يجب أن يشكل أساس أي تحرك دبلوماسي أو موقف سياسي في المرحلة المقبلة.
أمن الخليج لا يُقاس فقط بالمصالح العسكرية، بل هو مرتبط بالاستقرار السياسي، وباحترام القانون الدولي، ومنع تفاقم النزاعات التي تعيد المنطقة إلى مربعات الصراع المزمن. وبالمقابل، فإن إطالة أمد حكم نتنياهو تعني إطالة أمد الانفجار. العالم العربي، والخليج على وجه الخصوص، أمام لحظة حاسمة؛ فإما أن يُعاد ضبط الأولويات باتجاه الأمن والاستقرار والتنمية، أو يُسمح لمقامر سياسي بأن يقرر مصير المنطقة من أجل مستقبله الشخصي. وقد آن الأوان لأن يقال بوضوح: أمن الخليج والشرق الاوسط أهم من بقاء نتنياهو في الحكم !