د.جمال المجايدة :
تحتفل الإمارات في التاسع عشر من رمضان من كل عام بـ”يوم زايد للعمل الإنساني”، تخليدًا لذكرى رحيل مؤسس الدولة , المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتجسيدًا لقيم العطاء والخير التي أرساها طوال حياته. هذا اليوم يعد مناسبة سنوية لتعزيز العمل الإنساني وترسيخ قيم البذل والتضامن التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هوية دولة الإمارات العربية المتحدة.
كرّس الشيخ زايد رحمه الله جهوده في خدمة الإنسانية بلا تمييز، فكانت أعماله الخيرية تمتد إلى مختلف بقاع العالم، من بناء المستشفيات والمدارس إلى توفير المساعدات الإغاثية للمنكوبين في الكوارث الطبيعية والنزاعات. لم يكن نهجه في العطاء مجرد مبادرات فردية، بل كان استراتيجية شاملة، حيث أسس المؤسسات الخيرية والوقفية التي لا تزال تعمل حتى اليوم على نشر الخير.
اتبعت دولة الإمارات نهج مؤسسها، فواصلت قيادتها تقديم الدعم الإنساني للدول المحتاجة عبر مشاريع تنموية وإغاثية مستدامة. وتصدّرت الإمارات لسنوات عديدة قوائم الدول الأكثر سخاءً في المساعدات الإنسانية، حيث لم تقتصر هذه الجهود على الجانب المادي فقط، بل شملت أيضًا المبادرات التنموية مثل دعم التعليم، والصحة، وتمكين المجتمعات.
يوم زايد للعمل الإنساني.. منصة للعطاء
يُعد يوم زايد للعمل الإنساني مناسبة لتعزيز المبادرات التطوعية والخيرية، حيث تقوم الجهات الحكومية والخاصة بإطلاق حملات ومشاريع تهدف إلى مساعدة المحتاجين داخل الدولة وخارجها. ومن أبرز هذه المبادرات حملات توزيع المساعدات الغذائية، وإطلاق المشاريع التنموية، ودعم اللاجئين والمتضررين من الأزمات حول العالم.
إرث زايد في قلوب الأجيال القادمة
إن يوم زايد للعمل الإنساني ليس مجرد ذكرى، بل هو محطة يتجدد فيها الالتزام بالقيم التي غرسها الشيخ زايد، حيث تعمل الأجيال الجديدة على مواصلة مسيرة العطاء، استلهامًا من إرثه الإنساني العظيم. ويظل هذا اليوم رمزًا لتأكيد رسالة الإمارات بأن الخير والعطاء لغة عالمية لا تعرف حدودًا.
ختاماً نقول : يُعد يوم زايد للعمل الإنساني مناسبة لإعادة التأكيد على أهمية التراحم والتعاون بين الشعوب، وتجسيدًا عمليًا لقوله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”. فبفضل الرؤية الإنسانية للشيخ زايد رحمه الله، أصبحت الإمارات منارة للأمل، ورسالة مستمرة تؤكد أن الخير باقٍ ومستدامٌ ما دام هناك من يسير على خطى زايد الخير.